آراء

نهلة المحروقى تكتب: بدون ضمان يعمى عيون المرأة ويغلظ قلوب الرجال

فى مستهل الحديث عن الموضوع الرئيسي للمقال يجب إبراز سعي الدولة الدائم فى دعم حقوق المرأة المصرية وتوفير حياة كريمة لها ودعمها علي كافة المستويات السياسية بدا من التمثيل الجيد فى الوزارة الحالية وكذلك فيما يخص عدد نائبات البرلمان الحالى ، لم ينتهي الأمر إلى هذا الحد فكان التمكين الجيد لها من خلال تعينهن وكيلات للنائب العام

ولا ننكر الدور التى لعبته القيادة السياسية الحالية فى التمكين الاقتصادي أيضا من خلال دعم المشروعات الصغيرة للمرأة العاملة وتسهيل القروض وفتح أبواب عمل جديدة لها ، وإقامة المعارض الخاصة بالمنتجات اليدوية ( تراثنا)

وقد كلل الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الجهد فى ملف حقوق المرأة بالأخص وأطلق علي هذا العام ( عام المجتمع المدني ) وهى إشارة منه للتأكيد على استمرار سعي الدولة فى كل ما يخدم صالح المرأة المصرية وهو من يؤكد عليه دائما خلال لقاءاته وأحاديثه

ومن هذا المنطلق الجيد التى تقوم الدولة بالعمل عليه وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة كافة وكذلك مؤسسات المجتمع المدني بالتعاون مع الجهات الدولية المهتمة بشؤون المرأة نجد أن الدراما التليفزيونية بشكل عام لديها تأثير كبير جداً على الجمهور ..لأنه بيعتقد أن ما تعرضه الدراما هى الواقع الفعلى ..وبالتالى بتأثر على مواقفه وسلوكه تجاه مختلف القضايا ومن بينها قضايا المرأة

والمسلسلات الحالية معظمها ملىء بالعنف ضد كل القيم والاخلاق وبلا هدف وبلا معنى وضد خطط الدولة وكأنها مؤمرة ، حيث تسير الدولة ومؤسساتها والمجتمع المدنى في طريق والمسلسلات فى الطريق المعاكس فتلك الأعمال التى تحرض على العنف وضد سياسية الدولة وخطرعلى الامن لسعيها لهدم القيم المجتمعية والأسرية وأحياء دولة اللاقانون ، فمن خلال عرض حلقات المسلسل يزرع فى المشاهدين رسالة ان لا في قانون ولا بوليس ولا نيابة ولا دولة

ومثال على ذلك مسلسل يعرض الأن على شاشات التلفاز نافذة الأسرة المصرية مسلسل اسمه الا انا – حلقات اسمها بدون ضمان في جميع حلقاته تضرب البطلة وتتعرض للعنف الاسرى من قبل الزوج ، حين قامت بتحرير محضر للزوج أجبرها على التنازل ، وكان رد الفعل مزيد من العنف والضرب تم عرضة خلال عشرة دقائق وأنا لا أعلم ما الفائدة من مدة هذا العرض فدقيقة واحدة كانت كافية لتجسيد مشهد ضرب الزوجة وتعرضها للعنف والضرب المبرح ، فأنا أرفض تلك المشاهد بشكل مفصل كما أرفض مشاهد الجنسية بشكل مفصل ، وأفضل الإيحاء في مثل تلك الأمور حتي لا يتعود المجتمع المصرى على ما رأت عيناه

واستمرت توطين فكرة دولة اللاقانون فيه مشهد الزوجة بالمستشفي حين لم يلتفت الدكتور بعمل مجضر بالواقعة كما يحدث لو أتى له حادث عربية وبه مصاب وزاد الأمر سوءاً بمشهد للزوج يحدث نفسه ويردد من المخطىء هل هو أم الزوجة

عن أى عنف نتحدث بعد كل هذا الهراء هل لا توجد دولة ولا قانون ولا شرطة لحمايتها ، هل لا توجد إستراتيجية وطنية لمواجهة هذا العنف ، لم يخطر على بال كتاب صناع هؤلاء المسلسلات قراءة
تقارير الرصد الاعلامى التى تتحدث عن معدلات عنف خطرة فى المسلسلات وحجم العنف بلا مبرر درامى

وأن من تصور له نفسه ان هذا جزء من والواقع وقمة الأبداع حين تم تجسيد هذا العمل بهذا الشكل وأنه لم يرصد ما يحدث بل أنه أقل مما تتعرض له المرأة من العنف داخل هذا المجتمع ، فلابد أن يعرف بأن هناك فرق بين الابداع وخطاب الكراهية والتحريض على العنف
بشكل غير مباشر وتكريث الفكرة في أذهان الأجيال الصاعدة والتأكيد للسيدات أن جميعهم في حاله يرثى لها الحال ، وأنا لا انكر هذا مطلقا ، ولكن لابد من ضوابط في العرض كمنع عرض مشهد تعاطي المخدرات تفصيليا ، وأن تم طرح المشكلة على الشاشات العامة ، فلابد من طروح حلول منطقية وتوضيح جهود الدولة وكذلك لشق القانونى والأماكن التى تلجأ لها السيدات حال تعرضهم لأى شكل من أشكال العنف وإلا فلماذا نرصد فقط هذا العنف فقط والجميع علي درايه به

زر الذهاب إلى الأعلى