فنون

أم اللغات

 

بقلم…. مـنـى عـبـادة

تـَحَـدَّثْ ….. بـالـعـربـيـةِ
و لا تـَخْـجَـلْ …..
فـالـعـربـيـة هـى الأثـرى
وهـى الأرقـى و هـى الأچـمـلْ
اصـطـفـانـى ربُ الـسـمـاواتْ
لأكـونَ لـغـةً لآخـرِ الـرسـالاتْ
و لـكـنـى حـزيـنـةٌ چـدًا ….
و أذْرِفُ الـدَّمَ و الـدمـعـاتْ
أتـدرونَ لـمَ ؟
أيُّـهـا الـهـاجـرونَ لـى والـهـاجـراتْ
يـَدَّعـونَ أنـِّى أحـتـضـِرْ
و أنـِّى شـارفْـتُ عـلـى الـمـمـاتْ
و تـتـبـاهـى عـلـىَّ بـعـضُ الـلـغـاتْ
بـأنـِّى لـسـتُ الأولـى
و أنـِّى لا أصْـلـُحُ لـكـلِ الأوقـاتْ
و أنـِّى تَـخـَلََّفَتُ و أضـحـيـتُ
مـاضٍ .. وتـراثـًا .. وذكـريـاتْ
و لـم أعـُدْ أواكـبُ الـحـضاراتْ
أنـا فـقـط لـلـمـعـلـقـاتِ والـروايـاتْ!
لـلأدبِ الـذى انـحـسـرَ وتـوارى
خـلـفَ الـزيـفِ … والـتـفـاهـات
وبـريـق الـمـظـاهـرِ و الـمـاديـاتْ
هـم يـعـلـمـون أنَّ تـلـك ادعــاءتْ
هُـراءٌ .. وبـهـتـانٌ .. و افـتـراءاتْ
هـم يـدركـون أنـِّى نـابـضـةٌ …
و بـاقـيـةٌ مـابـقـيـتْ الـحـيـاةْ
و أنـِّى خـالـدةُ الـذِكـْرِ بـالـذِكْـرِ
بـالآحـاديـثِ …. و بـالآيـاتْ
أحـيـا بـقـرآنٍ يـَصـْدَحُ بـهِ
الـذاكـريـن … والـذاكـراتٰ …
مـن الـمـؤمـنـيـن و الـمُؤمـنـاتْ
شـرقـًا و غـربـًا، شـمـالًا و جـنـوبـًا
بـكـل لـحـظـةٍ وبـكـل الـسـاعـاتْ
فـالآذانُ بـالـعربـيـةِ لـلـصـلاةْ
يَـرتـَفـِعُ و يـُعـانِـقُ الـسـماواتْ
بـكـلِ يـومٍ خـمـسُ مـراتْ
ولـكـنَّ أهـلـى أهـمـلـونـى …
و انـسـاقـوا وراء تـلـك الـدعـواتْ
و انـحـازوا لـغـيرى مـن الـلـغـاتْ
يـتـبـاهـونَ بـالـتـحـدثِ بـهـا
و تـلـك آفـةٌ مـن الآفـاتْ
الـتـى أصـابـتْ الـعـقـلَ الـعـربـىْ
والـتـى حـدثـتْ بـمـكـيـدةٍ
لـلـقـضـاءِ عـلـى الـهـويـةِ الـعـربـيـةْ
و لـكـنْ .. هـيـهـاتَ .. هـيـهـاتْ
إنـَّهـا أيـامُ ضـعـفٍ و أزمـاتْ
تـُصـَابُ بـهـا كـل الـحـضـاراتْ
بـفـعـل أبـنـائـهـا لا بـفـعـل الـلـغـاتْ
أنـا أمُ الـلـغـاتِ ..و دُرةُ الـلـغـاتْ
أنـا بـالـلـوحِ الـمـحـفـوظْ
قـرآنٌ مـُنـَزَّلٌ مـن الـسـمـاوتْ
أنـا لـغـةُ خـتـامِ كـلِ الـرسـالاتْ
أىُ شـرفٍ بـعـد ذلـك أريـدْ
و أنـا مـحـفـوظـةٌ… ومـحـمـيـةْ
مـن لـدنْ ربِ الـبـريـةْ
مـنـذ الـبـدءِ وحـتـى الـمـمـاتْ
تـلـكَ شـكـوتـى مـنـكـم ولـكـمْ
فـعـُلـُوى مـن عـُلـُوِكـُمْ
وتـراجُـعـى مـن تـراجُـعـِكُـمْ
فـكـفـاكُـم غُـربـةً وشـتـاتْ ….
كـفـاكُـمْ نـومـًا وتـكـاسُـلًا و سُـبـاتْ
وعـودو لـلـغَـتِـكُـم الـعـربـيـةْ
يـَعـُدْ مـجـدكـُم وتـعـلـو الـرايـاتْ
رايات الإسـلامِ والـفـتـوحـاتْ

زر الذهاب إلى الأعلى