منوعات

وسام الجمال يكتب : وهم القمة

وقفت الدكتورة إيمان المدير المالي والإداري لأكبر شركة ادوية في فرنسا في شرفتها التي تطل على برج ايفل بفرنسا وهى ترتشف رشفه من كوب القهوة الساخن في انتظار بدء المؤتمر العالمي لصناعة الادوية والذي سيعلن خلاله عن تركيبة جديدة لعلاج مرض السكر.

عادت ايمان بذاكرتها الى الوراء عندما كانت طالبة بالثانوي العام في وطنها مصر وكيف انها كانت ترسم امال وطموحات هى وزميلتها مني وكيف كان لايفترقان نهائيا حتي ظهرت نتيجة الثانويه العامه وحققت منى مجموع كبير جعلها تلتحق بكليه الصيدله بينما التحقت أيمان بكليه التجارة على الرغم من كونها متقوقه لكن وفاة والدتها أثناء الامتحانات إثر عليها مما جعلها تخفق في تحقيق مجموع كبير وهنا بدأت تظهر علامات التكبر من صديقتها منى التي قالت لها صراحة انا في صيدلة وانتي في تجارة كيف نكون اصدقاء.
صدمت ايمان وذهبت الى والدها مطالبه اياه بإعادة الثانويه العامه لكنه رفض وهيئها لتكون دكتورة بكليه تجارة وان هذا هو التحدي الحقيقي.

مرت سنوات الدراسة وإيمان تحقق الترتيب الأول على الدفعة كل عام حتي عينت معيدة بالكلية.

في حين أن منى هى الأخرى تواصل تفوقها وعينت أيضا معيدة بكليه صيدلة
بعدما انتهت ايمان من كليتها وأثناء سفرها الى فرنسا مع بعثة من الكلية تعرف عليها الدكتور أحمد الصيدلي المصري والذي يعمل بأكبر شركة للادويه تحدث معها عرف عنها الكثير وعرف عنوانها وظل مرافقا للبعثه حتى سافرت ايمان مرة أخري الى مصر وبعد شهر لحق بها وتوجه الى منزلها مما أصابها بالدهشة عندما رأته بل وزادت دهشتها عندما علمت انه جاء ليتزوجها.
وافقت ايمان بشرط أن تكمل دراستها وافق احمد علي أن يكون الاكمال في فرنسا وافقت ايمان وتمت مراسم الزفاف وبالفعل سافرت معه وحصلت على الدكتوراه كما رزقت بطفلين محمد ومني التي اسمتها على اسم صديقتها.

عملت ايمان بنفس شركه الادويه التي يعمل بها زوجها وتدرجت بالمناصب حتى وصلت إلي منصب المدير المالي والإداري.

كانت ايمان تتابع أخبار مني وعلمت انها أصبحت دكتوره كبيرة في كليه الصيدله ولها أبحاث متعلقه بالأدوية وعندما قررت الشركة إقامة الموتمر للإعلان عن دواء السكر دعت جميع كبار الصيادلة والأطباء على مستوي العالم وكان المسئول عن الدعوات ايمان التي أصرت على دعوة صديقتها على الرغم من عدم تأهلها الي الدعوة.

انتبهت ايمان على صوت ابنتها مني التي قالت لها السياره وصلت للذهاب الى مكان الموتمر استعدت ايمان والتي من المقرر أن تلقي الكلمة الافتتاحية التي ستشمل الترحاب بالضيوف

ذهبت ايمان الى قاعة الحفل وعندما قام مقدم الحفل بالنداء على إيمان على اذهلت مني وظنت انه تشابه أسماء حتى وجدتها تعلو المنصه وتبدأ في إلقاء الكلمه الخاصه بها.

بعد انتهاء اليوم دعت ايمان صديقتها مني الى جناحها الخاص تقدمت مني باعتذار لايمان عما حدث منها خاصه بعدما علمت أن ايمان هي التي أصرت على دعوتها مع عدم تأهلها لتلك الدعوة.

نهرتها أيمان قائله لاتعتذري فعلي الرغم من قساوة تصرفك الا انه كان الدافع الاكبر لي للوصول الى هنا وسالتها عن حالها فقالت لها لقد أضعت عمري في البحث العلمي ورفضت كل من تقدموا لي حتي أصبحت كما تريني الان دكتورة متميزة لكن وحيدة بلا أسرة.
احتضنتها ايمان وقالت لها لعل القادم أفضل وفي اليوم الثاني للموتمر عرضت ايمان على أحد الأطباء المقيمين بفرنسا والذي لم يتزوج بعد أن يتزوج صديقتها مني وظلت تقنعه حتى وافق وتمت مراسم الزواج ليجتمع الشمل مرة أخري بين الصديقتين ولتعطي ايمان درسا لجيل كامل أن القمة ليست في نوع التعليم وان القمة في الوصول للقمة فيما وضعت فيه

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى