د.فتحي حسين يكتب: ذكري الإسراء والمعراج والتشكيك فيها
تعتبر ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الأحداث التي شهدها التاريخ الإسلامي، وهي ليلة كرم الله فيها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم برحلة سماوية خارقة للعادة، تحمل معاني روحية وإيمانية عميقة.
يروي القرآن الكريم والسنة النبوية هذه الحادثة التي وقعت في وقت كان النبي يعاني فيه من تحديات شديدة وصعوبات كثيرة .
وقد وقعت الحادثة في مكة المكرمة، عندما أُسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، كما ورد في الآية الأولى من سورة الإسراء:
“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ”
ثم عُرج بالنبي إلى السماوات العلى حيث رأى آيات عظيمة، والتقى بالأنبياء، حتى وصل إلى سدرة المنتهى.
بلا شك أن ليلة الإسراء والمعراج تظهر وتبين مكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند الله، حيث كانت تكريما له وتثبيتا لقلبه في وقت المحن. كما حملت هذه الليلة فرض الصلاة، التي تعد من أعظم العبادات في الإسلام.
وقد وردت أحاديث ضعيفة تتعلق بفضل هذه الليلة، ولكن العلماء يؤكدون أهمية اتباع السنة الصحيحة في إحياء هذه المناسبات بالذكر، والصلاة، والدعاء.ويركز المسلمون في هذه الليلة على التذكير بمعاني الإيمان واليقين بقدرة الله، والتمسك بالصلاة التي فُرضت في السماء كصلة بين العبد وربه.
كما أن ليلة الإسراء والمعراج ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي درس مستمر للمسلمين حول الصبر، والثبات على الإيمان، وأهمية العبادة. وإنها ليلة مليئة بالعبر والمعجزات التي تؤكد أن الله قادر على كل شيء، وأن العاقبة للمتقين. وليلة الإسراء والمعراج حدثت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتكون تكريمًا وتثبيتًا له في وقت اشتدت فيه المحن. فقد أُسري بالنبي من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس في رحلة ليلية.
ورافقه جبريل عليه السلام، وركب البراق، وهو دابة أسرع من الخيل.
وصلى النبي بالأنبياء في المسجد الأقصى، مما يرمز إلى إمامته لهم ورسالته الخاتمة.وقد عُرج بالنبي من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى.والتقى بالأنبياء: مثل آدم، عيسى، موسى، وإبراهيم عليهم السلام في السماوات المختلفة.
وصل إلى سدرة المنتهى ورأى آيات عظيمة من ملكوت الله سبحانه وتعالى..وفي الاسراء والمعراج فُرضت الصلاة على المسلمين في هذه الرحلة، حيث كانت خمسين صلاة، ثم خففت إلى خمس مع بقاء أجر الخمسين.
ووسط كل هذا يشكك البعض في الإسراء والمعراج ،من الكافرين ايام النبي صلى الله عليه وسلم و الموجودين من بعض ممن يطلقون علي أنفسهم مفكرين الذين إنكروا وقوع الإسراء والمعراج لكونه يخالف العقل و يرون أن الانتقال من مكة إلى القدس، ثم إلى السماوات العلى، في ليلة واحدة أمر مستحيل وفقًا للقوانين الطبيعية والعقلية. والرد عليهم أن الإسراء والمعراج معجزة إلهية تتجاوز قوانين الطبيعة.
وان قدرة الله سبحانه وتعالى لا تحدها حدود، كما ورد في قوله تعالى: “إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون” (يس: 82).
وان القرآن يذكر الواقعة بوضوح في سورة الإسراء والمعراج، مما يجعلها حقيقة إيمانية للمسلمين. كما يشكك هؤلاء فيها عندما قالوا ان النبي اخترع هذه القصة لإقناع أتباعه وإثبات نبوته. والرد عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف تفاصيل المسجد الأقصى وصفا دقيقا، رغم أنه لم يره من قبل، وأقرّ بذلك الذين يعرفون المسجد. وعاد النبي من الرحلة ليواجه تكذيب قريش بثبات، مما يدل على صدقه وثقته بما رأى.
المؤمنون أمثال أبي بكر الصديق أكدوا إيمانهم، ما أكسبه لقب الصديق.كما أن الأحاديث الصحيحة والنصوص تشير إلى أن الحادثة وقعت بروح النبي وجسده معا. عندما
استخدام كلمات مثل،( أسري بعبده) في القرآن تدل على أن النبي كان حاضرًا بجسده وروحه، وليس في حلم. كما أن المعجزات بطبيعتها خارقة للعادة، وهي لإظهار قدرة الله وليست خاضعة لقوانين الطبيعة أو العلم…المعجزات، بما في ذلك الإسراء والمعراج، ليست مجالا لتفسيرها بالعقل وحده، فهي جزء من العقيدة الإسلامية التي تتطلب الإيمان بالغيب. والتشكيك فيها ينبع غالبا من إنكار الغيب أو ضعف الإيمان، بينما يُظهر التاريخ الإسلامي أن الواقعة كان لها أثر عظيم في تقوية إيمان الصحابة وترسيخ الرسالة الإسلامية.
اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آله واصحابه في الاولين و في الآخرين وفي الملاء الاعلي الي يوم الدين.