آراء

شعبان شحاتة رئيس القلم الشرعي بالعدوة يكتب: عادات الختان في عمان

عادات ختان الاولاد ومناسباتها في سلطنة عمان ختان الاولاد وهم لا يزالون في مقتبل أول سنوات العمر سنة إسلامية واجبة وعادة حميدة درج عليها العرب والمسلمون دائما ، وفي الختان تطهير للذكور بما يشتمل عليه الهدف من ذلك من آمال في حياة أسرية متماسكة وذرية صحيحةصالحة ،

ويسمى الختان (بالتطهير أو القرن) ويتم تـقـلـيـديا من قبل شخص يقـوم بعملية الختان . يطلق عليها تسميات منها (المطوع والبطلوس) ويكون المختون في الماضى صغير السن وعمره قد تجاوز بضع سنوات يمكنه معها تحمل الألم الشديد الناتج عن الختان الذي سيتعرض له دون تـخـدير أو علاج طبی حدیث متعارف عليه . ويتطلب من المخـتـون أن يتـجـلـد بـالـصـبـر بـوضـوح تام وأن لا تـظـهـر عـلـيـه أي علامات الخوف والصياح رغم كل ما قد يحس به فعلاً من آلام حقيقية مبرحة .

وكانت العادات التقليدية للختان أن يتم الاستعداد المبكر له من قبل أهالى المختون بأسبوع من الزمان على الأقل ، حيث يجب أن تقام للمـختـون احتفالات وتدق له الطبول وتنشد الاغاني الشعبية ويرقص الحضور رقصات الرزقة والبرعة وغيرهما من الفنون التي تتميز بها المنطقة أو الولاية التي تقع فيها مناسبة الختان تلك وتجرى عملية الختان قبل طلوع شمس الصباح الباكر أي بعد صلاة الفجر مباشرة في مكان معين بحـضـور العديد من الناس وبالأخص والد المختون وأخـوته ورفاقه وأقرباؤه . وتذبح الذبائح للولائم التي تقام بمناسبة سلامة المختـون وتحمله برجولة وصبر لالام الختان وبعـد الختان يلف وسطه بازار فـضـفـاض ويلبس قميصا ويقـوم للذهاب لمقر إقامته راكـبـا عـلى خيل أو دابـة يـقـودهـا أمـامـه الحـضـور عـلامـة على قـوة الـتـحـمل والفروسية والشجاعة ويمكث المختون في فراشه مدة أسبوع كامل لا يخرج خلال أيامه من غرفة نومه ويكون طعامه خلال هذه الفترة اللحم والدجاج والخبز المحلى والعسل واللبن وغير ذلك من الأكلات الشعبية العمانية الخاصة

يزور المختـون أهله وأقاربه ويعطيه كل منهم مبلغا معينا من المال كتعبير عن التعاون والتكاتف والصداقة والتقدير وخلال مدة بقاء المختـون في فراشه يمنع أن تدخل عليه المرأة الحائض أو الجنبة أوالمتعطرة والمتزينة وبالأخص ممن هن من غير أهله ويكون عادة ردة فعل المختون على عملية الختان التي يتعرض لها مثار حديث أهالى ضاحيته والشباب منهـم بصورة خاصة ، وكلما كان المختون صبوراً وقـوى العزيمة والشكيمة ولم يظهر عليه الخوف والألم من حادثة الختان التي تعرض لها كلما كان في نظر الآخرين من حوله شجاعاً ورجلاً قوياً .

وإذا كانت أشكال الختان هذه تتم في الماضي بالصورة القديمة والمعهودة ، فلا شك أن ذلك يعـود بالدرجة الأولى لعدم وجود المستشفيات والمراكز الصحية الحديثة ، وقد تغير الحال بالطبع بعد انبثاق عصر النهضة المباركة في عمان وأصبح الختان يتم اليوم في أكثر الأحوال في المستشفيات وبوسائل جراحية صحية بسيطة ، وغالبا ما يكون ذلك في الأيام الأولى لولادة المولود أو بعد ذلك بمدة قصيرة ولم تعد مظاهر الفرح واحتفالات وعادات الختان التقليدية تقوم حاليا على ما كان عليه وضعها السابق المشار إليه

زر الذهاب إلى الأعلى