حامد المحلاوى يكتب : لماذا لم تنجح محاولات شيطنة شخص السيسي
مش محتاجة فهامة ! ..مخطئ من يظن أن الملايين التي خرجت ترفض الهزيمة وتؤاذر الرئيس عبدالناصر في 9 و 10 يونيو 67 كان تمسكا بشخص الرئيس ( المهزوم ) .
في دول أخرى يحاكم وربما يعدم ! .. لا .. إنه الشعور الجمعي العظيم ورهف الإحساس الذي لدى المصريين هو الذي أخرجهم بالملايين حفاظا على الوطن والكيان ممثلا في شخص ناصر .
صدقني هو هو نفس الشعور الذي يجعلهم يتمسكون الآن بشخص الرئيس السيسي .. لذلك كن على ثقة أنهم لن يخرجوا ضده أبدا .. السبب ببساطة أن لديهم إحساس عميق أنه زعيم وطني مخلص صادق وأمين يبذل قصارى جهده للحفاظ على أمن وسلامة الوطن وهو ما تحقق بشكل لا يقبل الجدل .. ثم إن غالبيتهم واثقون من قدوم الخير على يديه بيقين راسخ ..
إنس موضوع الثورات خلاص .. سراب بقيعة ملأ راسك الخاوي ! ..
إهدأ كده وارتاح سيثور الناس ضد السيسي في هذه الحالة فقط ! ..
إذا أحسوا أنه كاذب أو يخدعهم .. لا تستهينوا أبدا بالشعب المصري فليس ساذجا أو أنه يقبل بالظلم ويحني ظهره لظالم .. غير صحيح .. التاريخ ( القديم والحديث ) لا يؤيد هذا الكلام .
ولست أيضا مع من يقول إن الشعب المصري شعب عشوائي ليس له كتالوج ( نظام ) .. اللي بيقول كده مش فاهم حاجة ! .. هو فقط له طبيعة خاصة قد لا تتوفر لدى كثير من الشعوب .. صبور وحمال بدرجة فظيعة إلى درجة أن بعض الحكام قد ينخدعوا بهذه الحالة فيصدقونها .
لكن ما من حاكم ظن أنه شعب خانع مستكين يقبل بالهوان إلا وفاجأه الشعب بثورة عارمة تقتلعه في لحظات .. السنوات العشرة الأخيرة خير دليل ..
رأيي أن جل المصريين يرون في السيسي زعيما وطنيا حقيقيا لا يبحث عن تحقيق مجد شخصي له .. أو شعبية زائفة بصناعة حاضر فيه رواج خادع يكون على حساب أجيال قادمة لا يترك لها الجيل الحالي شيئا إذا ما أغدق وبعثر الأموال .
لكن من الحكمة أن نقر ونعترف أن القرارات الصادمة التي تزامنت وإعادة بناء التركيبة المجتمعية وتأسيس البنية التحتية ووضع الاقتصاد في المسار الصحيح قد أرهقت الناس كثيرا .
والقاعدة أيضا تقول : إن من يكد ويجتهد ويعمل للمستقبل سيعاني ويجد صعوبات الآن لكنه سيكون في مأمن بكل تأكيد مما قد يحدث في الغد .. وما أدراك ما الغد ! ..
لذلك أقول إن المحاولات الحثيثة التي تتم الآن لشيطنة شخص السيسي لن تجدي نفعا .. فاالشعب يعلم أن الرجل نذر نفسه ومستقبله ومستقبل عائلته لخدمة وطنه بصدق وإخلاص ولديه إصرار غير طبيعي على تحقيق النجاح .. نراه يصل الليل بالنهار ولا يعرف الراحة .. أما الإنجازات فهائلة والشعب أصبح مدركا واعيا وليس في حاجة إلى من يفهمه .. لذلك تجده لا يهتم كثيرا بهذه المحاولات العبثية ..
” مستقبل وطن ” ليس حزب الرئيس.. الرئيس ليس محسوبا على أحد أو حتى على فكرة سوى مصلحة الوطن ولا شيء سواها .. ولو دققت النظر قليلا ستجد أن حملة التطهير القائمة الآن ضد أباطرة الفساد معظمها موجه إلى رموز الحزب الوطني القديم ووليده غير الشرعي ” مستقبل وطن ” .. فكيف يمكن إذن أن نقبل هذا الادعاء الذي في رأيي يراد به النيل من شخص الرئيس ؟! ..
المسألة ببساطة أن ما يحدث من تخريب للممارسة السياسية بتعمد واضح هو نتيجة طبيعية للغاية لدستور معيب وضعته لجنة الخمسين المشكوك في أمر معظم أعضائها وانتماءاتهم وولاءاتهم أصلا .. أو على الأقل قل مشكوك في قدراتهم التي تؤهلهم لصياغة دستور ينظم حركة الحياة لبلد بحجم مصر ويرسم لها سياستها في الداخل والخارج .. الرئيس بأدبه المعهود وصف هذا الدستور أنه صيغ بحسن نية ولم يزد عن ذلك ! ..
عموما هذه أحد أهم عيوب الديمقراطية .. أنها قد لا تأتي بالأصلح أو الأكثر حرصا على مصلحة البلاد .. أليست هي من جاء بفصيل الإخوان لحكم البلاد وهو أصلا فصيل إقصائي لا يؤمن إطلاقا بجوهر ومضمون الديمقراطية ولا يعرف سوى السمع والطاعة في المنشط والمكره كما يقولون ؟! ..
صدقني لن أستغرب أبدا لو سيطر رموز الحزب الوطني بشكله الجديد ” مستقبل وطن ” على مجلس النواب القادم .. حتى تيار الإسلام السياسي .. لا أستبعد عودتهم مرة أخرى ..
الخلاصة : تغيير الدستور موضوع حيوي وملح جدا إن أردنا لهذا البلد التطور والانتقال إلى صفوف الدول المتقدمة ..