آراء

محمد صلاح يكتب: رؤية النبي تثبت انه لا حضارة بلا قانون ولا قوة بلا نظام

حين نتأمل في سيرة سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ، لا نرى فقط نبيًّا مرسلًا بالهداية والرحمة بل نرى أيضًا نموذجًا عمليًا متفردًا في النجاح والإدارة والصبر والإصرار. فقد اجتمعت فيه أعظم الصفات التي صنعت منه قائدًا مُلهِمًا وباني حضارة خالدة.

النجاح في التجارة والإدارة

قبل البعثة عُرف النبي ﷺ بصدقه وأمانته فلقبه الناس بـ”الصادق الأمين”. وحين عمل في تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها أدار أعمالها بحكمة وحقق أرباحًا لم يحققها غيره هذا النجاح لم يكن وليد المصادفة بل كان نتيجة أمانة في الكلمة وحرص على الحقوق وفطنة في التعامل مع الأسواق.

النجاح في بناء الإنسان

أعظم مشروع عملي قاده النبي ﷺ هو صناعة الإنسان فقد أخذ العرب من التفرق والضعف إلى الوحدة والكرامة بدأ بتربية أصحابه فردًا فردًا وغرس فيهم قيم الصدق الإخلاص الإيجابية والعمل بروح الفريق هذه التربية صنعت جيلًا حمل الرسالة ونشرها للعالم.

النجاح في إدارة الأزمات

واجه النبي ﷺ مواقف عصيبة من الحصار في شعب أبي طالب إلى الهجرة القاسية ثم المعارك التي واجهت المسلمين في بداية الدعوة لكنّه لم ييأس بل خطط بحكمة وأدار الأزمات بعقل متزن في الهجرة مثلًا رسم خطة دقيقة اختيار الرفيق استئجار الدليل الأمين والتخفي في الطريق مما جعل الهجرة تتحول من خطر إلى بداية مرحلة جديدة للدولة الإسلامية.

النجاح في تأسيس الدولة

حين وصل إلى المدينة لم يبدأ بالحروب بل بدأ ببناء المسجد ثم وثيقة المدينة التي نظّمت العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين هذا العمل يوضح رؤية نبوية عظيمة لا حضارة بلا قانون ولا قوة بلا نظام

النجاح في القيادة بالقدوة

النبي ﷺ لم يكن قائدًا بالكلام فقط بل بالفعل كان يعمل مع أصحابه في بناء المسجد ويحمل الحجارة معهم ويشاركهم في حفر الخندق هذه المشاركة العملية غرست حبًّا وثقةً في قلوب أصحابه ورسخت مبدأ القيادة بالقدوة.

سيرة خير الورى ﷺ تعطينا دروسًا عملية متجددة أن النجاح ليس ضربة حظ بل نتيجة صدق وإصرار وتخطيط وعمل جماعي وما أحوجنا اليوم أن نستلهم من سيرته العطرة قيم العمل الجاد والالتزام والقيادة الحكيمة لنبني حاضرنا ومستقبلنا

وبهذه المناسبة العطرة نتقدم بأسمى التهاني إلى الأمة الإسلامية جمعاء بميلاد خير البرية سيدنا محمد ﷺ سائلين الله أن يعيد هذه الأيام المباركة علينا جميعًا بالخير واليمن والبركات وأن يجعلنا من المقتدين بهديه وسنته

رؤية النبي تثبت انه لا حضارة بلا قانون ولا قوة بلا نظام

زر الذهاب إلى الأعلى