منوعات

الشاعرة ناديه ابراهيم تكتب : استغاثة ام

جلست نادية ابراهيم فى صالة الشقة تمسك بهاتفها المحمول لترى تفاعلات الأصدقاء مع قصيدتها الجديدة وطلبت من ابنتها فنجان قهوتها الصباحية . رفعت عينيها لتفكر بما ترد به على التعليق الرائع لأحد المعجبين فوقعت عينيها على الصور الثلاث المعلقة على جدران الحائط
الوالد الحاج حسن ابراهيم وعن يمينه الوالدة الست رئيسة بنت الكوامل وعن يسارة سلامه .
.
ينادى الحاج حسن ابراهيم الترساوى ذو الوجه البشوش صاحب أشهر محل فى حى السيدة زينب على أحد عمال المحل للكباب ( يابنى فين الساندوتش بتاع عمك اسماعيل يرد العامل عليه ياعم الحاج ممعهوش فلوس يبتسم الحاج حسن ابراهيم ابتسامة تزين وجهه البشوش ويقول هات الساندوتش على حسابى أنا ومتنساش سلطة وطحينة لعمك اسماعيل
.
عم اسماعيل ربنا يباركلك يامعلم ويخليك ولادك وتشوف سلامة أكبر كبابجى فى بر مصر كلها

يرد عليه الحاج حسن ابراهيم لا ياراجل يا طيب إن شاء الله سلامة ابنى هيبقى أشهر دكتور فى مصر كلها ،، أهو سلامه جه على السيرة وعلى رأى المثل تجيب سيرة الدكتور يجى طاير زى العصفور وتعلو ضحكات الحاج حسن ابراهيم مع ضحكات عم اسماعيل
.
سلامة يحمل حقيبته المدرسية تبدو عليه علامات الاعياء والتعب لكنه كعادته يحمل ملامح الرجولة المبكرة . يضع حقيبته المدرسية ويعرض على الحاج ابراهيم المساعدة فى ألعمل بالمحل والحاج يرد عليه تسلم يادكتور سلامة انت طيران على البيت شوف دروسك وذاكر عايزين نعلق اللافته مكتوب عليها الدكتور سلامة حسن ابراهيم الترساوى يقول ذلك وهو ينظر الى المستقبل بشوق واستعجال شديدين
.
يرجع سلامة الى الببيت تستقبله أمه الست رئيسة بنت الكوامل وحديثا عائلة الديك بعد رجوع عائلة الكوامل من الصعيد غير اسم العيلة الي الديك اشهر عائلات مصر والوطن العربي وبالعالم أشهر عائلات حى السيدة زينب .

مالك ياسلامه شكلك تعبان .. يرد آه ياماما حاسس بصداع شديد .. تضع يدها على جبينه وتكاد تصرخ يا حبيبى جسمك سخن أوى .. نام شوية وارتاح
.
فى المساء كان جسد سلامه أشبه مايكون بشواية الكباب الموجوده فى محل والده . مش نافع كمدات ولا مسكنات بسرعة يا نادية هادى الدكتور اللى فى الشارع اللى ورانا ،، تلهث نادية ذات العشر سنوات لتحضر الطبيب الذى يبدى قلقه من حالة سلامة بينما سلامة يبدأ الدخول فى غيبوبة غير عادية بنداءات أبيه ولا دموع أمة وأخواته
.
كانت عقارب الساعة تدق بعنف فى عقل الحاج
حسن ابراهيم تخبره أن هناك شيئ ما غير طبيعى بينما دموع الحاجة رئيسة نهر لا ينقطع وتوسلات اللى الله أن يحفظ سلامه
.
اسبوع يمر بين علاجات وأدوية وأنبولات وسلامة ما زال فى غيبوبته لا يعلم معاناته الا الله
بعدها يفتح سلامه عينيه فتراه الصغيرة نادية التى تطير فرحاً تخبر أمها المنزوية على كرسيها فى الصالة ويدها على خدها بينما تسمع صوت طقطقة مسبحة الحاج حسن ابراهيم تملأ المكان
يا ما سلامة فتح عنية فيسرعون جميعا اليه تسبقهم الفرحة

تحتضن الأم ولدها وكأنها قد عثرت عليه بعدما فقدته فى زحام الناس والحاج والد سلامه يتمتم بكلمات الحمد
تهمس الست رئيسة بكلمات فى أذن سلامه لكنه لا يستجيب ويصيح فيها الحاج حسن ياستى استنى شوية الواد لسه قايم من تعب ومش قادر يتكلم

بعدها بساعات تعاود الست رئيسة نفس المحاولة لكن سلامة مازال لا يستجيب .
.
بلغة ممزوجة بالأسى والحزن يخبرهم الطبيب المسئول عن علاجه بأن سلامه كان يعانى من الحمى الشوكية وأن سلامة على أثر ذلك فقد السمع والنطق

تحتضن الست رئيسة ولدها وصرخاتها تملأ المكان فيسمع الحى بأكمله صرخات الست رئيسة وصرخات بناتها الا واحدا فقط لم يسمعها هو سلامة .
.
يا ماما القهوة بتاعتك بردت جبتهالك من نص ساعه وانتى سرحانة مش هنا خالص انتى تعبانه ولا ايه ؟
تجيب الشاعرة نادية ابراهيم لا يا حبيبتى أبداً أنا بس بفكر فى قصيدة جديدة وتمسح دموعها متصنعة بابتسامة زائفة .
Yoast

زر الذهاب إلى الأعلى