آراء

شعبان شحاتة يكتب :اعتراضا على الختان .. قبيلة سودانية ترفض الدخول فى الاسلام

عادات وتقاليد الختان عند المصريين قبل نصف قرن
قال أحمد أمين «يولى المصريون الختان أهمية كبرى حتى لقد بلغني أن قبيلة سـودانيـة ارادت الدخـول في الاسلام فكتب رئيـسـهـا الى بعض علماء الأزهر يستوضحه الاسلام وما يفعله أفراد قبيلته لدخولهم في الاسلام .فكتب اليـه الـعـالـم الأزهـرى قـائمة بما يجب أن يـعـمـلـوه فكان أولـهـا الخـتـان فرفضت القبيلة أن تسلم وقد كانت هذه المسألة قلة ذوق .

والختان عادة يشمل الذكور والإناث جميعاً ، فللأطفال حلاقون يتولون ذلك وللبنات دايات يـقـمن بهذه العملية ، وقـد يتـولى الأطباء هذه العملية في بيوت الأغنياء ، وقد جرت عادة الاطباء أن يختنوا أولاد الأغنياء .وربما كان المصريون أحرص الناس على الختان وقد ثبت أن قدماء المصريون كانوا يختتنون ، وربما كان هذا هو السبب في حرص المحدثين منهم على ذلك وقد زعـمـوا أنه ينجي الأطـفـال اذا مـا كـبـروا من الأمراض ، وقد جرت العادة أن يكون الختان في نحو السابعة من العمر وهم يحتفظون به ويؤلفون لهذا الغرض موكباً يجتمع فيه الاصدقاء والمحبون ويركبون الغلام جواداً أو عربة بعد أن يلبسونه فخماً وأمامه الموسيقى أو الطبل والمزمار ، وقد يزينون الولد بزى الفتاة الصغيرة ويطوفون به في الشوارع القريبة من بيتهم على هذه الحال وتقام مأدبة كبيرة ، والعادة ألا يختتن الطفل عقب هذه الحفلة

والختان يفصل بين حياة الطفولة وحياة المراهقة ، وفي هذه الأيام من سنة 1950م ومـا بعـدهـا نادى بعض الناس بقـصـر الخـتـان على الذكور دون الاناث ، وحجتهم في ذلك أن ختان البنات قـد سبب انتشار تعاطي الحشيش والمخدرات ، وذلك بسبب أن البنت اذا اختتنت ثم كبرت فختانها يقلل من لذتها الجنسية فيضطر الرجل الى استعمال المخدرات التي ذكرناها لغيابه عند مضاجعتها .فنادوا بعدم ختانها حتى لا يضطر الرجل الى مثل هذه المخدرات، ولـم تـلـق هـذه
الدعوى في أول أمرها كثيرا من الاهتمام .

والمصريون يسمون الختان طهارة كأن الفتى والفتاة يتطهران بهذا العمل وكثيرا من الناس ينتـهـز فـرصة زواج بنت أو شاب في البيت فيختن أولاده اختصاراً لكثرة الحفلات ، فيكون الموكب مكونـا عـادة من عربة العروس وعربة الطفل المراد ختانه وبعضهم قبل الختان يزور المختتنين شيخا من الأولياء ويكون الختان في النصف الثاني أغسطس أو الأول من سبتمبر ويعتقدون أن هذا الوقت انسب الأوقات ، فقد خف الحر ،لم يهجم الشتاء وامتلأ الجـو بالرطوبة مما يساعد على التئام الجرح .

قد جرت الطبقة الكبيرة والوسطى على أن تلف القطعة التي فصلت من الولد في منديل وتضع عليها ملحا حتى لا تتعفن ويربط المنديل في عنق الولد على شكل عقد حتى إذا شفى من هذه العملية رماها في النيل أو ترعة

زر الذهاب إلى الأعلى