منوعات

أسماء جلال تكتب : أمّا قَبل

رأيتُ ذاتَ مرةٍ طريقًا…
وحينَ ثبّتتُ خُطايَ فوقهُ..تَسَرّبْ
كوجهِ مَيِّتٍ
إذا ما قَبّلَتْهُ شَفَتا حَيٍّ تَصَلّبْ
مُشَوّهِ العناقِ ، مـبْتُورٍ على جذع ثوانيه التي
لو حَكّ جِلْدَ وَصلِها مُسافرٌ تَغَرَّبْ.

العَيبُ في الطريقِ؟ أم في قَدَمِي؟
أم أنها الخُطواتُ مهما عُلِّمَتْ فنّ التلاقي..تتهَرّبْ؟!
وضعتُ بالتابوتِ قلبي
ثم ألقيتُ به في يَمِّ أحلامي
عسى إنْ مرَّ في طريقِ من أهواهُ يأتيهِ خَبَرْ
ما كانَ إلا أن رماني الموجُ عندَ بيتهِ
فالتقطَتْ كَفّاهُ قلبي..
جَفّفَتْ عنهُ غِماراتِ الخَطَرْ
وبارَكَتْ عيناهُ خَطوي
بينما لم يحفظ البحرُ لها أيّ أثَرْ
رأيتُ حينها الطريقَ عينَهُ،
وكفَّهُ،

وضِحكَتي تلك التي ما صادفَتْ – من قبلِهِ – سَمْعَ بَشَرْ
أكـانَ للدّروبِ أن تغفلَ عني حينها؟

وثمّ تمتدّ جُسُور الأمنياتِ
اعبُرْ بِسِلْمٍ يا فؤادي..
قبلَ أنْ أُثَبّتَ الأقدامَ
كانَ كُلُّ ما فيَّ إلى دوحَتِهِ قد عَبَرْ
أريكةٌ….وطاولاتٌ مِن دُخَانٍ..
ليس ضيفًا غير قلبي ، والجدارات ،
وأَنّاتِ الصّوَرْ…
_ وفي الدُّخانِ كُلُّ شيءٍ مُمكِنٌ _
كُلُّ الذي قبلَ لِقانا زَبَدٌ..
ولّى جُفاءً عندما قَرّتْ بعينيهِ دُموعي..وأَقَرّ:
” أقولُ سِرًّا لكِ يا حبيبتي؟
طَعمُ البُكاءِ في عُيونِ الصّادقينَ مُرّ”.

رأيتُ ما بينَ ذِراعيهِ طريقًا لم تكُنْ قبلي مُباحَةْ..
وقالَ: هيّا راقِصيني..
قُلتُ: قدْ لا أُحسِنُ الرّقْصَ…
أنا فَلّاحـــةْ!
وما سِوَى أنْ قال :” أهـــواكِ “…
استفاقَتْ خُطوتي…وعانَقـتْ خُطوتَهُ
حتى استفَزّتْ رقصَتي أقداحــَهْ!!
أكَانَ للدُّروبِ أنْ تأكُلَ ظِلّي يومَها؟
وتُسْلِم الذكرى لدَهْسِ العابريــنْ
مَن المُلامُ ها هُنا؟
أنا؟ أمْ أنتَ؟ أمْ أقْدارُنا؟!
وأنتَ عَالِقٌ بكَهْــفِ غيري مِن سنيــنْ!
yoast

زر الذهاب إلى الأعلى