آراء

د.فتحي حسين يكتب: صمود غزة وانتصارها الكاشف

نجحت غزة في إجبار العالم علي احترامها والانحناء لما قدمته من مثال رائع علي الصمود والثبات والصبر لوحدها ،بعد أن تدخلت امريكا بقيادة ترامب ومصر وقطر في مفاوضات مع إسرائيل لوقف إطلاق النار بين الجانبين ،حماس والجيش الإسرائيلي ، بينما معظم دول العالم في موقف المتفرج فقط إلا من رحم ربي ،بعد أن أجبرت بصمودها وتحملها النيران الإسرائيلية والعدوان الغاشم عليهم وقتل ٥٠ الف فلسطيني غزاوي شهيدا خلال ٤٧١ يوم فضلا عن المصابين ،ناهيك عن تدمير البنية التحتية والفوقية أيضا لها تماما من بيوت ومدارس ومستشفيات ومصانع ومتاجر وزراعات والتي تحتاج إلي مليارات الدولارات لإعادة أعمارها مرة اخري .. ولكن شعب غزة الصامد الشجاع لم يتزعزع ولم يتنازل ضد الجيش الكيان اليهودي المحتل والمدجج بتاعتي الأسلحة التدميرية البادية التي إبادة فيها شعب أعزل ،ولم تسمع لنداءات واستغاثات الشعوب من حولها من أجل وقف الحرب أو السماح بإدخال مساعدات للمصابين من أهل غزة ،ولم تتواني أيضا عن ضرب مستشفيات فلسطينية في غزة والسعي لتهجيرهم الي الدول المجاورة ،ولكن مصر بقيادتها الحكيمة اجهضت هذا المخطط الشيطاني تماما وقدمت المساعدات العاجلة للمصابين قدر استطاعتها ،فضلا عن علاج بعض الحالات في مستشفيات مصرية عاجلة.

الشعب الغزاوي اثبت خلال أكثر من السنة وهو عمر العدوان الغاشم عليهم منذ ٧ اكتوبر عام ٢٠٢٣ حتي الآن ،انهم مختارون من الله عز وجل لكي يدافعون عن الوطن العربي كله بصمودهم الغير متصور وبطولاتهم التي لابد أن تدرس في المناهج التعليميه وأصبحت غزة مفرخة للابطال بالرغم من مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ومن قبله اسماعيل هنيه زعيم حماس وبعدها مقتل يحي السنوار وهي نماذج قادت المقاومة ضد العدو الإسرائيلي الغاشم ،وتم استشهادهم أثناء الأحداث .

وجماعة حماس من ناحية أخري تفوقت علي اعتي الأجهزة المخابراتية في العالم عندما نجحت في إخفاء الأسري الإسرائيلين خلال هذه المدة سنة وثلاثة أشهر تقريبا عن أعين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ،بالرغم من تدمير معظم غزة ومدن فلسطين وتدمير الانفاق وقتل السنوار قائد حماس الا أنهم فشلوا في تحرير الأسري أو العثور عليهم ،كما أنهم فشلوا في القضاء علي حركة حماس ،التي أبهرت العالم وأثبتت أن القضية الفلسطينية حلها في المقاومة واستمرارها وليس في المفاوضات التي لم تأتي بشيء علي الاطلاق !

للاسف الشديد فإن كفاح شعب غزة والمقاومة حماس اثبتت بما لا يدع مجال للشك ،بل أنها فضحت وكشفت.الخذلان العربي من ناحية الا بعض الدولة التي قدمت مساعدات فعليه واسهمت في الانفراجة مثل مصر وقطر ومن ناحية أخري كشفت غزة الاجرام الغربي المتمثل في طموح بايدن الرئيس الأمريكي الذي انقضت مدته ،والذي كان من مصلحته استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة لبيع الأسلحة وتحقيق مصالح اقتصادية اخري ،وبعض الدول المتخلفة معها مثل بريطانيا وابنتها المدللة إسرائيل!

لقد سعدت سعادة بالغة بوقف إطلاق الناس وعودة الغزاويين والفلسطينيين الي ديارهم مرة أخري بعد انسحاب إسرائيل من غزة ومختلف الاماكن التي دمرتها والعودة الي أماكنهم ،بعد أن اتفق الطرفان علي تسليم الأسري الإسرائيلين والإفراج عن الأسري الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية..لقد أعطت غزة درس خاص للعالم كله ونموذج فريد في المقاومة ضد المحتل لأجل الأرض والشرف والعزة في زمن اختفي منه الشرف والعزة!

زر الذهاب إلى الأعلى