آراء

شعبان شحاته يكتب: لا اجتهاد في مورد النص

ورد قول لامير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضى الله عنه فى وصاياه للقضاه.. “لا اجتهاد في مورد النص وفهم مدارك الأحكام” ثم الفهم الفهم فيما أدلى اليك مما ورد عليك ممـا ليـس في قرآن ولا سنة”.

فقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمـن ، قـال كيف تقضى إذا عرض لك قضاء؟ قال أقضى بكتاب الله قال : فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال : أقضى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله؟قال: اجتهد برأيي ولا ألو……… أي لا أقصر قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمـد لله الـذي وفـق
رسول الله لما يرضى الله ورسوله”

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب في رسالته إلى شريح:( إذا جاءك أمر فـاقض فيه بما في كتاب الله ، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله فاقض بما سن رسـول الله صلى الله
عليه وسلم فإن جاءك ماليس في كتاب الله ، ولم يسنه رسول الله فـاقض بمـا أجمـع عليـه الناس، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولابسنه رسول الله ، ولم يتكلم بـه احـد فـاختر أي الأمرين شئت ، فإن شئت فتقدم، واجتهد رأيك … وإن شئت فــأخره ولا أرى التـأخير إلا
خيرا لك).

ويقول الله تعالى في سورة ص : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فـاحكم بيـن الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ، إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عـذاب شديد بما نسو يوم الحساب) آية ٢٦.

وان الأحكام في القضاء الإسلامي مستمدة من الكتاب والسنة والاجماع وان الشـريعة غنية جدا ولنا في تراثنا وقضاة الإسلام السابقين من المبادئ القضائية الكثير و الكثير وليــس
هنا مجال الكلام في ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فإني قـد بلغـت وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا أمرا بينا كتاب الله وسنة نبيه.

وهذه القضية توضح مدى فهم القضية وحكمها فروى عن إبراهيم بـن المنذر عن محمد بن معن قال : أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت يا أمير المؤمنيـن
إن زوجي يصوم النهار، ويقوم الليل وأنا أكره أن أشكوه إليك وهو يقوم بطاعة الله عز وجـل فقال : جزاك الله خيرا من مثنية على زوجها. فجعلت تكرر عليه القول وهـو يـكرر عليـها
الجواب. وكان كعب بن سؤر الأسدي حاضرا فقال له اقضى يا أمير المؤمنيـن بينـها وبيـن زوجها . فقال عمر وهل هي ذكرت قضاء؟فقال انها تشكو مباعدة زوجها عن فراشها. وتطلب حقها في ذلك فقال له عمر: أمـل إن فهمت ذلك فاقض بينها.
فقال كعب بن سور: على بزوجها ، فاحضر فقال : إن امرأتك هـذه تشـكوك : قـال أقصرت في شئ من نفقتها؟ فقال لا فقالت المرأة :

“”يـا أيـها الحكيـم رشده ألهى خليلـى عـن فراشـی مسـجده
نهاره وليلـه مـا يرق فلسـت فـي أمـر النسـاء احمـده. زهـده فـى مضجعـى تعبده فاقض القضـا يـا كـعـب لا تـردده””

قال : فقال زوجها”زهدنی فــــی فرشـهـا وفـى الحلـل انى امـرؤ أذهلنـي مـا قـد نـزل في سورة النحل وفي السـبع الطـول وفـى كـتـاب الله تخويـف جلـل””

فقال كعب بن سور:”إن خـيـر القـاضيين مـن عـدل ومـن قضـى بــالحق وفصـل إن لـهـا عليـك حقـا يـا رجـل تصيبـها فـى أربـع لـم عقـل
قضيـة مـن ربنـا عـز وجـل فأعطــها ذاك ودع عنـك العـلـل””

ثم قال : إن الله عز وجل قد أباح لك من النساء أربعا فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيها ربك ، ولها يوم وليلة.فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله ما أدرى من أى أمريك أعجـب : امـن فهمك أمرها؟ أم من حكمك بينها اذهب فقد وليتك قضاء البصرة وظل بها إلى أن مات يــوم معركة الجمل

زر الذهاب إلى الأعلى