آراء

د. فتحي حسين يكتب : رسائل سماوية والطفل ” ريان “

رسائل عديدة بثها القدر في حالة وفاة الطفل المغربي ” ريان ” الذي افجع العالم كله واحزنه وابكاه بعد ان ظل 5 ايام عالقا في بئر عميق وفشلت كل المحاولات علي مدار هذه الايام ،حتي جاء خبر وفاته بعد الوصول إليه بدقائق ! وبعد ان فشلت جهود الانقاذ في انقاذ حياته .

والغريب انه خرج حي من البئر العميق ولكنه توفي بعد خمسة ايام من الوقوع بالبئر بالرغم انه كان يتنفس ويتحرك ولكن هي ارادة الله عز وجل والذي تجلت قدرته ومعجزاته في ابقاء هذا الطفل حي يرزق بالرغم من حشره وسط التراب داخل بئر عميق جدا ليس فيه بالطبيعي طعام ولا شراب ومظلم قاتم الظلام والسواد الا ان الطفل ظل يقاوم الموت حتي كتب له الله النجاه من ظلمات البئر ووحشته ،

كما كتب من قبل النجاة لسيدنا يوسف عليه السلام عندما القاه اخوته في البئر ونجي الله سيدنا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت ،وقال سيدنا يونس دعائه :” لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين” .فاستجاب له الله رب العالمين واخرجه من بطن الحوت وكانت من معجزاته التي تفوق تصورات البشر .

وفي هذه الواقعة التي نتحدث عنها للطفل “ريان ” الذي ابكي القلوب والعالم كله وقدم العالم العزاء لدولة المغرب الشقيق ،وتجلت قدرة الخالق في رسائل عدة منها تأكيد الحديث الشريف :” قل لو اجتمعت الانس والجن علي أن يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك” ،وان قدرة الدولة العربية مجتمعة لم وتستطيع انقاذ الطفل ريان من الموت ،وكان بامكانها أن تفعل هذا ولكنها قدرة الله . وربما الواقعة هذه شاهدة علي تفرق الدول العربية وشتاتهم وضعفهم وتفككهم ،الامر الذي يدعو لوحدتهم من أجل القوة والتقدم والرفاهية للشعوب المغلوب علي امرها .

كما أن وفاة الطفل ريان ليست مجرد حالة وفاة الطفل مرت بالوفاة وانتهت ولكنها حالة انسانية بالغة الصعوبة ولا تملك ان تمنع دموعك من السقوط بعد سماع نبأ وفاة الطفل بعد عذاب 5 ايام في البئر ،والذي اعطي رسائل العالم كله عامة وللوطن العربي خاصة ،لها معاني جمة لمن يستطيع فقط ان يفهمها !
رحم الله الطفل ريان وخالص عزاءنا للشعب المغربي الشقيق .

زر الذهاب إلى الأعلى