الدكتور فتحي حسين يكتب : لماذا لا نطبق الحظر الكلي لنهاية رمضان؟

نحتاج الي قرار جريء من قبل مجلس الوزراء عن تطبيق الحظر الكلي لمدة اسبوعين من الان وحتي نهاية شهر رمضان المبارك من اجل السيطرة الكلية علي الاعداد المتزايدة من مصابي فيروس كورونا المستجد القاتل كوفيدا ١٩ والذي بدأ ينتشر بقوة بسبب افعال غريبة وغير طبيعية من قبل البعض مثل الاصرار علي اقامة افطار جماعي علي كورنيش النيل واخرين في احدي البنوك الحكومية وتسبب في غلق بنك القاهره فرع طلعت حرب بعد اكتشاف حالات مصابة به والازدحام غير المبرر في كل مكان بدون داعي حتي صار الامر خطير ويحتاج الحظر اسبوعين علي الاقل وربما ايام العيد ايضا حتي نعطي الفرصة للاطباء والمرضي والطواقم الطبية من التقاط الانفاس.

وكذلك السيطرة علي انتشار فيروس كورونا المستجد القاتل الذي بدأ ينتشر بقوة في نواحي المجتمع المصري خلال الفترات الاخيرة بمعدلات كبيرة تفوق أي معدلات اخري بشكل ينذر بخطر شديد لابد من مواجهته بقوة وحزم لايقافه .

وفي هذا الاطار اتفق تماما مع الدعوة التي تقدم بها كل من نقيب الاطباء د.حسين خيري ونقيبة اطباء القاهرة د.شرين غالب لمجلس الوزراء بتطبيق الحظر الكلي لنهاية رمضان كفترة كافية للسيطرة علي المرض بشكل ما خاصة مع إصرار بعض المواطنين عدم الالتزام بالاجراءات الاحترازية و الحظر المتبعة والتعامل مع الامر وكأن مفيش حاجة اسمها كورونا من الأساس !!

فعندما يسوقك الحظ عند السير في احدي الاسواق سوف تجد المواطنين بدون وضع كمامات او ارتداء قفازات وتعقيم الايدي ودائما ما يزدحمون حول محال الملابس التي تعلن عن تخفيضات كبيرة وفرص لا تعوض ! فضلا عن الازدحام امام البنوك ومكاتب البريد وشحن المحمول في شركات الاتصالات الأربعة وهو امر خطير وجلل يهدد بزيادة الاعداد بشكل كبير عن العدد الحالي الذي قارب علي ال10الاف مصاب حتي كتابة هذه السطور .والامر الاشد خطورة هو تزايد الاصابات بين الطواقم الطبية من اطباء وممرضات وممرضين في مستشفيات العزل بسبب سوء الأحوال علي ارض الواقع !

والمطالبة بالحظر الكلي في الاسبوعين الاخيرين من رمضان يجد له المشروعية واليسر بسبب قلة الاعمال بشكل طبيعي وسفر العمالة الي المحافظات للاستعداد للاحتفال بالعيد هناك ومن ثم تقل الضغوط والاعباء والاعمال ويصبح تطبيق الحظر الكلي ضرورة لانقاذ المواطنين من خطر هذا الفيروس اللعين!

لا نريد أن تدفع الاغلبية ثمن اخطاء الأقلية الغير ملتزمة بشروط الحظر التي طبقتها الحكومة علي المواطنين حتي الساعة التاسعة في اليوم العادي ولابد الدولة أن تمارس دورها بقوة في التوعية بادوانها السياسية و الاعلامية ومنابرها المختلفة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر احاديث الفضائيات لكي يتوعي الناس بخطورة هذا الداء واهمية التعجيل بالسيطرة علبه والخروج منه وعودة الحياة مجددا الي طبيعتها !

والاعلام لابد أن يكون له الدور الاساسي في هذا الامر من خلال عرض حالات المخالفين من شروط الحظر وعدم اتباع الاجراءات الاحترازية المتبعة من قبل الحكومة ونوعية المخالفات واماكنهم حتي يشاهدها المواطنين و ويتعظون اويرتدعون!
وبالتالي لا يخالفون شروط الحظر او الاجراءات الاحترازية الموضوعة من قبل الحكومة!

ومثل هذا الاجراء بلا شك سيقلل من اعداد المصابين بفيروس كورونا ومن ثم السيطرة علي الفيروس اسوة بالصين لحين الوصول الي لقاح او مصل للفيروس الذي لم يتوصل اليه أحد حتي الان! واعتقد أن الحظر الكامل الان ضرورة حتي نسيطر علي الاعداد المتزايدة من المصابين ونعطي فرصة للطواقم الطبية لالتقاط الانفاس واستعادة قواهم النفسية والاقتصادية ايضا وكذلك الحكومة وان يدرك جيدا المواطنين أن الامر جلل وليس هينا لانه متعلق بحياة المصريين جميعا ، فليس من المنطق والرشد أن يدفع الاغلبية اخطاء وجهل الأقلية مننا بهذا الفيروس اللعين وتداعياته علي المدي القصير والطويل ايضا !

زر الذهاب إلى الأعلى