أهم الأخباردين و دنيا

وكيل وزارة الاوقاف بالفيوم يكتب: الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد

قال حكيم:”على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق وترك سوء الخلق لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد ، وإن الخلق السيئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة كلها صالحة وخلق سيئ فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها”.

بمعني على الإنسان العاقل أن يتشح بالخلق الحسن ويتعمم بالأدب الفاضل ويكفيه قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “يحرم على النار كل هين لين ، قريب سهل”.

وما أروع قول الشاعر:
حافظ على الخلق الجميل ومز به* ما بالجميل وبالقبيح خفاء
إن ضاق مالك عن صديقك فألقه * بالبشر منك إذا يحين لقاء
ومن هنا كانت دعوة الحكماء إلى مخالطة حسن الخلق والقرب منه ،

قال الفضيل بن عياض: إذا خالطت فخالط حسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى خير ، وصاحبه منه في راحة ، ولا تخالط سيئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر ، وصاحبه منه في عناء ، ولأن يصحبني كافر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابد سيئ الخلق ، لأن الكافر إذا كان حسن الخلق عاش بعقله وخفّ على الناس وأحبوه ، وإن العابد إذا كان سيئ الخلق ثقل على الناس ومقتوه.

وكان أبو حاتم يقول: حسن الخلق بذر اكتساب المحبة ، كما أن سوء الخلق بذر استجلاب البغضة ، ومن حسن خلقه فقد صان عرضه لأن سوء الخلق يورث الضغائن والضغائن متى تمكنت من القلوب أورثت العداوة والعداوة إذا ظهرت أهوت بصاحبها إلى النار إلا أن يتداركه الله برحمته.
ولله در القائل:

للخير أهل لا تزال *** وجوههم تدعوا إليه
طوبى لمن جرت الأمور *** الصالحات على يديه
ما لم يتسع خلق الفتى *** فالأرض جميعها ضيقة عليه.
ومن هنا كانت حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم إياه خير له من غناه عنهم مع بغضهم إياه.

وأختم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه: “ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﻭﺃﻗﺮﺑﻜﻢ ﻣﻨﻲ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﺣﺎﺳﻨﻜﻢ ﺃﺧﻼﻗﺎ، ﻭﺇﻥ ﺃﺑﻐﻀﻜﻢ ﺇﻟﻲ ﻭﺃﺑﻌﺪﻛﻢ ﻣﻨﻲ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ اﻟﺜﺮﺛﺎﺭﻭﻥ ﻭاﻟﻤﺘﺸﺪﻗﻮﻥ ﻭاﻟﻤﺘﻔﻴﻬﻘﻮﻥ”.

ﻭاﻟﺜﺮﺛﺎﺭ: ﻫﻮ اﻟﻜﺜﻴﺮ اﻟﻜﻼﻡ، والمتفيهق: المتكبر ، ﻭاﻟﻤﺘﺸﺪﻕ: اﻟﺬﻱ ﻳﺘﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﻜﻼﻡ ﻭﻳﺒﺬﻭ ﻋﻠﻴﻬﻢ.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا الخلق الحسن الذي به نفوز بالقرب من نبينا صلى الله عليه وسلم.

كاتب المقال الدكتور حسنى ابوحبيب وكيل وزارة الاوقاف بالفيوم

زر الذهاب إلى الأعلى