آراء

د.فتحي حسين يكتب :الرهان علي هيبة الصحفيين في الانتخابات

كلمة لابد أن تقال بعد أن تم تأجيل الانتخابات الي أول أبريل المقبل بسبب الاجراءات الاحترازية ازاء وباء كورونا بالرغم من إجراء انتخابات اخري مماثلة لمجلس النواب والشيوخ والمحامين فضلا عن بطولات الرياضة القومية والتي تمت في أوج مراحل فيروس كورونا،

لكن علي كل حال ،فاني اعتقد أن الرهان كله في انتخابات الصحفيين الحالية في حالة إتمامها علي خير ، لابد أن يكون علي إعادة هيبة المهنة وقوتها وكرامة الصحفي ودوره في المجتمع مرة أخري اولا ثم الخدمات ستأتي الينا دون أن نسعي إليها پاي حال من الأحوال ،

فلا شك أن الصحفي هو عين المجتمع أمام سلطات الدولة والمجتمع وهو المخول له الدفاع عن حقوق المواطنين وإثارة القضايا التي تؤرقهم من خلال إثارة الرأي العام لأجل خلق حوار مجتمعي حولها ومن ثم إعادة مناقشة القرارات التي ربما لا تخدم المصلحة العامة للمواطنين في هذا التوقيت ومن ثم المطالبة بارجاءها أو إلغاءها ربما،مثلما استجاب رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي لمطالب المواطنين بتأجيل مشروع تعديل بعض مواد قانون الشهر العقاري لما يمثله من ضغوط مالية علي بعض المواطنين ومن قبلها تم تيسير بعض إجراءات قانون التصالح في مخالفات البناء وغيرها من القضايا التي تحركها دوما الصحافة أو المفترض أن تلعب فيها الصحافة دور كبير في توجيه بعض المسؤولين لإصدار قرارات تطمئن الناس ،

بجانب دور وسائل التواصل الاجتماعي الذي أصبح ربما يفوق دور الصحافة في الوقت الحالي نظرا لتراجع دور المهنة وتضاءل هيبة الصحفي أمام المسؤولين وربما أمام المواطنين أيضا !

ولكن علي اي حال فإن تقوية مؤسسات المجتمع المختلفة لا يمكن أن تكتمل إلا بتقوية مكانة الصحافة والصحفيين أعضاء الجمعية العمومية وتعضيد دورهم في المجتمع لمساندة مشروعات الدولة القومية من ناحية وبتوجيه النقد البناء لبعض السلبيات التي قد تظهر هنا او هناك ،لان عوامل التنمية في أي مجتمع لا يمكن أن تتم إلا بوجود حوار مجتمعي بناء وهذا الحوار يخلقه الكتاب والصحفيين في كل المحافل والمنابر المتاحة لهم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ،فضلا عن المواقع الإلكترونية الصحفية الرسمية كالبوابات والصحف الإلكترونية المختلفة.

ونحن كجماعة صحفية لا يهمنا أن نسعي وراء الخدمات النقابية ونلهث وراءها من أجل الحصول علي خدمات من الحكومة أو زيادة في البدل مشروطة بوجود نقيب من طرفها أو موالي لها أو متوافق معها ،او حتي نقيب معارض لها في الوقت نفسه ،بقدر اهتمامنا بوجود هامش ولو ضئيل من الحرية لكل يستطيع الصحفي أن يمارس عمله بشكل وطني مخلص لا يستهدف سوي مصلحة وطنه وبلده في حربها ضد الإرهاب والتطرف وجماعة الإخوان المحظورة وأعوانهم !

وربما هذا الهامش الذي يطلبه أعضاء الجمعية العمومية من أجل صالح المجتمع والمهنة التي تدهورت وانكسرت ولم يعد لها دور كما في السابق عندما كنا نريد معارك فكرية ومهنية وقضايا بين صحفيين ووزراء في الحكومة ومناورات فكرية وقانونية واختلاف في الآراء يصب جميعها في صالح الوطن والتنمية المجتمعية وربما لتصحيح المسار نسبيا ،ومن أجل أن تعود المهنة الي سابق عهدها مجددا وان يعود الصحفي قوي ،ويهاب منه المسؤل واي شخص في موقع المسئولية العامة ووقتها ستأتي الينا الخدمات الحكومية دون أن نسعي إليها بل هي التي سوف تسعي إلي نقابتنا ومهنتنا وسوف يشعر المجتمع بأن وراءه صحافة تحميه من تسلط الفاسدين وتوغلهم في حياتنا ومن تحقيق العدالة المجتمعية التي ناد بها المواطنون في كل وقت ويتمنون الحصول عليها بشكل كامل

وأعتقد أن المطالبة بتصحيح مسار المهنة واستعادة هيبة الصحفي مرة أخري وعودة كرامة المهنة وقوتها هي اسمي المعارك التي لابد أن يقودها الصحفيين اليوم ،وليس غدا قبل أن يطالبوا بزيادة البدل والحصول علي خدمات من الحكومة مثل الإسكان والصحة والتشريعات والحج والعمرة والرحلات وغيرها من الأشياء التي ربما ممكن تحقيقها عقب تحقيق المطالب الاول وهو إعادة هيبة الصحفيين ومكانتهم وكرامتهم وقوتهم أمام مسؤلي الدولة من خلال المطالبة بهامش من الحرية وليس كل الحرية !
من المهم المطالبة بتحسين اجور الصحفيين وزيادة بدل التكنولوجيا والمعاشات وزيادة مخصصات الصحفيين من الاسكان والحج والعمرة والرحلات الترفيهية فضلا عن الرعاية الصحية خاصة في ظل وجود وباء كورونا الذي قضي علي آلاف من الصحفيين والإعلاميين والمواطنين العاديين خلا ما يقارب العامين حتي الآن ، ولكن قبل ذلك لابد أن نضع الأساس الصحيح لنا وهو ما يتمثل في وجود هامش من الحرية اللازمة للعمل الصحفي كما يكون، والادوات الطبيعية لكل ممارس للمهنة السامية ولابد من إعادة هيبة الصحفي في كل مؤسسات الدولة مرة أخري من أجل كشف الفساد واقتلاعه من جذوره في هذه المؤسسات ،فنحن لسنا في المدينة الفاضلة ولابد أن تقوم الصحافة بدورها كما ينبغي!
ولابد من التركيز علي اعداد الصحفي مهنيا وسلوكيا وثقافيا بالتدريب الجاد علي استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة واللغة وتعلم مهارات معينة كاستخدام صحافة الموبايل والفيديو والتصوير الالكتروني ،قبل أن يلتحق بالنقابة وينضم لها وتنقية جداول المهنة من مهازل الشهادات المضروبة والمزورة فضلا عن العاطلين وغير العاملين بالمهنة وربات البيوت وموظفي المعاشات الذين التحقوا بالمهنة بعد خروجهم المبكر من الوظيفة الحكومية ….. ووقف لجنة القيد لسنوات حتي ننقي مهنتنا من هذا العبث و الروث الذي أساء لمهنتنا وكرامتنا أمام الرأي العام قبل كل شيء !!
Yoast

زر الذهاب إلى الأعلى