منوعات

محمد عبدربه يكتب : فتاة الاحلام

قررت أن اختلى بنفسي واختلق حياة جديدة ، غير التي تعودت عليها ، قررت أن أغير حياتي للأفضل ، اغمضت عيني وسرحت بخيالى حيث وجدتني في أرض واسعة فيها كل ما تشتهيه العين من أشجار يكاد نظرك لا يأتي بآخرها ، ومساحات شاسعة خضراء . وجبال وسهول يكسوها الخضار ، وخيول تجري وتحوم حولك بدون سرج ولا لجام يحكمها ، تجد العصافير تغرد وتستمتع بها كموسيقي عالمية ، يغردها سرب من العصافير وخيالى كان مايسترو لها ، وسهول وجبال تتمني الصعود إلي نهايتها ظن منك ربما تصل للسماء وتمسكها بيدك ، قررت ان اجري بسرعة لم اتعود عليها ، وجدت نفسي اصعد جبال دون جهد كأني طائر ونسمات الهواء تداعب وجهي ، شعرت براحه نفسية لم اشعر بها منذ ولادتي ، رأيت منازل فوق الجبال وادخنة المدفأة تشعرك بالجوع والتفكير ياتري ماذا يوجد داخل هذه المنازل ، حيث يأكلك التطفل كي تدخلها وتتعرف على ساكنيها ، المستمتعون بهذه الطبيعة الخلابة ، كيف يفكرون ، وهل تأثرت حياتهم بهذا المكان الرائع ، حيث استلقيت من الإجهاد أرضا ونظرت الي السماء رأيتها صافيه يكسوها اللون الأبيض وقليل من الازرق الباهت المائل للبياض ، سماء صافيه لاتري سوي وجهك فيها ، اغمضت عيني وفتحتها ع صوت يغرد كالعصفور ؟!…

“انا شايفك أنا حاسك … انا حته جوة قلبك ” ظلت تكررها وتضحك بصوت عالى إلى أن رفعت رأسي ، وجدتها فتاة جميلة خمرية اللون ، شعرها المجعد الأسود . عيونها العسلية مثل عيون ذئب جائع ينهش فريستة كما تنهش عيونها قلوب الناظرين ، تأكدت ان الجمال في الخيول السوداء منذ أن رأيتها ، أردت محادثتها ولكنها لم تهتم بي كأنها لا تراني ، حاولت عدة مرات ان الفت انتباهها وهي لم تعيرني أي اهتمام ، استيقظت بعد ان فعلتها إحدي الطيور المهاجرة ع وجهي مما جعلني افرح لهذه الفعله ، لأني سأجدها كما فى الاقوال المأثورة ، وأن هناك خير قادم لا محالة ، جعلتني استيقظ تارة غضبان بأن الحلم انتهى دون معرفتي ما يحدث ، وتارة أخرى خلقت الأمل لدي بأني ساجدها ، خاصة بعد ما فعلته الطير ، مما جعلني متفائل بلقائها ، شعرت بعطش شديد ونهضت من مكاني ذاهب لإحدى المنازل الذي رأيتها لأخذ بعض الماء ، حيث كان نفس الوجه الذي رأيته في منامي الذي فتح الباب ، انتابني شيء من الاندهاش ؟! كيف ؟!… وماذا ؟!.

نظرت للسماء والابتسامة تعلو وجهي ، وأردت أن اشكر الطير الذي فعله ، وكان أحد أسباب ايجادي لها . حتى نطق لساني .. انه انتي رأيتك منذ دقائق في حلمي ، قالت في اندهاش لكنى لم اراك مطلقا ، قلت لها كنت مستلقي هناك ورأيتك في منامي ، حيث كان ردها الصادم بأنها متزوجة ولا يجوز الحديث مع الغرباء !! …

وأقفلت الباب في وجهه ، ونسيت الماء والعطش وكل شيء ماعدا وجهها ظل محفورا في ذاكرتي ، يطاردني أينما اذهب لم ولن انساة ، الي ان جاءت امي وايقظتني كي لا أتأخر عن العمل … نظرت اليها وانا مبتسم .. قلت لها رأيت فتاة احلامي أتركيني اكمل هذا الحلم الجميل ، ربما اجدها !.. قالت سوف تجدها ووقتها سوف تنساني لذلك لن ادعك تنام مرة أخرى ؟!… قلت لها اجدها أولأ ثم نتناقش في الأمر ، مما جعلها ترميني بحذائها و قفزت من سريري ضاحكا لا أقبل رأسها ، متمنيآ أن أجدها ، ذهبت حتى استعد للنزول … والابتسامة لا تفارق وجهه مما جعلني ابحث عنها في وجوة الأخرين لعلي اجدها ، تكرر الأمر أيام وأسابيع بل وشهور ، حتى نسيت الأمر من طول الأنتظار . وفي إحدى الأيام وأنا نائم في مكتبي كما تعودت ، سمعت نفس الصوت يتحدث ولكن هذة المرة كان يتشاجر مع زميلى ، ولكن ظننت اني احلم ، الي ان علا صوتهم وتأكدت أني لست بعالم انها حقيقه .. وقفت في اندهاش انظر وابتسم وهي تتشاجر مع زميلى انظر الي تفاصيل وجهها الغاضب وشعرها وعيونها ، وابتسم الي ان تركت الشجار ونظرت لي وقالت ايها المجنون ما بك ، الي ان تركت الشجار مع صديقي وتحول الشجار معي ظنا منه اني اريد مضايقتها ، كل هذا وانا مبتسم ، الى ان ذادت غضبا وصفعتني ع وجههي ، تأكدت بعدها اني لا احلم ، قلت لها امي تضربني بسببك صباحآ . والان تضربيني بسبب رقة وجمال ملامحك ، نظرت لي بعين واسعة يكسوها الاندهاش و تركت المكان ؛ وانا خلفها ، اريد ايقافها والحديث معها إلى أن أوقفني أحد الزملاء لإمضاء بعض الأوراق اقل من ثانيه اختفت عن ناظري ، بحثت عنها كثيرا في وجوه المارة ، إلى أن جذبني صديقي من قميصي ، ورفعت رأسي وجدت المدير واقفا أمامي وهو غاضب كيف ننام أثناء العمل كأنه تفاجئ بذلك رغم أنه يأتي لينام فقط ولا نجرؤ على إزعاجه ، أبتسمت له . انا احلم مرة أخرى ؟!.. وبعدها قرر خصم لكل منا خمسة أيام من الراتب وقتها تأكدت اني احلم … هذه الفتاة سوف تقضي على مستقبله قبل أن أجدها ، ربما اجدها في إحدى الوجه أو مصادفة يبعثها القدر لي تكريما وحفاظا على عهدي بها ، فلم اقتنع بأي فتاة وقلبي يرفض النبض لغيرها …. في كل مرة اشعر بقلبي يضيء فرحآ ، لمجرد التفكير في ملامحها ، وعذوبة صوتها ، ما بالك إذا رأيتها حقيقة ، اخشى ان افقد حياتي قبل أن ابوح بحبي ، وها انا في انتظار مقابلتها مهما طالت الأيام والسنين ؛..

مادام هناك بقاء لأبد وأن هناك لقاء ؛

زر الذهاب إلى الأعلى