الدكتور عماد فغالي يكتب.. التقيا

 

التقيا

كان مشتهى كليهما عودةَ لقاء… سنواتٌ طويلة من فراق شخصين في روحٍ واحدة… كم حلت لي معاينةُ جمعٍ بينهما…

قد يكون الكلامُ المتبادل قليلاً أكثر من جدًّا… لكنّ رباطهما قال كلّ شيء…

 

أهي مشاعرُ، أم ذكريات؟ هل كان فرحٌ أم انفعال؟ كلٌّ من كلّ هذا… لكنّ مشتهىً تمّ، منىً صار واقعًا، والتقيا… وتأكّد أنّهما لم يغيبا قطّ عن بعضهما البعض إلاّ جسدًا… تلك أيّامٌ خوالٍ، كم رسَختْ، وكم رسّختْ ما لا يطيقُ انسلاخًا…

جميلٌ أن تقرأ هذا في تعبيراتٍ لم تتعدّ الحضور في حضرتهما… قالا ما عندهما في صمتٍ أبى إلاّ تصرّفًا طافَ في أجوائهما الحميمة… وكان التأثّرُ غامرًا حولهما، بحبٍّ لم يرضَ إلاّ تفاعلاً على فترة اللقاء…

 

وبعد، يلفتكَ تخطٍّ محبّب للياقات الواجب الاجتماعيّ المرافقة عادةً لمناسباتٍ مماثلة. كأنْ لا وقتَ لهذا في صادق الحالة الآن ولا مجال لغير ما نحن فيه…

واقعٌ إنسانيّ عشتُه، اختبرتُ فيه الإنسانَ في طبيعته المجرّدة، خلوًّا من كلّ مظاهر، إلاّ من عميق تواصل الروح، تنقى من صناعاتٍ علائقيّة… كلّ همٍّ إشباعُ الواحد من الآخر، من آخَره، ثمالةَ رباطٍ لم تقاربْ فكّه الأيّامُ في جفاء بُعادها…!!!

 

أيّها الحبيبان، غالٍ ما التقيتُما، على ارتباطكما الوثيق، كأنّ ما فاتَ لم يكن… وجليلٌ ما مددتما فينا من وصالٍ لم ندركْ يومًا أنّنا هكذا ننتمي إليه!

زر الذهاب إلى الأعلى