آراءأهم الأخبار

طارق الصاوى يكتب : الإعلام التنموى بين المجتمع والدولة و رجال الأعمال

الإعلام التنموى هو ذلك الإعلام الذى يحفظ على المجتمع هويته وسماته وتقاليده البناءة وأخلاقه الراقية ، ويدعم كل فضيلة ويحارب كل رذيلة ، ويجمع ولا يفرق ولا يثير الفتن ، ولا يعمل على خداع المجتمع وتضليله تحت اى ظروف .

وهو ذلك الإعلام الذى يكون عونا للسلطة الحاكمة على تحقيق أهداف التنمية وسبل النهضة الحضارية ، ويعمل على تعبئة المجتمع نحو اهداف خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل مشرق يرقى بالاجيال القادمة ويفتح لهم ٱفاق التقدم والنهوض والإبنكار ، ويربى فيهم أواصر الإنتماء الوطنى .

كما يعمل الإعلام التنموي فى مؤازرة السلطة نحو محاربة الفساد والمحسوبية والٱفات المجتمعية التى تضرب مسيرة النهوض والتطوير وتنمية الوطن فى مقتل ، ويشير إلى السلبيات بغرض معالجتها والتخلص منها لا بغرض الإساءة لأحد أو التشفى فى أحد .

هكذا يكون الإعلام التنموى الذى يدرس فى كليات ومعاهد الإعلام فى مصر والعالم كله ، وهكذا كان إعلامنا الرائد منذ نشأته على مستوى العالم العربى والشرق الأوسط ، أيام كان الإعلام و وسائلة فى أحضان الدولة وتحت رقابتها وفق نظم وقواعد ومواثيق شرف وأخلاقيات مهنة متعارف عليها لدى الجميع .

فأين ممارسات الإعلام المصرى و الأعمال الفنية التى يرعاها ويقدمها ويروجها فى مجتمعنا الٱن من كل ذلك و لماذا وصل إعلامنا و فى أحضانه الأعمال الفنية والدرامية والثقافية والإعلانية التى يقدمها لنا ، وما أصبح يعرض على المجتمع من أعمال وتصرفات الفنانين .

وما هذا الفساد الاخلاقى الذى اصبح يروج له فى مجتمعنا وكأنه دعوة للإنحلال عن عادات وتقاليد المجتمع وذوقه العام وٱدابه السائدة ، مع محاولة الإقناع بأن هذا هو التحضر والتحرر والرقى الحضارى والثقافى !! .

ولا يخفى على ذى لب ولا يغيب عن ذى علم وخبرة أن السبب الرئيسى فيما وصلنا إليه هو تدخل ملاك الثروات وأصحاب المصالح من رجال الإعمال فى التناول الإعلامى حين امتلكوا بأموالهم اغلب الوسائل الإعلامية من فضائيات وصحف و وكالات إعلانية وإعلامية .

ولا يخفى على أحد أنهم قد امتلكوا هذه الوسائل وسعوا للسيطرة على الإعلام والفنون والثقافة من أجل خدمة ثرواتهم وتحقيق أغراضهم ، دون حرص على قيم المجتمع و سماته الديموغرافية وٱدابه السائدة وذوقه العام ، بل راحو يضربوا مجتمعهم فى مقتل من اجل تحقيق مصالحهم وزيادة ثرواتهم التى تضخمت وتفحشت .

بقلم : طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية

زر الذهاب إلى الأعلى