واصلت صحيفة صوت الأزهر دورها الإعلامي المتميز في 2020، فشغلها احتضان قضايا وهموم الوطن والأمة ومواجهة السلبيات بأقلام مثقفين من مختلف التوجهات الفكرية والوطنية والثقافية، للمساهمة في معالجة السلبيات، انطلاقًا من دور الأزهر الرائد والصوت المسموع الذي يألفه العالم الإسلامي ويحترم آراءه وأفكاره ويثق به، كما حرصت صوت الأزهر على المتابعة لكل الأحداث الجارية في مصر والعالم والتعليق عليها فيما يخص الجانب الديني، وتميزت تغطية صوت الأزهر بالتنوع في الموضوعات التي تتناولها، ما أنتج حصادًا متميزًا ومثمرًا في العديد من المجالات.
استهلت صحيفة صوت الأزهر عام 2020 بتسليط الضوء على ردود الأفعال الواسعة للكتاب والمثقفين حول عددها الأخير في عام 2019، والذي ركزت موضوعاته على المواطنة، وزيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف للكاتدرائية المرقسية لتهنئة البابا تواضروس الثاني والإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، فضلًا عن تهنئة بابا الفاتيكان وكافة المسيحيين في العالم بأعيادهم، والذين أكدوا على أن ما جاء في هذا العدد يأتي متسقًا مع رسالة الأزهر الوسطية، مذكرين بالكثير من المبادئ المشتركة بين الأديان والتي تضمنتها “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي وقعها مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس مطلع عام 2019 في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
خطوات عملية في تجديد الخطاب الديني
حرصت صحيفة “صوت الأزهر” على الإعداد لمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، الذي عقد في نهاية شهر يناير من العام الجاري، والذى حضره نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وكان يهدف إلى تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عند البعض وتحصين الشباب من أفكار التنظيمات المتطرفة، والاهتمام بالقضايا التي تمس واقعنا المعاصر، ومناقشة القضايا الخاصة بالشباب.
ومع بداية استعدادات الأزهر لمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أصدرت صحيفة صوت الأزهر عددًا خاصًا لتسليط الضوء على المحاور الرئيسة للمؤتمر، والتي ارتكزت على أطر مفاهيم التجديد وآلياته وتفكيك المفاهيم المغلوطة وقضايا المرأة والأسرة ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.
وبعد عقد الأزهر مؤتمره العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أصدرت جريدة صوت الأزهر عددًا حمل عنوان “الأزهر يرسم خريطة طريق للتجديد”، وتضمن العدد نشر جلسات المؤتمر والتي انطلقت لمناقشة العديد من القضايا والتحديات الشائكة وإيجاد حل لها، كما انفردت جريدة “صوت الأزهر” بنشر قراءة في أوراق المؤتمر، بالإضافة إلى البيان الختامي لمؤتمر الأزهر.
أهم تطورات مناهج الأزهر و”صناعة العقل الأزهري”
نشرت الصحيفة نماذج من المقررات الدراسية على طلاب المعاهد الأزهرية تحت عنوان ”صناعة العقل الأزهري”، والتي تعلمهم المساواة بين الناس في الخلق وترسيخ مفهوم المواطنة، وتبين سماحة الإسلام في معاملة أهل الأديان الأخرى، كما توضح أن تقسيم العالم لدار إسلام وكفر يناقض خصائص الإسلام، وبيّن خبراء التربية والتعليم أن المناهج الأزهرية في عهد ”الطيب” تطورت بالكامل وارتبطت بالواقع وقدمت التراث بشكل مفهوم، كما تناولت الصحيفة ”ماذا تقول مناهج الأزهر عن المسيحيين؟ “، والتي رصدت أهم ما جاء في الكتب الحديثة، والتي توضح أن الأزهر يدرس لأبنائه المواطنة وقبول الآخر ودحض فكرة التعصب الديني.
كما سلطت الصحيفة الضوء على الأسس والقواعد التي يقوم عليها المنهج الأزهري، ورعايته لمذهب أهل السنة والجماعة مع الانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى، وسعى الأزهر إلى ترسيخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف في أذهان طلابه فيما يخص علاقة الإسلام بالأديان السماوية، والتأكيد على أن المنهج الأزهري يمثل وسطية الإسلام والفهم المعتدل لشريعته وما نشأ حولهما من إبداعات.
حب الوطن من الإيمان
ألقت الصحيفة الضوء على التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والقوات المسلحة من خلال الندوات التثقيفية لتوعية المجتمع المدني بالجهود التي تقوم بها الدولة في مختلف المجالات، وتنمية روح الانتماء والولاء للوطن، بحضور عدد من قيادات الأزهر الشريف والقوات المسلحة، حيث صرح قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري بأن القوات المسلحة تحرص على التعاون مع الأزهر الشريف لترسيخ ثقافة الوعي المجتمعي.
وسلطت الصحيفة الضوء على إنجازات القوات المسلحة وتصدرت صفحاتها هاشتاج بعنوان #الجيش_قادر برًا وبحرًا وجوًا، تأكيداً على قوة وجاهزية القوات المسلحة لحماية مقدرات وثروات الوطن.
الأزهر راعي الفن الهادف
رصدت الصحيفة آراء علماء الدين حول عدم وجود تعارض بين الفكر الديني والفن الراقي الهادف، منوهين على أن الإسلام يشجع على الفن الراقي، مادام هذا الفن يعمل على حفظ الآداب العامة وأخلاق المجتمع، معتبرين أن أول من وضع قواعد وآداب “الإتيكيت” هم المسلمون، ثم كان الجانب العملي فأقام الأزهر مسابقات عديدة كاستضافته لمسابقة الخط العربي، والحث على الابتكار والفن الهادف من خلال المعارض والمسابقات التي احتضنت الطلاب المبتكرين من مختلف المراحل الدراسية، لتصل رسالة الأزهر ودعمه اللامحدود للابتكار ولكل ما هو هادف ما دام لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
حضور قوي ومتميز للأزهر في معرِض الكتاب
أبرزت الصحيفة الإطلالات الفريدة للأزهر الشريف خلال مشاركته بمعرِض الكتاب للعام الرابع على التوالي، والتي شملت فعاليات ثقافية وعروضًا مسرحية وأمسيات شعرية، وورش عمل في تعليم الرسم والخط العربي والأعمال اليدوية، وكذلك الندوات التي استضاف فيها جناح الأزهر نخبة من علماء الأزهر والمثقفين والإعلاميين والخبراء في مختلف المجالات، والتي تناولت أهم القضايا التي تشغل الشباب وتهم الوطن والمواطن، بالإضافة إلى تقديم بعض المؤلفات والإصدارات بأقلام كبار العلماء وشيوخ بهدف التواصل والحوار مع جميع فئات المجتمع، وتعريفهم بما يقوم به من جهود لإرساء السلام المجتمعي، وإرساء قيم المواطنة والأخوة الإنسانية، فضلًا عن مواجهة الفكر المتطرف من خلال العديد من الإصدارات والمطبوعات التي تعكس الفكر والمنهج الأزهري المعتدل.
الاحتفاء بـ”وثيقة الأخوة الإنسانية” العالمية
تناولت الصحيفة احتفاء دولة الإمارات بيوم “الأخوة الإنسانية” وهي الذكرى السنوية الأولى لصدور وثيقة “الأخوة الإنسانية” التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس، والتي تم خلالها إطلاق التجمع الإعلامي العربي ما نتج عنه مولد مدونة تحتوي على “عشرين مبدأ” كميثاق إنساني للعمل الصحفي الإعلامي، والتي وقع عليها عدد كبير من الإعلاميين العرب، لنشر ثقافة الأخوة الإنسانية، والاستفادة من الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام لتشكيل الوعي لدى عموم الناس، بما لا يتسبب في تأجيج مشاعر التمييز والعنصرية والكراهية بين البشر.
رسائل الإمام الأكبر للمصريين والعالم للحماية من شر “كورونا”
لم تكن صوت الأزهر ببعيدة عن الأوضاع التي تمر بها مصر في ظل تصاعد جائحة كورونا، حيث أبرزت الصحيفة متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار الساعة إجراءات الدولة الاحترازية لمواجهة هذا الفيروس، ومطالبته المصريين الالتزام الكامل بهذه الإجراءات حتى تظل مصر في سلام وأمان، كما أبرزت تأكيد فضيلة الإمام الأكبر على دعم الخطوات الجادة والفاعلة التي تتخذها الدولة لمواجهة هذا الفيروس.
وعمدت الصحيفة على تسليط الضوء على رسائل الإمام الأكبر للمصريين والعالم للحماية من شر “كورونا”، والذي أكد فيها أننا بالعلم والإيمان نستطيع أن نقضي على هذ الفيروس، حيث دعا الناس للتقرب إلى الله واللجوء إليه بالدعاء الصادق، وتقديم الدعم الكامل للعلماء والباحثين لاكتشاف علاج له، والتضامن مع كل المنكوبين في العالم، وتقديم العون لجميع المتضررين.
كما سلطت الصحيفة الضوء على الإجراءات التي اتخذها الأزهر لتنظيم سير العملية التعليمية بالأزهر بعد قرار تعليق الدراسة، ووضع خطط لامتحانات نهاية العام، وتكليف فضيلة الإمام الأكبر رئاسة قطاع المعاهد الأزهرية بالتعاون مع بوابة الأزهر الإلكترونية والمركز الإعلامي للأزهر، بإنشاء منصة إلكترونية للتعليم الأزهري قبل الجامعي، لتشمل فيديوهات تعليمية لجميع المراحل الدراسية.
الإمام الأكبر نصير المرأة وحقوقها
مع تصاعد موجات التحرش من جديد
أعادت صحيفة صوت الأزهر نشر بيان الأزهر الشريف ضد التحرش الذى صدر عام 2018، والذي شدد على أن التحرش “إشارة” أو “لفظًا” أو “فعلًا” جريمة قانونية وإثم شرعي وانحراف سلوكي، مؤكدًا على أن تجريم الفعل والفاعل يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق، وملابس المرأة أيًا كانت ليست مبررًا للاعتداء على خصوصيتها وحريتها وكرامتها، وطالب الأزهر في بيانه بتفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقب على فعله.
وتصدر هاشتاج #طمنوا_بناتكم، صدر الصحيفة مع مناشدات بتسليط الضوء على ضحايا التحرش والاعتداءات الجنسية بعد انتشار الظاهرة بشكل كبير، كما نشرت الصحيفة شهادتها على انحياز الإمام الأكبر لحقوق المرأة وكرامتها في أعداد سابقة لها، والتي تؤكد على أن الموقف المناهض للتحرش الذى بدأ عام 2018 لم يكن موقفًا طارئًا أو مستجدًا، حيث سردت الجريدة بعض هذه المواقف ومنها التأكيد على أن الختان عادة لا يدل على مشروعيتها سند صحيح أو دليل، وأن مقاصد الشريعة تؤيد منع زواج الصغيرة، وأن تعدد الزوجات حق مقيد والأصل في الإسلام الزوجة الواحدة، والزوج ليس حرًا في الطلاق ولا يباح له إلا في الضرورة القصوى، وأن تولي المرأة موقع الرئاسة تطبيق عملي لفكر الأزهر.
الأزهر الدرع الواقي للإسلام
مع تصاعد الهجمة الشرسة المغرضة على الإسلام والمسلمين في الغرب، من إساءة للإسلام ورموزه المقدسة، وحرقهم للمصحف وإساءتهم لنبي الرحمة، بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد في إحدى المجلات الفرنسية، ودعم المسؤولين الغربيين الفرنسيين لها بزعم أن ذلك يأتي من قبيل حرية التعبير، أصدرت جريدة صوت الأزهر عددًا خاصًا أبرزت فيه موقف الأزهر وإمامه الأكبر من تلك الحملة المغرضة على الإسلام والمسلمين، وتصدرت تصريحات فضيلة الامام الأكبر في دفاعه عن الإسلام والمسلمين صدر الصحيفة، مشيرة إلى قرار فضيلة الإمام الأكبر بتشكيل لجنة قانونية دولية لرفع دعوى قضائية ضد مجلة “شارلى ايبدو” لإساءتها لنبي الرحمة، مستنكرًا بشدة حادثي قتل المدرس وطعن السيدتين المسلمتين بباريس، ومؤكدًا على أن الحادثين وجهان لعملة الإرهاب البغيض.
ونشرت صحيفة صوت الأزهر في صفحتها الأولى عنوان “هذا قول الأزهر”: لا نقبل الإساءة للنبي الكريم، ولا نقبل القتل والعنف ردًا على الإساءة، ولا نقبل العنصرية وازدواجية المعايير ووصم الجميع بسبب ممارسات البعض، ولا نقبل التستر خلف حرية التعبير للمساس بمقدسات الأديان، ولا نقبل تبرير القتل والإرهاب أيًا كانت ديانة المجرمين أو الضحايا، ولا نقبل أي استغلال سياسي للدين سواء من الشرق أو الغرب.
كما ألقت “صوت الأزهر” الضوء على زيارة وزير الخارجية الفرنسي لمشيخة الأزهر الشريف ولقائه بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والتي وجه فيها الإمام الأكبر 19 رسالة مهمة تتعلق بالإساءة للإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم والتي أثارت أزمة في الفترة الأخيرة.
الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
احتفت صوت الأزهر من خلال الريشة والقلم بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث تناول العدد الكثير من صفاته ومعاملاته مع الآخرين الغير مسلمين، وعبر رسامو كاريكاتير من مصر والعالم العربي بقلمهم وريشتهم عن المنهج النبوي الذي يدعو إلى الأخوة والرحمة والتسامح.