الدكتور عبدالله المصرى يكتب : تأميم قناة السويس و تفريعة السيسي

وضع المهندس النمساوي نجريللي مشروع ربط البحرين الأبيض والأحمر بعد أن هدم نظرية إختلاف منسوب المياه بين البحرين ، واقتبس منه المهندس الفرنسي فرديناند ديلسبس الفكرة وعرضها علي الحكومة المصرية التي عارضت المشروع سياسيا واقتصاديا ثم عرضه مرة أخرى علي الخديوى سعيد باشا ( زميل الدراسة في أوروبا ولعبة الأتانص ويك) وعرض عليه أن تقوم شركته بتنفيذ المشروع بتكلفة ٧ ملايين جنيه مصرى موزعة علي٤٠٠ ألف سهم ولمصر ٤٥% من الأسهم ووافق رغم معارضة بريطانيا .

وعندما تولي الخديوى إسماعيل باشا الحكم عام ١٨٦٢م تم شق القناة بطول ١٦٠ كيلو متر وعرض ٥٦مترا وعمق ٦ أمتار بعد أن وقع مع زميل الدراسة وصديقه الإمبراطور نابليون الثالث نصوص الاتفاقية وأهمها: إلغاء نظام السخرة.

وافتتحت القناة للملاحة الدولية في ١٧ نوفمبر ١٨٦٩م في حفل باذخ كبير حضره ملوك وأباطرة أوروبا يتقدمهم طبعا الملكة الجميلة أوجيني،وكلف الخديوي إسماعيل الفنان التشكيلي النحات الفرنسي أوجست برتولوى بإعداد تمثال الحرية علي شكل فلاحة مصرية ليوضع عند مدخل القناة في بورسعيد لكن الحكومة الفرنسية أهدت التمثال لأمريكا وهو ما يعرف بتمثال الحرية وأعدت للحكومة المصرية بدلا منه تمثال فرديناند ديلسبس المسئول عن حفر القناة ومازال مكتبه في متحف القناة ببورسعيد.

وأممت قناة السويس بقرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ٢٦ يوليو ١٩٥٦ شركة مساهمة مصرية ردا علي البنك الدولي الذى رفض إقراض مصر ٢٠٠ مليون دولار لبناء السد العالي الذى أصبح ضرورة لحياة المصريين بعد زيادتهم السكانية ، ويعد تأميم قناة السويس صفحة من صفحات تاريخ نضال الشعب المصرى وصموده وكفاحه ضد الاستعمار والامبريالية والصهيونية العالمية الذين حاولوا تركيع شعب مصر وتعطيشه وتجويعه من أجل مصالح الدوك العظمي ( أمريكا وبريطانيا وفرنسا وربيبتهم إسرائيل ) .

واستطاع جيش مصر وأهالي محافظة بورسعيد الباسلة صد العدوان الثلاثي دفاعا عن هذا القرار حتي تم النصر وانسحبت الجيوش الثلاثة بعد تدخل الرئيس الأمريكي وايت أيزنهاور ، وتم النصر يوم ٢٣ ديسمبر ١٩٥٦م وهو عيد النصر الذى يحتفل به كل عام .

و يعد قرار تأميم قناة السويس من أخطر عشرة قرارات في العالم ،وأغلقت القناة خمس مرات أخرها وأخطرها في يونية١٩٦٧م وتعطلت الملاحة فيها لمدة ثماني سنوات حتي قام الرئيس الراحل أنور السادات بتطويرها وتوسيعها بعد نصر أكتوبر وافتتحها في ٥ يونيو ١٩٧٥م وهو نفس يوم إغلاقها عام ١٩٦٧م وحول هذا اليوم من يوم حزن ونكسة الي يوم فرح وسرور وأصبح طولها ١٩٠ كيلو متر وعرضها ٢٨٠مترا وعمقها ٢٢.٥ مترا وتعبرها السفن العملاقة .

كما أنشأ الرئيس السيسي تفريعة ثانية للقناة لتسهيل مرور السفن ويكون الذهاب والإياب في آن واحد وتكلفة الحفر لهذه التفريعة ٨مليارات دولار وطرحت الحكومة شهادات استثمار للمصريين بعائد ١٢% لمدة ٥سنوات وجمع ٦٠ مليار جنيه خلال شهر واحد ويعد هذا تأييدا للرئيس السيسي من الشعب المصرى والوقوف خلفه ضد حكم الإخوان ، وكان الافتتاح في ٦ أغسطس ٢٠١٥م ، فأصبح هذا الشريان الحيوى له دور هام فى التجارة العالمية والاقتصاد المصرى ومحور رئيسى فى طريق الحرير الصينيى .

ويؤسفني ماينشر علي بعض المواقع الإلكترونية من الهجوم علي ثورة ٢٣ يوليو والرئيس جمال عبدالناصر وكل ما قامت به الثورة ،وأقول لهؤلاء وأغلبهم من الشباب لاتسيروا خلف كتابات واقاويل أعداء الثورة واعداء مفجر الثورة البكباشي جمال عبدالناصر من الإخوان، والشيوعيين ،والذين يدعون أنهم أبناء الباشوات والأسرة المالكة ورجال الأحزاب الفسدة والخونة الذين تعاونوا مع الاستعمار وبريطانيا من أجل مصالحهم الشخصية وأهدافهم ودون النظر لمصالح الوطن الكبير مصر وشعبها.

لماذا جلد الذات ومحاولة هدم ومحو صفحات من النضال والكفاح المشرف لشعب مصر ؟ ..إن ثورة ٢٣يوليو هي ثورة جيش مصر خير أجناد الأرض كما وصفهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وشهد لهم وهو لا ينطق عن الهوى ..فاتقوا الله ولاتكونوا كالذين قالوا أن حرب أكتوبر تمثيلية أو أصحاب الحداثة الذين يرون أن جلد الذات تقدمية وتحضر،ويحطمون تاريخهم بأيديهم .. رحم الله عبدالناصر ، والسادات ، وطوبي للسيسي ..وتحيا مصر .

زر الذهاب إلى الأعلى