الدكتور عبدالله المصرى يكتب : أسرار لقاء الشافعي و الهضيبي وعداء الإخوان للثورة

 

استقبلني البكباشي ( المقدم ) حسين الشافعي قائد فرسان ثورة ٢٣ يوليو ( رحمه الله) ونائب رئيس الجمهورية الأسبق في فيلته بالمهندسين لإجراء حوار صحفي بمناسبة ذكرى ثورة يوليو ،وكان ذلك يوم ١٤ يوليو ٢٠٠٣م وسألته عن حقيقة انقلاب سلاح المدفعية الذى كاد أن يعصف بالثورة والثوار فبدأ يحدثني عن علاقة الإخوان المسلمين بالثورة وعن لقائه بالمرشد العام المستشار الهضيبي وأخفي ما دار في اللقاء عن قائد الثورة البكباشي جمال عبدالناصر رغم أنه هو الذى كلفه بهذا اللقاء.

وعندما أجاب البكباشي حسين الشافعي علي سؤالي قال( رحمه الله ) : الإخوان المسلمين منذ البداية ناصبوا الثورة العداء وكانوا يسخرون منا ويقولون: ثورة ايه إذا كانوا مازالوا يأذنون الآذان السلطاني أى الآذان المنغم للشيخ محمد رفعت، ثم حاولوا أن يقوموا بإنقلاب في سلاح المدفعية عام ١٩٥٣م وبعد إعلان قيام هيئة التحرير كأول تنظيم سياسي للثورة بديل للأحزاب وكان هذا الإعلان يعني تثبيت أقدام الثورة وتضاءل فرصة الإخوان في الوصول للسلطة والحكم.

واستمر قائلا: قابلني السعيد رمضان زوج بنت الأستاذ حسن البنا رحمه الله في يوم ١٥يناير ١٩٥٣م داخل رئاسة الجيش وقال لي: أريد موعد من جمال عبدالناصر لمقابلة المستشار حسن الهضيبي المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فأبلغت جمال عبدالناصر فقال لي: أذهب أنت وقابله و شوفه عايز ايه.. فاتفقنا علي موعد في منزل السعيد رمضان في الروضة بمصر القديمة وذهبت ،فجاء الهضيبي وأخي الأكبر حسن الشافعي وكان عضوا معهم في الإخوان وأخي الأصغر أحمد كان في شعبة أخرى في طنطا التي انشقت عن الإخوان عندما تأخروا في تحديد موقفهم من الثورة .

وكان الإخوان واثقون من نجاح إنقلاب المدفعية فجاء المستشار الهضيبي يرتدى بالطو المستشارية وجلس في غرور وقال بالحرف الواحد: يعني انتوا قمتوا بالثورة وطردتم الملك يعني عملية مش بطالة لكن بعد كده تدخلتم في اللي ليكوا فيه واللي مالكوش فيه ،واللي تعرفوه واللي ماتعرفهوش ،وأنتم مش عارفين النتيجة لأنكم مش عارفين الشارع بيقول ايه وانتم عايشين في ابراج عاجية فأنا ذهبت أشترى وقة تفاح فقال البائع: تفاح مين يا أستاذ بتوع الثورة جاءوا وشالوا كل حاجة.

ثم قال الهضيبي: وأخيرا إستمرأتم السلطة وجيتوا تثبتوا أقدامكم وأعلنتم عن التنظيم السياسي اللي اسمه هيئة التحرير، وأنتم الود ودكم ترفعوا يافطة الإخوان المسلمين وتضعوا يافطة هيئة التحرير، لكن في معلومكم إن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم عالمي لا يذوب في ثورة وجايز تشوفوا أنتم تحاربوا في قناة السويس واحنا نشوف إننا نحارب في مراكش( بالمغرب ) .

وقال الأستاذ الشافعي: ظللت أستمع له دون مقاطعة ثم وقفت في النهاية ومددت يدي للسلام عليه وقلت له: و الله لو كان الشيخ حسن البنا رحمه الله مازال علي قيد الحياة كنت سأسمع منه كلام غير الذى سمعته الآن وكان سيقول: هؤلاء الناس عملوا ما لم نقدر عليه وياريت نحط أيدينا في أيديهم ونختصر الطريق وما من شك أن عندكم دعاة لهم شأنهم وإعتبارهم وكانوا سيختصرون بنا الطريق، و تركته وانصرفت، ..و أبلغني الأستاذ حسين الشافعي( رحمه الله ) أنه يقول هذا الحديث لأول مرة قائلا: لم أقوله لأحد وأخفيته عن عبدالناصر وفي يوم ١٧ يناير ١٩٥٣م تم القبض علي مجموعة الإخوان في سلاح المدفعية.

فما قاله المرشد العام الأسبق عن الحرب في مراكش ذكرني بإعلان الدكتور محمد مرسي بالحرب علي سوريا وإهتمامه بسولار وبنزين غزة علي حساب الشعب المصرى وأزمة الوقود و إنقطاع الكهرباء في مصر وعدم الاهتمام الواجب والضرورى بمشكلة السد الأثيوبي ومشكلة حلايب وشلاتين،وهذا الاهتمام الخاطئ من أجل الأخوان في سوريا،وغزة،والسودان ومن أسباب فشله بعد سنة أولي حكم في مصر ،فعليهم أن يعوا الدرس ويعلموا أن زمن الخلافة انتهي ولا يصلح لهذا الزمن بعد أن أصبح العالم الإسلامي يعيش في فرقة ،وتشاحن، وتباغض ..وكل عام ومصر والمصريين بخير في عيد ثورتهم ..وتحيا مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى