منوعات

موللى الغريب تكتب : لم يعد يعنينى

جلست سلمي في المقهي الشهير الذي يطل علي شارع حيوي في المدينه الكبيرة ..مكان اعتادت علي الجلوس فيه كلما ضاقت بها الايام وازدادت الضغوط ..تتابع المارة ربما تجد فيهم من يهون عليها حالها بالمتابعة .كانت قليله الكلام لا تحب أن تحكي ما بها لأحد فقد اتخذت هذا القرار منذ فترة طويله

سلمي معقولة انتي سلمي صح
انتفضت سلمي حتي أنها كادت توقع قهوتها فقد كانت تتجول في وجوه المارة وردت بتوتر ..ايوه حضرتك تعرفيني
ايه ده مش فاكر اني ..انا نوال ..نوال الباجوري

صمتت سلمي لحظات قبل أن تفتح عيونها حتي شعرت بحرقه فيهما من شدة الجحوظ
معقولة نوال وتحول التوتر لفرحة وسعادة لفتت انتباه العدد القليل المتواجد في المكان
جلستا وبدأت كلا منهما تحكي عن السنين التي مضت وكيف اخذتهما الحياة لغير المتوقع ..كانت نوال من بنات المدرسه الخجولات التي لم يكن لها في حكايات البنات ورغيهن فهي تحب الرسم والقراءة وكانت سلمي منطلقه بشكل كبير تحب الاجتماعيات تعرف كل من في المدرسه ويعرفونها جيدا . كانت متعددة المواهب ..متكلمه ومتحركه وكأنها شحنت الي الحد الاقصي من الطاقه ..

لم تتخيل نوال يوما أن تصبح سلمي هادئه ساكنه الي هذا الحد ..تبادلنا الكثير من الذكريات حتي أنهما لم يشعرا بالوقت ابدا الا حين انطلق صوت الهاتف منبها لانتهاء فترة الذكريات والعودة للواقع ..نوال لديها ابنه تدرس بالخارج وابن يعيش معها حتي ينهي دراسته الثانويه ..أما سلمي فهي لم يكن لديها سوي عملها وبعض الذكريات
اتفقنا علي موعد آخر للقاء وتبادلتا ارقام الهاتف ..

سلمي ..فاكرة يحيي
صمت ثقيل لم تتمكن سلمي بسبب سؤال نوال المفاجئ سوي ان ترد الله يرحمه
شعرت نوال وكأنها وقعت من قمه جبل الي هاويه بئر

لم تعرف نوال كيف تسألها وتطفى ء ما اشتعل من فضول في صدرها ولكن سلمي لأنها تعرف نوال وحبها للتفاصيل
اوجزت ..تزوجنا بعد سنه من الجامعه ولكن اكتشفت إصابته بمرض نادر لم نستطع أن نوازي سرعته ولكن كانت كلمته دائما الجميل اني سافارق الدنيا وانا اضمن انك ستكونين زوجتي في الآخرة مثل الدنيا …رحل ورحلت معه روحا

جمعت نوال حروف كلماتها بصعوبة ولكنك كنتي صغيرة علي الوحدة لماذا لم تكمل حياتك بعد ذلك

فابتسمت سلمي وقالت من سيأخذ جسدا بلا روح ..لم استطع أن ابقي واتركه يرحل دون روحي .. فأنا أعمل واعيش لان الوقت لم يحن بعد اما غير ذلك لم يعد يعنيني

زر الذهاب إلى الأعلى