منوعات

المنتصف بقلم اسماء جلال

المَشاويرُ لا تنتهي والخُطى لا تمَلُّ طريق الأماني..وبالعجز لا تعترِفْ
ما الذي يخدغُ الموتى
أنهُ البَعثُ يجلبُ حَظًّا على خطّ كَفّ؟
آهِ يا الـ مُنتصَفْ! ذكرياتٌ أَبَتْ أن تُوَلّي
سوى أنْ تُوَشّمَ فوقَ دمي مِن تمائمها كُلَّ حرفْ
ونَذيرٌ من الحُلم يُومِضُ كالبَرقِ..ثم يَجِفّ
وأنا بينَ هذين أقرؤني..
وأُرَسِّبُ عمري..

وحينَ أُعيدُ صياغةَ وجهي
تَفُور القصائدُ نَزفْ
يسمعُ العابرون نشيدي
فيُطرِبُ أرواحَهم وجعي المُحترِفْ
آهِ يا الـ مُنتصَــفْ!!

بين سِحر الحروفِ وغُربتنا
لم نزَلْ نختلِفْ لي كتابٌ
إذا شِئــتُ آخذُهُ بيَميني
يَميني ارتجَفْ
ليس بيني وبينَ براءة وجهي حتى حنين الصُّدَفْ!
كيفَ أرفعُ شوقي إلى صمت عينيكَ؟

لم تُعطني من غياباتِ حبكَ غير الشّغَفْ
كيف لي أن أقودَ كتائبَ نزوةِ حُلمي
إلى ساحةٍ في فؤادكَ
كُلُّ الذي فوقها زاهِدٌ مُعتَكِفْ؟!
فإذا ما تهيّأتُ للانسحاب
أراكَ أمام حصوني تقفْ
آهِ يا الـ مُنتصَفْ!!
أغنياتُ الرحيلِ،
اعتذارُ المسافاتِ،
ثَوبُ الحنين نُرَقِّعهُ بخيوط الأسَفْ

كُنتُ أعرفُ أنَّ الشتيتَيْنِ لن يُجمَعا..
غيرَ أني احتويتُ مداراتِ بَوْحِكَ
عَرَّفْتُ كُلَّ مَساراتِ دَربي اقتِفاءَ خيالِكَ
كانَ الطريقُ.. هواكَ
وكنتُ أنا.. المُنعطَــفْ.

زر الذهاب إلى الأعلى