منوعات

خطى عاثرة للشاعر مصطفي شعراوي

أَقُودُ خُطَايَ مَرْضِيَّةْ
وَلَسْتُ أُبَالِيَ الْوِجْهَةْ
سِوَى أَنَّي عَلَى خَوْفٍ
أَلُوذُ بِذِكْرَى مَنْسِيَّةْ

أَفِرُّ بِبِعْضِ أَوْرَاقِي
وَكُنْتُ نَسَجْتُهَا دَمْعًا
فَتَفْجَؤُنِي انْتِقَالَاتِي
بِأَنَّ الْأَرْضَ كُرَوِيَّةْ

أُلَاقِيهَا عَلَى غِرَّةْ
كَسَهْمٍ رَامَ أَسْرَارِي
وَقَدْ نَامَتْ بِأَقْبِيَتِي
فَيُعْلِنُهَا نَهَارِيَّةْ

مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَنْسَى
حَبِيبًا لَيْسَ يَنْسَانِي
وَلَكِنِّي كَمَا لَيْلٍ
بِأَقْمَارٍ صَبَاحِيَّةْ

عَذَابَاتٌ هِيَ الْأَشْوَاقْ
تُحَاصِرُ كُلَّ مَنْ يَهْوَى
تُبَادِرُهُ بِتَذْكَارٍ
تَخِرُّ قُوَاهُ مَغْشِيَّةْ

هُنَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الْبُعْدَ
عَتَّقَ عُمْرَنَا عِشْقًا
فَمَا كَانَ الْهُرُوبُ دَوَا
وَكَأْسُ الْحُبِّ مَخْفِيَّةْ

تُرَاوِغُنَا الْخُطَى دَوْمًا
تُعَاثِرُنَا إِذَا شِئْنَا
فَنُنْفِقُ عُمْرَنَا سَلوَى
وَتَأْتِي الذِّكْرَى لَحْظِيَّةْ

تُصَادِفُنَا عَلَى الْغُرْبَةْ
مَذَاقَاتٌ تُحَيِّرُنَا
فَنَمْضُغَ تَبْغَنَا صَبْرًا
كَهَبَّاتٍ جُنُونِيَّةْ

يَدُقُّ الْمَاضِ أَبْوَابًا
يَقُدُّ حِصَارَ حَاضِرِنَا
تَهُبُّ رِيَاحُنَا هَرَبًا
تَفِرُّ خُطَايَ عَكْسِيَّةْ

سَرَابٌ أَمْ خَيَالَاتٌ
تُرَاوِحُنَا كَزَخَّاتٍ
تُلَوِّنُ صَفْحَةً بَاتَتْ
بِأَلْوَانٍ رَمَادِيَّةْ 

 

شعر-مصطفى شعراوي

زر الذهاب إلى الأعلى