منوعات

آيات عبدالمنعم تكتب: أداةُ تَرقِيمٍ

كَم أتَمَنَّى لَو أضَعُ نُقطَةَ النِّهَايةِ لِتَعرِفَ أَنَّ وَقتَ الَّلعِبِ قَدِ انتَهَى، وأَنَّ أَدَاةً للتَرقِيمِ تَعنِي الدَّهشَةُ وَجَدَت مِن قَصِيدَتِي مَرتَعاً، وَأَنَّنِي انتَحَرتُ أَخِيراً عَلَى شِفَاهِ مَن أَحَبُّونِي يَومَاً فَأَحسَنُوا بِيَ الظَّنَّ، وَاكتَفَيتُ بِدُعَائِهِم عَلَى خَجَلٍ .. وفِي مُحِيطِ الصَّدرِ، هُنَالِكَ آَثَرتُ أَنْ يَكُونَ لَحدِي .. وَحِيدَةً أَيضاَ.
مساءً ..

أَضَعُ رَأسِي عَلَى وِسَادَتِهِ وَأَحتَرِفُ قَتلَ نَفسِي فِي الحِكَايَاتِ عَن عَمدٍ .. أنتَظِرُ أنْ يَدعُوَنِي لِخُلوَتِهِ، ثًمَّ أَتَعَجَّبُ .. كَيفَ لِدِمَائِيَ السَّاخِنَةِ أَنْ تَكُونَ بِهَذَا الشَّبَقِ، فَتُنبِتَ فِي أَحلامِهِ الذِّكرَى، والأَغَارِيدَ التِي هَدهَدتُ بِهَا طُفُولَتَهُ يَوماً؛ لِيَنضجَ وَيُهَشِّمَ بِقََبضَتِهِ دُميَتِي؟!

تَخُونُنِي الأَشيَاءُ بِعَودَتِهَا، وَتَخُونَنِي أَنتَ مَرَّتَينِ، إِحدَاهُمَا لِكَونِكَ لَستَ هُنَا، والأُخرَى لِدَأبِكَ عَلَى تَأكِيدِ غِيَابِكَ! المَطَرُ لا يُشبِهُ المَطَرَ وَأنتَ هُنَا.. وَالخَرِيفُ بِغُيُومِهِ عَالِقٌ، مُتَشَعِّبٌ أيضاً ..

أَغصَانُهُ لَهَا لَونُ أَورِدَتِي، وَأَورَاقُه الهَشَّّةُ تَخسِفُ الآنَ بِيَمِّ سَنَوَاتِي .. حَصَادُكَ كَمَا الصَّبَاحُ، لا يَنُمُّ سِوَى عَن هَاجِسِ الوِحْدَةِ، وبُرُودَةٍ لا أحتَمِلُ قَسوَتَهَا.
أداة_ترقيم
وحدي_أستطيع_عبور_الحكايات

زر الذهاب إلى الأعلى