آراء

عبدالعظيم القاضى يكتب: رحيل فى صمت

هناك قضية حيرت العقول وعجزت البشرية جميعها عن كشف الحقيقة ووقف الجميع عاجزين امامها، والاغرب فى ذلك انه لا يزال غموضها قائم الى قيام الساعة ولن ولم نصل الى معرفة الحقيقة مهما تقدمت ادلة البحث البشرية، فقد حسم الله امرها فقال “وما اوتيتم من العلم إلا قليلا”

انها قضية الموت الذى يخطف الاحبة ويكسر القلوب، تعددت اسبابه ولايفرق بين كبير اوصغير رجل ام امراءة كهل ام صبى الكل فى ميزان الله واحد،

بالامس فقدنا زميلة صحفية “رباب على “عزيزة علينا، هاجمها المرض منذ قرابة عدة اشهر فى غفلة من الزمن وبدون مقدمات، صبرت وتحملت واحتسبت اجرها على الله فخارت قواها ولكنها لم تيأس ولم تتجدر ولم تعترض على قضاء ربها، سلمت امرها لربها نسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتها،

اننا نعلم علم اليقين ان الموت كأس وكل الناس شاربه والقبر دار وكل الناس داخله، ولانعترض على امر الله فى شىء ولكن يعز على الانسان الفراق ووداع الاصدقاء والاحبة ، في لمح البصر تمر كل المشاهد دفعة واحدة، فتشعر بالعجز امامها لان الموت كلمة تخبرك عن إنسان فارقك إلى غير رجعة أو لقاء في هذه الدار، وأصبح‎ من أخبار الماضي، ولم يبق لك منه إلّا الذكريات، وإنّ كان فارقك منذ دقائق، لن تفقده دفعة واحدة وإنّما على مراحل طويلة، فتتلاشى رائحته شيئاً فشيئاً، وفي كل يوم ستشعر بذلك الشعور إلى أن تختفي الرائحة تماماً وعندها ستدرك أنّك قد فقدت هذا الإنسان بالفعل. فوداعا ايتها الزميلة الصابرة الى جنة الله ورضوانه.

زر الذهاب إلى الأعلى