منوعات

وسام الجمال يكتب : الشرفة

وقفت الفتاة في شرفة منزلها منتظره أن يتسلل الهواء ليقضى على شعورها بحرارة الجو. التي تغزو البلاد مما أشعر الجميع أننا لسنا في بلد من المفترض أن طقسها معتدل، بل تحولنا الي بلد على خط الاستواء.
وبعد دقائق معدودة ومع اقتراب وقت الغروب بدأ الهواء يداعب خصلات شعرها الحريري والذي بدأ ينساب علي وجهها بسهوله ويسر ذلك الوجه الملائكي الذي تسرح فيه عندما تركز معه.

وأثناء مرور احمد من أسفل شرفة منزل الفتاة شاهدها وكأنه يشاهدها لأول مرة فهي جارته منذ الصغر لكنه لايعرف اسمها حتى بسبب خجله الشديد وتركيزه في دراسته فلم يكن لديه الوقت لمعرفه جيرانه أو التعلق باي فتاة .
اسرع احمد الي منزله واتجه فورا الي شرفة منزله والتي كانت تطل على منزل الفتاة ووقف كأنه يتحدث في التليفون مسترقا النظر إليها حتي انها لاحظت هذا وفجأة رن جرس هاتفه المحمول مما جعل الفناة تطلق ضحكة ولولا انها أنقذت نفسها ووضعت يدها علي فمها لكان صوت ضحكتها أخبر كل من في الشارع.

دخل احمد الي شقته وهو فى قمة الحرج بسبب الموقف السابق. ثم جلس يفكر ترى ماذا قالت تلك الفتاه عنى؟ وكيف ستكون نظرتها لى فيما بعد؟ ظل احمد يفكر حتي قاطعه صوت اخته التي لاحظت شروده فحكي لها ماحدث ولأنها تصغره ظلت تضحك حتى أتت والدتهما وعلمت بالحكايه، لكن لأنها ام، جلست بجوار ابنها، وأمرت اخته أن تذهب الي غرفتها.

وجهت ام احمد حديثها له معاتبه اياه على فعلته لكنه قال لها« يا أمي الفتاة جارتنا وانا عمري ماضايقتها هي أو غيرها لكني اليوم شاهدتها ولأول مرة ادقق نظري فيها ورأيت فيها فتاة أحلامي شريكة حياتي والحمد لله اني استلمت عملي بأحد المستشفيات بعد أن أنهيت دراستي بكليه الطب».

قالت له أمه هل تريد أن تتزوجها؟ ضحكت الام واحتصنت ابنها الذي رآته يكبر أمام عينيها وتحت رعايتها، وقالت له علي بركه الله عندما يأتي والدك ساخبره بالأمر.
اتى والد احمد والذي كان يتصف بالطيبه والهدوء وعلم بالأمر من والدته التي كانت تحكي له وهي فرحه بشدة بسبب ميول ابنها للزواج وافق والد احمد وطلب والد الفتاة، وحدد موعدا للزيارة التي كانت في عصر اليوم التالي، وأثناء الحديث العام الذي سبق فتح موضوع خطبة احمد للفتاة، إستشاط احمد غضبا من تأجيل الحديث عن الخطبه. ونظر الي والده الذي باغت الجميع بطلب يد إبنتهم الكبرى، لابنه احمد مما تسبب في صمت عميق أصاب، أسرة احمد بالدهشه، وعاود والد احمد الطلب لكنه فوجيء برد والد الفتاة انها مخطوبة بالفعل لابن خالها، ومتبقي علي فرحها شهرين. واستطرد قائلا انا كنت أظن انكم اتيتم لخطبة ابنتي الصغرى منى.

علت الدهشه وجه احمد عندما سمع كلام والد الفتاة واستأذن بالنزول هو وأسرته وذهب إلى منزله متاثرا بما حدث خاصه وان الفتاة تحمل كافة صفات فتاة أحلامه.

عندما دخل احمد الي حجرته وجد أمه تطالبه بالحضور فورا وعندما أتى وجد اخته في نوبه ضحك هيستريه مما أثار استيائه ووجد والدته تقول له أين رأيت الفتاة حكي لها ماحدث في البلكونه فضحكت هي الأخري فنهرهم احمد ودخل الي غرفته ووقف ينظر إلى شرفة منزل الفتاة فوجدها ونظرت إليه في صدمة كأنها تلومه فأتت اخته من خلفه قائله احمد دي مني الصغرى مش الابنة الكبرى

ذهل احمد من هول المفاجأة وظل يضحك حتى استغربت مني ونزل مسرعا إلى منزل مني وأعاد طلبه ليد منى وحكي لوالدها ماحدث وتم تحديد موعد الحفل الذي أقيم في احد الأندية الخاصه بالاطباء على النيل.

زر الذهاب إلى الأعلى