لم يستوعب البعض حقيقة إن موضوع سد النهضة موضوع قديم ، له جذور تاريخية سحيقة عبر القرون ، تعود إلى أوراق التوراة الصفراء المحرفة ، عبر فكرة تمكنت تماما من العقل الصهيوني عبر التراث التوراتي ، تتلخص في إيصال مياه نهر مصر المقدس إلى أرض أورشليم المقدسة ، تبعا لما يعرف بالعطاء الإلهي لسيدنا إبراهيم في تفسيراتهم
■ ■ ■ ■
إن علاقة أمريكا بإسرائيل أكثر من علاقة خاصة، فهي علاقة متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكي نفسه ، إننا نتقاسم معكم تراث التوراة…..
الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر
■ ■ ■ ■
بداية القصة في العصر الحديث تعود إلى العام 1903 ، حين تقدم تيودر هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية بطلب رسمي إلى الحكومة البريطانية ، طلب فيه حكومة لندن بالعمل على إيصال مياه النيل إلى أرض فلسطين ، بحجة وجود فائض من مياه النهر يصب في البحر المتوسط دون إستغلاله من قبل رجال الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس
في أغسطس من نفس العام ، عقد في لندن آخر مؤتمر للحركة الصهيونية يحضره هيرتزل قبل وفاته ، وثائق المؤتمر السادس وثقت مناقشة نقاط شديدة الخطورة ، منها الأهمية الدينية الفائقة لشبه جزيرة سيناء المصرية في التوراة ، و اكدت على أهمية توطين التواجد اليهودي الصهيوني في شرق أفريقيا ، لاسيما في أوغندا وأثيوبيا و كينيا ، لتحكم تلك الدول في مسار النهر المصري المقدس
■ ■ ■ ■
بعد حرب يونيو 1967 ، خرجت تصريحات خجولة متناثرة من شخصيات إسرائيلية ذات ثقل مثل إيجال ألون و ليفي اشكول ، تلمح إلى حلم وصول مياه نهر النيل إلى قلب إسرائيل ، وفي مباحثات كامب ديفيد ، وثق هنري كسينجر رفض الرئيس السادات التفاوض نهائيا حول تلك النقطة
انفتحت بوابات الجحيم على مصراعيها من العام 1979 ، و بدأ الموساد يعمل بقوة و شراسة من خلال عملائه على إشعال الموقف في كل دول منابع النيل ، و دخل مخطط تقسيم السودان و إضعافه حيز التنفيذ على يد الثنائي الإخواني حسن الترابي و عمر البشير و عميل الموساد جون قرنق
■ ■ ■ ■
و كانت المحاولة الفاشلة لإغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في يونيو 1995 في العاصمة الأثيوبية أديس بابا ، هى محاولة جديدة لإشعال الفتنة بين مصر و الشركاء من دول حوض النيل ، و كان هدفها إغتيال مبارك وإشعال حرب عسكرية بين مصر و أثيوبيا ، و العمل على إحداث صدام دموي بين الدولة و الجماعات الإسلامية على غرار أحداث أسيوط 1981 عقب إستشهاد البطل محمد أنور السادات
تغيرت المعطيات تماما بعد مؤامرة يناير 2011 ، و تفجر الوضع الداخلي في مصر بشكل غير مسبوق و تكالبت كل الضباع النجسة عليها ، و بدأت أثيوبيا بناء السد فعليا في مارس 2011 ، و توالت الأحداث سريعا من نكتة وفد الدبلوماسية الشعبية الساذج ، الذي سب بلده و سخر منها في أديس بابا ، و الصق كل موبقات العصر بالرئيس مبارك و اللواء عمر سليمان ، و نال الوفد مدحا أسطوريا من محمد البلتاجي عبر منصات يسري فودة و ريم ماجد و منى الشاذلي ، ثم كانت الطامة الكبرى بوصول مندوب الجماعة العميلة الخائن محمد مرسي العياط إلى حكم مصر
■ ■ ■ ■
الشامتون من الإخوان و السلفيين من أصحاب العقول المريضة و النفوس الكارهة الحاقدة ، يتناسون دوما فترة مرسي عند حديثهم عن قصة السد ، مرسي تم إستقباله بشكل مهين في زيارته لأثيوبيا ، ليعود للقاهرة ، و يعقد مؤتمرا صحيفا ، ليهون فيه من آثار السد على مصر متحدثا بسذاجة مطلقة كعادته ، ثم كانت كارثة المؤتمر الهزلي الكوميدي ، الذي تمت إذاعته على الهواء مباشرة بحضور مرسي ، و نخبة من جهابذة مصر من أمثال أيمن نور و مجدي حسين و باكينام الشرقاوي
■ ■ ■ ■
تحميل نصوص الكتاب المقدس ما لاتحتمل ، أدت إلى سيطرة فكر توراتي على عقول أصحاب القرار في الولايات المتحدة
جريس هالسل مؤلفة كتاب النبوءة و السياسة
■ ■ ■ ■
جاهل من يظن إن مشروع سد النهضة فكرة إثيوبيا من الأساس….
بل هى فكرة صهيونية بامتياز …..
تمثل البعد الديني الخفي في السياسة العالمية ..إصدار جديد من قصة النبوءة و السياسة .
■ ■ ■ ■
سد النهضة….
أهدافه كلها مستمدة من بين ثنايا أوراق التوراة و التلمود …..
تعطيش مصر حسب التفسير التلمودي للتوراة المحرفة…
خراب مصر تبعا لنبوءات العهد القديم
صناعة معصرة غضب الرب المزعومة على مصر…
التمهيد لجحيم الإله المنتقم من مصر على معاملة شعبها لبني إسرائيل ….
تعويض عن فترة التيه القديمة لمدة أربعين عاما….
صناعة كابوس مزمن للمصريين لا ينتهي إلا بحلم توراتي آخر….
بمد مياة النيل المقدسة إلى مدينة أورشليم المقدسة ….
لتزول لعنة من أهم اللعنات التي أصابت اليهود…
بعد لعنة رجسة الخراب مع هدم هيكل سليمان…
■ ■ ■ ■
تعطيش مصر حلم مشترك بين اليهود و شيعة إيران….
جفاف النيل في مصر من علامات الظهور المزعومة….
لعودة إمام الشيعة الغائب في السرداب منذ عهود بعيدة….
حكايات قد تبدو كالقصص الخيالية و الأساطير الشعبية ….
و لكنها حقائق دامغة في عشرات الكتب الجادة
■ ■ ■ ■
القاهرة تعلم كل شىء ….المراوغة الأثيوبية كانت متوقعة لكل من يقرأ المشهد…فاصابع إسرائيل الماكرة هى من تحرك القفاز الأثيوبي..
■ ■ ■ ■
أثق تماما إن الدولة الوطنية المصرية لم و لن تفرط في حقها….
دروس وتجارب التاريخ علمتنا ذلك….
و أهمها درس أكتوبر لإسرائيل و درس يونيو لتحالف الشر ….
مصر سوف تهزم الحلم التوراتي مجددا بإذن الله وفضله……
كما فعلنا في 1973 و2013 .