آراء

نادر رياض .. رمز وطني في الصناعة والعطاء

 

عبدالفتاح حجاب

 

كنت محظوظا بأن شُرفت بلقاءات عديدة مع د نادر رياض، رجل صناعة من طراز فريد وواحد من قامات مصر وابنائها المخلصين، من يجلس في حضرته عليه أن يكون مستمعا جيدا فهو موسوعة في العلم والادب والثقافة والفنون وقبل كل ذلك هو أحد أهم صناع مصر وله صولات وجولات محليا ودوليا.

وكم كانت سعادتي عندما وصلني كتاب “شخصيات من الزمن الجميل — محطات في حياة رجل الصناعة نادر رياض” يحمل اهداء لشخصي العبد الفقير الي الله من د م نادر رياض.

والكتاب يمثل قيمة حقيقية ويمثل قيمة ثقافية وادبية وصناعية …يجب أن يكون موجودا بكل المكتبات كمرجع مهم لطلاب العلم ..فهو يصنف كواحد من أهم الكتب في أدب السير الذاتية.

صداقة الأب وابنه

مواقف عديدة يحكيها د نادر عن الوالد العظيم مهندس نصحي رياض وكيف اثرت فيه مواقف جعلت منهما طرفي صداقة عميقة وتعلم فيها الابن نادر من والده دروسا عديدة … بدءا من محاولته ازالة عبارة الله أكبر من علي المطواة الصغيرة التي اشتراها في العيد ..ليقول له والده ..اليس الله أكبر من أي شئ فيجيب الطفل نادر نعم قيقول له والده اذن اترك العبارة كما هي..ثم نصيحته  بالحضور في حصة الدين الاسلامي… مرورا بجملته الشهيرة لابنه- “حينما تلفظ علي مدرسه في التليفون – “انا يشرفني أن ابني يبقي راجل مفصول من المدرسة  بسبب شجاعته عن ابن متفوق  في المدرسة ويتصف بالجبن والندالة”

أي دروس وحكم عظيمة تلك التي علمها الوالد الكريم “عم نصحي” لتكون منهج حياة في عقل ووجدان الابن..تحية ممزوجة بالفخر لذلك الوالد الذي ارسي في عقل ووجدان ابنه معني التسامح والرجولة.

ثم تتجلي أعظم ايات الحب والصداقة بين الوالد عم نصحي وابنه في رحلة العلاج الي المانيا او “الغربة مع رفيق العمر” كما يسميها د نادر…ويقول:” بدأت الرحلة مع رفيق العمر بتجربة لاكتشاف الذات والانفتاح علي خبرة وتجارب ثرية ومتعددة الافاق ما كان لابن أن يلم بها عن أبيه تحت ظروف المعايشة اليومية المعتادة”

الكتاب يقع في 21 فصل تحكي قصص وحكايات لمسيرة كفاح امتدت لاكثر من نصف قرن من الزمان ..ولعل اهم ما استوقفني اثناء قرأتي للكتاب اما جاء بالفصل مواقف مضيئة والذي يلفي  الضوء علي اسهام منتجات بافاريا كصناعة وطنية مشرفة في مواقف عديدة تدعو للفخر تجلت ابرز هذه المواقف

واستوقفني ما جاء بالفصل الثالث عشر تحت عنوان (مواقف مضيئة) إذ ما جاء به يدعو للفخر بإحدى الصناعات الوطنية المشرفة وبطلها الدكتور نادر رياض نذكر منها:

– الكفاءة الفائقة لأجهزة إطفاء بافاريا فى إخماد حريق الطائرة الأوكرانية الذى اندلع فى مجموعة عجلاتها مساء السبت 9 نوفمبر 2019 بمطار شرم الشيخ وذلك فى غضون 45 ثانية ، الأمر الذي أنقذ أرواح الركاب فى لحظاتها الحرجة وأنقذ سمعة مصر وأثبت قدرتها على مواجهة الأخطار .

التعاقد مع سكك حديد ألمانيا لاستيفاء احتياجاتها لفترة 4 سنوات قادمة

التعاقد خلال شهر فبراير 2022 مع هيئة سكك حديد ألمانيا على استيفاء كافة احتياجاتهم من أجهزة الإطفاء اللازمة للقطارات ومحطات السكك الحديدية والفنادق التابعة لها على امتداد شبكة السكك الحديدية الألمانية والتي تعتبر الأكبر عالمياً وتتصل بجميع العواصم الأوروبية على امتداد الرقعة الجغرافية وذلك بموجب دراسات تحليلية للمستوى الفني لأجهزة الإطفاء إنتاجنا وكذا المفاضلة السعرية فى مواجهة نسب تحقيق تقييمات الجودة بمختلف عناصرها وذلك لمدة أربع سنوات قادمة كمورد رئيسي من احتياجات جديدة واستبدال الأجهزة منتهية الصلاحية وكذا عمليات التفتيش والصيانة الدورية . وقد كان من باكورة هذا الاتفاق أن القطار الكهربائي الألماني الذي تم توريده لمصر جاء مزوداً بأجهزة إطفاء إنتاج بافاريا مصر واردة مع القطارات من ألمانيا .

توريدات أجهزة إطفاء بافاريا – مصر للجيش الألماني .

التوريد للقوات المسلحة الألمانية أجهزة إطفاء تعمل بالمسحوق الكيماوي الجاف سعة 6 كجم ، 12 كجم وكذا أجهزة إطفاء بالمادة الرغوية وذلك لثلاث سنوات متتالية من عام 2009 حتى عام 2013 .

ولقد انتابتني حيرة وأنا اختم مقالي عن رجل الصناعة د نادر فلم أجد افضل، مما اختتم به الدكتور نادر مسيرة كفاحه بكلمات معبرة حينما كتب :

” أما وقد أتممت ما يحضرني من محطات فى حياتي توسمتها ذات تأثير على حياتي الشخصية والمهنية مروراً بمراحل الشباب المبكر والنضج واستكمال المتاح من الرؤى.

وها أنا وقد بلغت الثمانين من سنوات العمر فى أبريل 2023 وفى هذه المرحلة العمرية يكتسب العقل صفات جديدة من الرؤى والحكم على الأشياء والأحداث تختلف تماماً عن سابقتها فى عهود مضت .

لقد أصبحت لا أرى أية خصومات أو عداءات دائمة مع خصوم الأمس ، وأمسيت أسعى لأجد لكل منهم عذره ومبرراته التي لم تتوافر بالشكل الكافي فى حينه لتبرير انفلات المواقف وخروجها عن المألوف ، وبذلك أمست تلك الخصومات كاملة فى طي النسيان وحل محلها رغبة قد يتحقق بعض منها فى أن ألتقي بأي منهم على فنجان شاي أو قهوة لنستعيد الذكريات ونتصافى ونسخر من سلوكنا فى الماضي تأكيداً على أنه قد أصبح نسياً منسيا وحلت محله روح الصفاء والرؤى ذات الآفاق التي لا ترى الصغائر”

 

 

 

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى