آراءأهم الأخبار

عادل عبدالصبور يكتب .. مليار تحية إعزاز وتقدير لرجال الشرطة في عيدهم

 

 

اليوم تحل علينا ذكرى غالية عطره ، هي ذكرى إنتصارات رجال الشرطة البواسل على الإستعمار البريطاني البغيض الذي أراد تركيع الشعب المصري ونهب ثرواته ومقدرات الوطن.

 

كانت المقاومة الشعبيةمشتعلة في كل أرجاء الوطن ضد الإستعمار الإنجليزي الغاشم وشهد مطلع عام ١٩٥٢ تزايد واضح لأعداد ومواقع الفدائيين وبلغ ذروته في مدينةالإسماعيليةوبالتحديد منطقتي التل الكبير والقناة (معقل الشركة متعددة الجنسيات التي تدير القناة)، وكان رجال الشرطة الأبرار يقفون جنباً إلى جنب مع أبناء الشعب يساندون بكل ما أوتوا من قوة المقاومة الشعبية والفدائيين وحركات التحرر مما كبد المحتل الغادر خسائر فادحة في الأرواح والسلاح الأمر الذي وضع القيادة السياسية البريطانية في موقف حرج إضطرت معه إلى توجيه إنذار شديد اللهجة لرجال الشرطة المصرية بضرورة الإنسحاب من جميع مواقعهم بمدينة الإسماعيلية لإحلال قواتهم بديلا لهم لاستعادة سيطرتهم وقبضتهم الحديدية على المدينة الباسلة مع إلزام قوات الشرطة المصرية بتسليم أسلحتهم ومعداتهم حتى يتمكن جيش الإحتلال من ردع واصطياد الفدائيين و رجال المقاومة الشعبية.

 

كان رد رجال الشرطة الأبطال يدعوإلى الفخر والإعتزاز .
رفض رجال الشرطة الشرفاء تهديدات السير البريجادير اكسهام قائد قوات الإحتلال ونصائح وزراء حكومات الأقليات المقربين من الملك والداعمين لقوات الإحتلال وقرروا التضامن مع الشعب المصري والمقاومة الشعبية وتطهير البلاد من الإحتلال البغيض فكانت طلقات الرصاص تدوي في سماء مدن القناة والإسماعيلية ونجح رجال الشرطة الأبطال الذين كانوا يحملون السلاح الخفيف ولم يزد عددهم عن ٩٠٠جندي أن يقتلوا ١٣جندي وضابط بريطاني ويصيبوا ١٢جندي رغم أن عدد قوات جيش الإحتلال كان يزيدعن ٧٠٠٠ جندي وضابط مسلحين بأحدث الأسلحة المتطورة.

 

شهدت معركة القناة إستشهاد ٥٠ جندي وإصابة ٨٠ من جنود رجال الشرطة الأبطال لتسيل دماءهم الذكية تروي أرضنا الطيبة لتنبت مزيداً من رجال المقاومة الشعبية والفدائيين وحركات التحرر وتطرح فدادين من العزة والكرامة.

 

ضرب رجال الشرطة الأبطال أروع الأمثال في الوطنية والإنتماء وحب الوطن يوم ٢٥ يناير١٩٥٢ وقدموا أرواح شهدائهم فداء لشعبنا الأبي ولوطننا الغالي وسجلوا تاريخ ناصع مشرف تتوارثه الأجيال المتعاقبة على مر الزمن وتحكي عنه وتفتخر به.

 

لم يمضي أكثر من ستة أشهر على معركة العزة والكرامة التي قادها رجال الشرطة الأبطال إلا وهز زلزال ثورة الضباط الأحرار الأرض ومن عليها لتعلن يوم ٢٣يوليو ١٩٥٢ عن بدء عهد جديد وجمهورية أولى خالية من الفساد والإحتكار والإحتلال ويتحقق لشعب مصر حلمه في الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة والإستقلال ، ويخرج الإحتلال البغيض من أرضنا بلا رجعه وتنتصر إرادة مصر.

 

تعرض الإقتصاد المصري لهزات عنيفة أواخر حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وغابت العدالة الإجتماعية في ظل ظروف معيشية صعبة وزادت حدة غضب أغلب فئات الشعب وبصفة خاصة الشباب لتبدأ مرحلة جديدة من كفاح الشعب بحثاً عن الحياة الكريمة وتمتد إلى أن يقود هؤلاء الشباب فكرة الخروج إلى ميادين الحرية يوم ٢٥يناير ٢٠١١ ولم يكن أمام الجيش والشرطة مفراً من تأمين المتظاهرين وحمايتهم وتحملهم في سبيل ذلك مالا يطيقه بشر.

 

 

ومع تصدر جماعة الإخوان الإرهابية المشهد السياسي بعد أن تحولت الثورة الطاهرة البريئة إلى مؤامرة على الوطن كان رجال الشرطة الأبطال وجهازهم الوطني هو الهدف الأول لجماعة الدم حيث استهدفت الجماعة الإرهابية منذ اللحظات الأولى جهاز الشرطة وعملت على تفكيكة واضعافه وإحلال الإرهابيين وقتلة الأبرياء بديلاً عنهم حتى تتمكن من تنفيذ مخطط أخونة الدولة وفرض المشروع الإستعماري الجديد تحت ما يسمى بدولة الخلافة.

 

 

وخاضت الشرطة المصرية معارك ضارية جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة للحفاظ على وحدة الوطن وتجنب مشروع التقسيم ودفع رجال الشرطة البواسل الغالي والنفيس للتصدي للجماعة الإرهابية ومخططاتها إلى أن تحقق لهم ما أرادوا في ٣٠يونيو ٢٠١٤ ليخرج الإرهاب بلا رجعه وتنتصر إرادة رجال الشرطة الذين كافحوا وناضلوا من أجل حرية وكرامة واستقلال الوطن.

 

إن كفاح ونضال رجال الشرطة البواسل مستمر لا ينقطع وتضحياتهم وبطولاتهم لن تتعطل مع مرور العمر والزمن فهم ينتمون لمؤسسة وطنية منوط بها حفظ الأمن والأمان لشعبنا ووطننا ، هم حراس الوطن يحرسون في سبيل الله ، بشرهم نبينا الكريم بأن النار لن تمس أعينهم في الحديث الشريف ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله) رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.

 

في عيد الشرطة ٧٠ ، أبعث لكل رجال وأبطال وشهداء الشرطة مليار تحية إعزاز وتقدير واحترام.
عاشت مصر حرة ،آمنة ،مستقرة.

زر الذهاب إلى الأعلى