مسافات :تكتبها أسماء جلال من ديوان صنع يديه
ما بينَ خطواتي..وبين مكان لقيانا
تنازعني المسافةُ عاصفةْ
تدنو..
تشدُّ المعطفَ الجلديَّ عن جسدي
وتسكُنُ في مسامي..عارفةْ
ترتجُّ
تخفي عُريَها،
وتلُفُّني أمواجُها
مُتعرّجاتٍ جارفةْ
وأنا
أُجرجرُ بعضَ شوقٍ..
أُمنياتٍ زائفةْ
وأقولُ زُورًا:
لستُ من هذي المسافةِ خائفةْ.
عُنقودُ حُبٍّ..
قد تدلّى من يدِي
ومسافةٌ..
ما بينَ مقعدهِ الحزينِ..ومقعدي
وعليهِ مِن فرَح اللقاء عباءةٌ..
وعباءة الآلامِ وحدي أرتدي
مِن حيثُ لا بدءَ انتهيْتُ..
مسافةٌ بيني وبينكَ
جئتُ أمحوها
فعُدتُ..وقد تحطم ساعدِي.
ومسافةٌ ما بين كأسَيْنا
تعمّدَت المضيفةُ خَلْقها..
ومَشَتْ سعيدةْ
الكأسُ بينَ يديهِ يحضن دفئَها
والكأسُ بين يديّ تقتلهُ بُرودةْ
وحُروفُ عِشقٍ تغتلي في ثغرهِ
وتُطِلُّ في خوفٍ
فأركُضُ خلفَها..
لكنها تمضي – كما جاءتْ – وحيدةْ
تتصافحُ الأيدي:
وداعٌ،
وانتظارٌ للقاءاتِ الجديدةْ
وانتظارٌ..
للمسافاتِ الجديدةْ!
ومسافةٌ
ما بينَ دفء وسادتي
وشُحوبِ وجهي
حينَ داهمني المساءْ
وحكايةٌ..
نامت معي تحتَ الغطاءْ
حُلمٌ..
يغرّدُ لحظةً
ويشُدُّ إحساسي إليكَ
فتستديرُ تَضُمّهُ
ويحطّم الصيفُ الشتاءْ..
أصحو..
أُفَتّشُ عنكَ..
عنّي…
عن غُباراتِ اللقاءْ
فأراكَ تحتَ غطائكَ المشدودِ
وجهًا دافئًا..
وأرى على وجهي
جليدًا شاحبًا
وعلى زُجاجِ نوافذي..قَطراتِ ماءْ!!
وأريدُ
أبحِرُ في عروقِكَ مرةً
أرجو من البحر ارتشافَهْ
عُريانةٌ روحي
مُدرَّبَةٌ على الإبحار..
لا تخشى من البحر اختطافهْ
لكنها
تخشى
إذا غاصت بروحكَ..
أنْ تُحطّمها..مَسافةْ.
Yoast