كسوة الكعبة في عزبة الوالدة.. أجواء احتفالية المحمل ودور دار الخرنفش فى صناعتها

كتب : د.عبدالله المصرى
قال محمود مبروك الكاتب والأديب أن أول من كسا الكعبة المشرفة كاملة في الجاهلية هو تبع الحميرى ملك اليمن ،بعد أن زار الكعبة ودخلها دخول الطائفيين وهو ايضا أول من صنع للكعبة بابا ومفتاحا ، ويقول كثير من المؤرخين والأثريين بأن إمرأة فرعون ( زوج رمسيس الثاني ) هي التي أرسلت كسوة للكعبة مع أحد قواد الملك رمسيس الثاني وهو مسافر للحج وكان من الموحدين ليرفعهاعلي حوائط الكعبة قربانا للإله فكانت أول من كسا الكعبة في التاريخ وكانت من الموحدين

جاء هذا في ندوة جمعية تنمية المجتمع المحلي بعزبة الوالدة في حلوان والتي أقيمت في ديوان عائلة الشيخ وأدارها الإعلامي ماجد نبيل المذيع بإذاعة الكبار تحت رعاية الحاج عمر الشيخ رئيس الجمعية .

وأضاف مبروك قائلا : كما نظم بعد ذلك قصي بن كلاب الجد الرابع للرسول ( صلي الله عليه وسلم ) عملية كسوة الكعبة بعد أن جمع قبائل قومه تحت لواء واحد ، وعرض عليهم التعاون فيما بينهم لكسوة الكعبة والسقاية ، ثم جاء أبوربيعة عبدالله بن عمرو المخزومي وهو تاجر واسع الثراء وعرض علي قريش أن يكسو الكعبة عاما وحده ، وأن تكسوها قريش عاما لذا سمي العدل( اي أنه يعدل قريش كلها وحده ) .

وفي حجة الوداع كسا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الكعبة بالثياب اليمانية و كانت نفقاتها من بيت المال ، ثم كساها ابو بكر وعمر ( رضي الله عنهما ) بالقباطي والبرور اليمنية ، والقباطي صنعت في الفيوم نسبة الي القبط ( أي أهل مصر ) وأوصي عمر بكسوة الكعبة منه .

وفي دمشق ( منطقة الكسوة ) اشتهر المحمل الشامي بمجموع الحجيج في الدولة الأموية كما اهتم العباسيون بكسوة الكعبة من الحرير الفاخر من مدينة تنيس المصرية ، كما اهتم الفاطميون بإرسال الكسوة سنويا من مصر ، وكانت الكسوة تصنع من الحرير الأسود غير المنقوش ويطبع عليه حزام الكسوة وستارة باب الكعبة .

وعن دار الكسوة في مصر يقول الكاتب محمود مبروك : تأسست دار الخرنفش لصناعة كسوة الكعبة في حي باب الشعرية سنة ١٢٣٣ هجرية ومازالت قائمة ويحتفظ بآخر كسوة صنعت للكعبة عام ١٩٦٢م ولم ترسل حيث أرسلت آخر كسوة عام ١٩٦١م وتوالت بعدها المملكة السعودية شرف الكسوة وتصنيعها .

ويبلغ ارتفاع الكسوة ١٤ مترا ويزينها في الثلث الأعلي منها حزام مطرز بالأسلاك المصنوعة من الفضة المحلاة بالذهب ونقش عليها ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” ، و ” الله جل جلاله ” ، و ” سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ” ، و” يا حنان يامنان ” وتحتها مباشرة سورة الإخلاص داخل مربعات مطرزة بنفس الطريقة وكانت تشمل : العتبة ، والطراز ، والقائم الصغير ، والقائم الكبير ، والوصلة، وكذلك كسوة مقام إبراهيم( عليه السلام ) ، وستارة باب مقصورة إبراهيم( عليه السلام ) ، وستارة باب التوبة ، وستارة باب منبر الحرم المكي ، ثم كيس مفتاح الكعبة المشرفة ، بالإضافة لكسوة الحجرة النبوية الشريفة ، وستارة المنبر النبوى .

وعن الخيامية يقول  : ويقع شارع الخيامية المسقوف أمام باب زويلة، بالقرب من منطقة تحت الربع وتختص بصناعة الأقمشة الملونة التي تصنع منها السرادقات منذ العصر المملوكي ، وهو ما يعرف بفن نحت القماش علي القماش ، كما تصنع المفروشات والزينات لشهر رمضان ، وملابس التنورة ، وأروع وأعظم ما أبدعت فيه صناعة كسوة الكعبة من العصر الفاطمي وحتي سنة ١٢٣٢ هجرية ، واسم الخيامية مشتق من كلمة خيام جمع خيمة .

وعن المحمل يؤكد : المحمل هو الموكب الذى كان يخرج من مصر قبل موسم الحج من كل عام منذ أيام شجرالدر والمماليك علي مدى سبعة قرون حتي منتصف الخمسينات وهو هودج عبارة عن إطار مربع من الخشب هرمي القمة مغطي بستار من الديباج الأحمر أو الأخضر ، وغالبا ما يزدان بزخارف نباتية وأشرطة كتابية مطرزة بخيوط من الذهب ، وينتهي من اسفل بشراشيب ، وللمحمل أربعة قمم من الفضة المطلية بالذهب في الزوايا الأربع ، ويوضع داخل المحمل مصحفان صغيران داخل صندوقين من الفضة المذهبة معلقين في القمة ، إضافة للكسوة الشريفة ، ويوضع المحمل علي جمل ضخم يسمي ( جمل المحامل ) ويتمتع هذا الجمل بإعفائه من العمل بقية أيام السنة .

وعن احتفالية المحمل ومسيرته يقول الكاتب محمود مبروك : ينطلق المحمل في أجواء احتفالية ، ويحيطه عدد من الفرسان والجمال حيث يتحرك من مقر الحاكم بالقلعة مرورا بشوارع القاهرة الفاطمية قبل أن يتجه إلي مكة المكرمة ، وتوقف خلال الحرب العالمية الأولي، كما توقف عند الأزمة التي نشبت بين الحجاج المصريين المصاحبين للمحمل والوهابيين في مني واقتتلوا بسبب تحريم المزامير عندهم.

ويعود المحمل بالكسوة القديمة وكان سلاطين المماليك يلقبون بخدام الحرمين الشريفين ، وكان المحمل يسير علي إيقاع الطبول والمزامير ومن أشهر أنواع الموسيقي المصاحبة للمحمل طبول النقرازان

زر الذهاب إلى الأعلى