منوعات

وسام الجمال يكتب : صندوق الذكريات

جلس احمد علي مقهي الشمس العتيق بمنطقه وسط القاهرة ينتظر صديق طفولته الذي لايفترق عنه منذ ٤٠ عاما مضت مهما حدث.طلب من النادل قهوته المظبوطة المغليه كما أعتاد أن يشربها.

فجاءة وكعادة تلك المقهي تشغيل اغاني من الزمن الجميل يبث الراديو اغنية المال والبنون للمطرب علي الحجار فيسرح احمد بخياله لأعوام مضت عندما كان يجلس وسط أسرته الكبيرة منتظرا مسلسل المال والبنون ورافت الهجان وليالي الحلمية بالإضافة إلي فوازير نيلي وشريهان وفطوطه.

سنوات قديمة عاد إليها بذاكرته وبدأت عيناه تلمع لا يدري اهي دموع الذكريات ام دموع الفرح الذي أصاب قلبه بتذكر الماضي الجميل.
تذكر مسكة يد جده وهو يذهب به الي المسجد لصلاة العشاء والتراويح بشهر رمضان
وكيف كان يجتمع مع أقرانه يملاون المسجد ضجيجا ويلهون والكبار يصلون وعندما ينتهي الإمام من الصلاة يجلسون جميعا كأنهم كانوا يصلون وسط فرحة ذويهم بهم.
تذكر صلاة العيد التي كانت لاتخلو من توزيع الحلويات علي الصغار وتكبيراتهم قبل وبعد الصلاة وذهابهم للمقابر لزيارة من غيبهم الموت عنهم.

أشياء بدأت تعود إلى ذاكرة احمد بداية من ايام الدراسة بمراحلها المختلفه ولعبه في الشارع مع أقرانه كرة القدم والاستغمابة والنحله والبلي.

وكيف انهم كانوا لايتلفظون الفاظا تخدش الحياء واحترامهم للكبار أين كانوا.
عاد احمد بذاكرته ومازال يعود حتي قاطعه صديقه محمد الذي اتي في موعده لكن لم يشعر به احمد.

جلسا يتناولان مشروبهما المفضل ويتجاذبان أطراف الحديث وأصر علي أن يجذب صديقه معه الي عالم الذكريات الذي بدأ ببداية معرفتهم ببعضهما مرورا بالحالات التي مروا بها من لعب وفسح وكيف أنهما لم يفترقا هذه المدة حتي وان كانت مرت عليهما لحظات خلاف لكنها لم توثر في علاقتهما.

فجاءة يقطع حديثهما صوتا عاليا لينظرا الي مصدر الصوت ليجدا شابين يتشاجران وقد بدأ بسب بعضهما البعض بافظع الألفاظ حتي نزع ملابسها وأدارا في بعضهما الضرب وسط مطالبات من المتواجدين بإنهاء هذه المهزله.
نظر احمد الي محمد قائلا لم يكن لديهما جد يذهب بهما الي المسجد

زر الذهاب إلى الأعلى