إيهاب عمر يكتب : زوجة المحارب العظيم

لكل مجال طبيعته الخاصة التي تفرض بدورها نمطاً في الحياة مختلف عن باقي المجالات، وفى ظل الحملات الإعلامية التي تستهدف رجالات الجيش والشرطة، يبدو غائباً عن الوعي المصري ان رجل الجيش تحديداً يحتاج الى زوجة من طراز فريد دونما اغلب رجالات المجتمع المصري.

 

رجل الجيش، ذلك المحارب العظيم في سنوات الاستعمار القديم ثم الحرب الباردة وحالياً حروب الربيع العربي، يقضى اياماً عديدة بعيداً عن بيته ربما تصل الى أشهر متواصلة، كما أن محل اقامته ليس ثابتاً، فهو اليوم يخدم في المنطقة الشمالية وربما غداً في المنطقة الجنوبية، وتارة ثالثة يكفل ببعثة خارج البلاد ومرة رابعة الى ديوان وزارة الدفاع او المنطقة المركزية.

 

يحتاج رجل الجيش الى امرأة تعرف معني المسؤولية، وتعرف كيف تتحملها، لان في غياب رجل الجيش، تصبح زوجة المحارب هي سيد البيت ورب الاسرة، تخطط وتدير وتربي وتحمي ايضاً.

 

مهما ترك المحارب العظيم خلفه من ترتيبات وربما أقارب ايضاً، تظل زوجة المحارب هنا وحيدة في الميدان مع أبنائها المحاربون الصغار، سلسال وطني لا ينتهي، تتحمل المرأة مسؤوليته نشأته على أسس وطنية صارمة.

 

فلا يليق بالمحارب العظيم ان يوصم بأبن فاسد، او دون التربية الأخلاقية والوطنية اللائقة، او ببيت لا يسوده النظام الذي يعمل على الحفاظ عليه من اجل المواطنين في شتى محافظات الأمة المصرية.

 

هل ترتاح زوجة المحارب العظيم حينما يعود المحارب الى الديار؟ لا.. بل تبدأ مهمة أخرى أكثر صعوبة واهمية، تتمثل في رعاية المحارب العظيم وتوفير أجواء الدفء والاستقرار الاسري الذي اتفقد اليه في مهمته الوطنية، وان يعود ويدير ويربي ويعلم دون ان يشعر بان هنالك خللاً قد جري في غيبته او عيباً قد حدث في مسار التربية والإدارة.

 

كل بيت محارب هو منظومة ومؤسسة كاملة، كأنها نسخة مصغرة من المؤسسة المصرية الأم.

تذكرت السيدات في اسرتي زوجات ضباط من الجيش، وانا أرى السيدة انتصار السيسي في منتدى شباب العالم، وتساءلت.. كم مرة غاب المحارب العظيم في مهمة وطنية وكانت تلك السيدة هي رب البيت والاسرة وبمقام الاب والام والزوج والزوجة؟

 

بل وكان المحارب العظيم هنا ذو حياة عسكرية حافلة، الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي قبيل توليه مسؤولية الرئاسة ومن قبلها وزارة الدفاع ونائب رئيس الوزراء ومدير المخابرات الحربية، عمل قائداً للمنطقة الشمالية العسكرية، ومن قبلها ملحقاً عسكرياً في السعودية، ومن قبلها درس وتخرج من اعتي الاكاديميات العسكرية في الولايات المتحدة الامريكية.

 

وللدهشة فإن السيدة الأولى، زوجة المحارب العظيم، قد رافقته بالأسرة المحاربة دون كلل او ملل او شكوى، بل كيفت حياتها ومسؤوليتها أينما كان المحارب العظيم يؤدى ادواراً أدت الى ان يعتلي ذات يوم أقدم سدة حكم في التاريخ.

 

لعل السطور السابقة هي الإجابة على حملات الكراهية التي يظنها الثوار والنشطاء وشلة يناير وتنظيم الاخوان على كافة اخبار السيدة الأولى، هؤلاء لن يفهموا تلك السطور او مسيرة السيدة انتصار السيسي زوجة المحارب العظيم بجوار عقيلها.

لأن الأيام والتجربة قبل أي شق نظري اثبت لنا ان هؤلاء غرباء عنا، ليسوا بمصريين، لا يعرفون حياتنا ولا تفاصيلها ولا يعرفون كيف تعيش زوجة رجل الجيش ولا كيف تدير وتدبر وتصنع الاستقرار والبيت والاسرة والرجال.

وتذكرت ما أعرفه بشكل شخصي عن حياة بعضاً من الناشطات والاخوانيات التي يشاركن في تلك الحملات الإخوانية والليبرالية، وكيف فشلن في إدارة انشطتهن الخاصة قبل بيوتهن، وكيف فشلوا ان يكونوا السند بجانب اسرتهم قبل أزواجهن.

وقلت لنفسي: لا جديد في صفوف المعارضة المصرية، الفاشل و الساقط و المنحط يحاول عبثاً ان ينال من سيرة الناجح المحترم الواثق، التي تمثل نموذج حقيقي لما يمكن ان تكون عليه زوجة المحارب العظيم.

زر الذهاب إلى الأعلى