منوعات

صفاء محمد تكتب : كزانتيب العربية

رأته عاقلا جدا …تلك العلاقة الحتمية التي تنشأ بين تلميذة وأستاذها دون النظر لأي اعتبارات أخرى ..فقط كانت نظرته إليها كم هي جميلة جدا !!

ربما على الجميلات ألا ترهقن عقولهن في التفكير …
فما حاجة عقلها الجميل أن يملؤه هذا الهراء الثقافي
وما حاجة عينيها السماويتين أن تفرغ رونقها في سطور لن تضيف لجمالها سوى شحوب القراءة .

هكذا يقرر كل سقراط يمتلك من الحكمة ما يجعله مقررا الأفضل لتلك الجميلة ..( سأحظى بفتاة جميلة عقلها لي فقط )
هذه رؤيتي الشخصية لكزانتيب ..( زوجة سقراط)..ولكل امرأة أرادت أن تملأ صندوقها الفارغ …بالكتب و رائحتها …لا فرق بين رجل شرقي و غربي سوى بمعرفته حقا للمرأة …من اتخذها من متتلكاته سيفقد رونقها
وتصبح كل امرأة مملوكة لأي سقراط . كزانتيب يظلمها التأريخ عند ما يذكرها
قد رسم لها صورة امرأة نكدية سليطة اللسان …و كم هو مظلوم سقراط الذي تزوج فتاة في سن الخامسة عشر ..كي يصبح فيلسوفا بسبب معاناته معها !!
ألم تكن هي تلميذته الجميلة …كلا هي الآن تحولت لدميمة الكلم …وهو يكمل معها معاناته بهذا البرود التي يتقبل به إساءتها له …لم يلتفت يوما بأنه قد قتل فيها حلما أرادته من المحبه ومشاركة الحياة …حتى يوم إعدامه ..ظلت تنتحب كزانتيب فبرغم كل شيء …هو الزوج و الأمان في الحياة

للعابرين من هنا المرتبطة عقولهم بعالم مواز بين الحلم وواقع يريدون تصديقه . لطرف يحلم بامرأة عاشقة له تعطيه ما أعطته أمه من اهتمام وبعد زمن لا يدفئه سوى حروف مرسومة على ورق مهترىء أو حلم يصدق أنه واقع .

لا عجب أنه على الشاطيء المقابل من الحلم فتاة أرادت هذا الوسيم كشريك لتفاصيل حياة لن تختبرها سوى معه … لكن اختلفت الرؤيا …و أصبح حلمها مشوه
عندما تقرر هي أن تمسك بالقلم تعاني من هذه النظرة العنصرية …توقفوا
حتى قلمي يكره تسميته بقلم المرأة …فهو ذكوري و يعلم جيدا أنها سوف تعبر عنه بمنتهى التحيز
ما بين أحلام الصبا وروعنة الشباب..كم ألهمتنا الأيام بعضا من القوة و قد تكون في نظر البعض القسوة …عندما تقوم المرأة العربية بدور الرجل والمرأة …لا تسألها عن أنوثتها ..فقد قال لها كاتب قصصي يوم ما
الرجل يكره الضغوط ..على المرأة أن تكون وسيلة الراحة لا العناء …لا يجب أن تمل أو تشتكي عليها دائما تقدير الظروف .. لا مجال التذمر ولكن
تكون الراحة عندما يسود اللين بين الطرفين …عندما يستعد كلاهما للعطاء دون مقابل …
عندما يعطيها ….سيأخذ منها أكثر ما تمنى …هي علاقة مقدسة لن تفسدها السنون ما دام الإيمان قائما بالقلوب

لقد فشلت فلسفة سقراط ووهن عقله عندما لم يستطع أن ينال محبتها بدلا من سخطها

قبل النظر لغير خاصتك ..فقط أعلم بأن غيرك قد يتطلع لها بأنها الأفضل عفوا فقد أهملت جانبها من التقصير … الاهتمام لا يأتي بالتسول ولا بالتوسل ….اغدقي عليه اهتمامك
اعطي لنفسك حقها من المحبة …تخلصي عزيزتي من رداء كزانتيب …تغيري سيتغير
تألقي ستراك عيناه حتى وإن ضلت لبعض الوقت …
فالمرأة الاستثنائية تستحق رجل غير عادي.
Yoast

زر الذهاب إلى الأعلى