العالم أمام كارثة بيئية مناخية بسبب توقف تعاون علماء الغرب مع الروس لمتابعة ذوبان القطب الشمالي
كتب: محمد حربي
يواجه العلماء الغربيون، أزمة في الحصول على بيانات معلومات مناخية عن القطب الشمالي، لقياس معدلات التغير في المناخ؛ وذلك بسبب انهيار العلاقات الغربية الأمريكية، مع روسيا، والعقوبات المفروضة على موسكو. الأمر الذي انعكس على ضعف التنسيق والتعاون في تبادل المعلومات بين المتخصصين في التغير المناخي على الجانين الغربي والأمريكي مع الروس، من متابعة وقياس مؤشرات، ونسب ذوبان الجليد في القطب الشمالي. فمنذ بدأت عملية مراقبة جليد القطبين عن طريق الأقمار الاصطناعية، قبل أكثر من 40 عاماً، وتُشير الصور الفضائية إلى تراجع مستمر ومتسارع في مساحة الجليد القطبي. ومن شأن ذوبان جليد القطبين، أن يؤثر على النظام المناخي العالمي، كما أنه سوف يزيد من مخاطر تآكل الأراضي الساحلية، ويعزز الصراع بين الدول على الممرات المائية والموارد الطبيعية.
وقد انخفض التعاون وتبادل البيانات بين المتخصصين الغربيين والروس؛ الذين يدرسون المتغيرات المناخية للقطب الشمالي، إلى أدنى مستوياته، وبشكل كبير؛ وذلك بسبب انهيار العلاقات مع روسيا، والعقوبات والقيود الأخرى المفروضة على ” موسكو”؛ مما أدى ذلك إلى توقف العمل في العديد من المشاريع. وتُعد روسيا واحدة من عدة دول تحدّ المحيط المتجمد الشمالي – روسيا، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية/ألاسكا، والدانمارك/غرينلاند، والنرويج؛ حيث يعيش هناك مليوني روسي، من مجموع السكان الأربعة ملايين نسمة في القطب الشمالي.
وقد أدى تدهور العلاقات الغربية الأمريكية مع روسيا، وفرض عقوبات وقيود على ” موسكو”، إلى قطيعة في التعاون وتبادل المعلومات بين علماء المناخ من الغرب والروس، وبالتالي عدم تمكن العلماء الغربيين من القيام بمهامهم في تتبع، ومراقبة، وقياس مراحل ذوبان الجليد في القطب الشمالي.
وقال العالم الإيطالي أليساندرو لونجي، الذي يدرس التربة الصقيعية: “ربما يكون من المستحيل فهم كيف يتغير القطب الشمالي بدون روسيا”. وقد تبين أنه في غياب توافر المعلومات من محطات الأبحاث الروسية، والتي تمت إزالة العديد منها من شبكة المراقبة الرئيسية في القطب الشمالي، فإن فهم العلماء الغربيين للتغيرات هناك يتحول نحو أمريكا الشمالية وأوروبا.
كما شهد العلماء الذين يدرسون الحياة البرية في المنطقة فشل عدد من المشاريع. حيث اشتكى العالم النرويجي بول أسفولم، الذي كان على اتصال دائم مع زملائه من روسيا منذ ما يقرب من 30 عامًا، من أنه تلقى أوامر بوقف جميع اتصالاته مع الباحثين الروس.
هذا وقد أوقف الاتحاد الأوروبي تمويل المشاريع بمشاركة روسية فور بدء العملية العسكرية الخاصة. كما دعت دول أوروبية مثل فنلندا والنرويج جامعاتها إلى تجميد العلاقات مع المؤسسات الروسية وتعليق المشاريع القائمة