آراء

اميرة عبدالله تكتب : آباء يحشرون ابناءهم فى عنق الزجاجة

بداية أنا لست آتية إليكم بخلاصة القول في هذا الموضوع، فقد تكلم فيه زمرة من الناس، ولا زال الكلام فيه يتصاعد كل عام، وسيظل إلى أن تقوم للعقول قيامة؛ ولكنني آتية إليكم بصوت أدرك حقيقة ذلك الأمر خير إدراك.
مالي أرى آباء اليوم يحشرون أبناءهم في عنق الزجاجة! ويتربصون بهم دوائر الإخفاق، ويضيقون عليم واسعا، يدسُّون في عقول أبنائهم أن المستقبل الجيد حِكر على أهل الطب والهندسة، وكأن باقي التخصصات مكانها صندوق المهملات! أو كأنهم مهمشون، ولا صوت يعلو فوق أصوات أهل القمة كما يدَّعون! يلبسون أصحاب “القمة” قِلادة من نور، وأصحاب القاع مكانهم القبور!!! حقا إنه مجتمع مريض بالعقم الفكري! يورثون ناشئة الأجيال تعقيدا وتأزيما! تالله لكم أشفق على هؤلاء العقول المعقدة التي لا تفقه من الأمر شيئا!

إنني فتاة عبرت مرحلة الثانوية كما عبرها السابقون؛ ولكنني في منأى عن سطحية التفكير وحماقته! فذات يوم كنت من أشد الطالبات تفوقا، وأصابني ما أصابني؛ ولكن لم تقف عجلة الزمان عن دورانها، فلست ممن يبكون على اللبن المسكوب، ولست ممن يطحنون دقيقا مطحونا أصلا، أنعم الله عليّ بعقل كي أفكر في فضل الله عليّ، ولو خيَّروني الآن ما اخترت إلا مكاني الذي أودعني الله فيه، فله الحمد وله عظيم الشكر والمنه.

أيها الآباء، ادعموا أبناءكم كما ينبغي أن يُدعموا، وليعلم كل والد منكم أن الدعم النفسي أبقى أثرا في نفس ولده من الدعم المادي لو كنتم تعلمون!
أيها الآباء، عليكم أبناءكم، ففيهم النفع والصلاح لو أحسنتم توجيهم.

أيها الآباء، كل إنسان ناجح فيما خلق له لو أحسن فيه، كلنا في دائرة واحدة مسخرون لخدمة بعضنا، فكفاكم عبثا بأعصاب أولادكم، ولتتركوهم وما يريدون.

أيها الآباء، لتكن رسالتكم حثّ أبنائكم على مراقبة الله وطلب العلم؛ خدمة لدين الله، وليس لأمر دنيوي، واتقوا الله في أبنائكم فإنكم مسؤولون.
.

زر الذهاب إلى الأعلى