آراء

د. فتحى حسين يكتب : حكم تاريخى واحياء مهنة

ساهم – بلا شك- حكم المحكمة الادارية العليا الخاص ببدل التكنولوجيا المستحق للصحفيين في احياء المهنة الصحفية التي أعتقد معظم العاملين بها انها في طريق الانهيار وربما التهميش من قبل المسؤولين بالدولة ،وهو لن يكون بأي حال من الاحوال !
وهو حكم تاريخي بلا شك لصالح المجتمع وابناء المهنة حتي يقوم الصحفي بعمله كما ينبغي ويبصر المجتمع بالانجازات التي تقوم بها الحكومة وكذلك الاخفاقات التي لابد ان تنتبه لها وتعدل من سياستها إذا تطلب الأمر هذا !

ومن ثم لابد من توفير وسائل التكنولوجيا الحديثة والمعاصرة امام الصحفي حتي يقوم بدوره في المجتمع كما ينبغي ودون وجود عوائق مادية تحول دون ذلك!

المحكمة قالت في حيثيات الحكم التاريخي ان بدل التكنولوجيا حق اصيل للصحفيين وبدونه لا يستطيعون ان يقوموا بعملهم ولا وضع الحقائق امام اعين الشعب، وان البدل ليس منحة من الحكومة تتلاعب بها كيفما تشاء مع الجماعة الصحفية وقت الانتخابات وانما لابد من تقنين هذا الحق الاصيل الجماعة الصحفية التي تنحت في الصخر وتخاطر بحياتها احيانا لكي تصل الي المعلومات ونقل الاخبار للمجتمع فضلا عن تحديات فيروس كورونا واصابة ووفاة العديد من الصحفيين أثناء العمل ،شأنهم في ذلك شأن الأطباء الذين يتقاضون بدل العدوي ،وباقي شرائح المجتمع.

بالتأكيد الحكم اصبح بمثابة وثيقة تاريخية لنقابة الصحفيين والعاملين في الصحافة لكي يستندون عليها بقوة في مفاوضاتهم مع الحكومة حول أي حقوق يطلبونها في المستقبل القريب!

واعتقد ان الحكم المحكمة جاء في وقت هام تعيد الدولة بناء الإعلام عبر تغيير مجلس ادارة شركة المتحدة للاعلام وهي الشركة التي تستحوذ علي معظم وسائل الإعلام المصرية ما بين قنوات فضائية وصحف خاصة وانتاج الدراما والمسلسلات بواسطة اكثر من ٣٠ ألف صحفي واعلامي وموظف اداري يعملون بالشركة تقريبا ،حتي تستطيع القيام بدورها في المجتمع في خدمة الوطن !
واعتقد ان الصحفي لابد ان تتوافر امامه وسائل التكنولوجيا المختلفة حتي يحصل علي المعلومات بعد للتأكد منها ولابد ان يتسم بالاحترافية في العمل مع التدريب المستمر لتنمية مهاراته المهنية!

والصحفي الذي يركن الي النشرات الاعلامية التي تقدمها الحكومة ، ولا يجتهد في التحليل والنقد والاستقصاء ، قد يتحول الي موظف والموظف لا يصلح ان يكون صحفي!

لذا فان بدل التكنولوجيا حق اصيل للصحفي تساعده علي العمل الاحترافي وليس منحة او منة من الحكومة وان المساس به باي حال من الاحول يضر بالمهنة كثيرا وبالعاملين عليها خاصة ان عدد كبير من الصحفيين بالصحف الخاصة والحزبية لا يتقاضون رواتب وانما يعيشون هم واسرهم علي هذا البدل البسيط!

ولابد من تنمية قدرات الصحفيين وثقافتهم واطلاعهم علي العالم الخارجي عبر الوسائل المختلفة وهذا لن يتأتي الا بحفظ وتقنين البدل وعدم المساس به ،بل السعي لزيادته باستمرار بما يتناسب مع متطلبات العصر وارتفاع نسبة التضخم في الاقتصاد ! وبالتالي سنجد ان الصحفي يستطيع تحسين صورة مجتمعه ويكون خير سفير للمجمتع في الخارج!

الصحفيين هم خير سند للدولة في كل الازمات الداخلية والخارجية فلابد من الحفاظ عليهم وحمايتهم من العوز والفقر والحاجة!

زر الذهاب إلى الأعلى