آراء

عادل عبدالصبور يكتب: الحوار الوطني وأساليب التفكير المستقبلية

تلقى دعوة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للحوار الوطني أهمية خاصة لدي كافة الأوساط والأحزاب والتيارات السياسية وشرائح المجتمع المختلفة منذ أن أطلقها سيادته في إفطار الأسرة المصرية.

الإجتماعات داخل مقرات الأحزاب والمنظمات النقابية ومنظمات المجتمع المدني مستمرة بين القوي الوطنية ورجال السياسة وكبار الكتاب والمفكرين وعلى شاشات الفضائيات وهو بالقطع مشهد صحي مطلوب خلال هذه المرحلة التي إتسمت بحالة من الجمود السياسي وعدم التنوع لأسباب متعدده.

دعوة الرئيس لها دلالات مهمه وتعكس مدى قناعات القيادة السياسية بأهمية الرأي والرأي الآخر وضرورة الخروج من النظرة الضيقة للأمور وفتح مجال رحب واسع يعتمد على تنوع الآراء وتعدد الأفكار والإستراتيچيات والإعتماد على أساليب التفكير والدراسات المستقبلية بما يحقق الصالح العام للوطن والمواطن ويضمن الإستقرار والتقدم لبلدنا.

من هذا المنطلق اعتبر السيد الرئيس هذه الدعوة واجب وطني ووضعها على أولويات إهتماماته.. ومن هذا المنطلق أيضاً إستقبلت كافة القوي الوطنية والسياسية وفئات المجتمع المختلفة هذه الدعوة الكريمة، الجادة باهتمام بالغ وبات هناك حالة من الحراك السياسي لم نشهدها من قبل قد تساهم في فتح آفاق أكثر للمشاركة بفاعلية في صناعة وصياغة المستقبل من خلال المسئولية الأدبية والوطنية والإنسانيةالملقاه على عاتق المشاركين .

لن أتحدث هنا عن الآليات أوأدوات ومعايير الحوار لكن مايهمني هنا أن ألقي الضوء علي بعض النقاط المهمة من وجهة نظري التي قد تسهم بشكل أو آخر في تعظيم نسب الإستفادة من هذه الفرصة التي قد لاتكرر.

أهم هذه النقاط من وجهة نظري ما يلي:

يجب علي القوي الوطنية وكل الأطراف المشاركة في الحوار أن تجتمع على الأهداف القوميةو الوطنية وأن يكون هو العنوان الرئيسي بعيداً عن الأيديوليچيات والقوالب الجامده.

ألا تقتصر المشاركة على ما تم تسميتهم بالنخب وأن تتسع لتشمل كل فئات المجتمع بما فيهم الأشخاص العاديين بشرط أن يكونوا على دراية بمواضيع الحوار.

أن يتم الحوار تحت رعاية مؤسسة الرئاسة لضمان الجدية وسرعة تفعيل و إتخاذ القرار.

أن تراعي الأطراف المشاركة البيئة المحيطة والضغوط الداخلية والخارجية و التكتلات والسياسات الدولية والإقليمية.

أن تشهد الساحة السياسية والحزبية حالة من التنافس والتنوع والتعددية الإيجابية وألا تقتصر على حزب أو تيار واحد.

أن يكون هناك ميثاق شرف بين كل الأطراف المشاركة بالإلتزام بما يتم التوافق عليه وأن تجتمع على أهداف عامه وبرامج محدده وسياسات واضحة.

أن تتسم المناقشات والحوارات والقرارات بالشفافية.

أن تستمع كل الأطراف المشاركة باهتمام واحترام لأصوات الأقليات.

اعتبار الحوار وحده هو العلاقة الطبيعية بين الدولة والتيارات السياسية المختلفة حتى تنتقل الديمقراطية إلى مرحلة أفضل وتكون إحدى السمات المميزة لعصر مليئ بالإنجازات.

لا حوار مع كل من حمل السلاح أوتآمر على البلد أو تورط في قضايا فساد.

ضمان استمرار الحوار وتشجيع الدولة المستمر لحالة الحراك السياسي.

ضمان تحويل الأفكار والبرامج والمشاريع المقترحة والنظريات التي تم التوافق عليها إلى واقع وأن تدخل حيز التنفيذ.

في الختام أود أن أؤكد على أهمية دعوة السيد الرئيس الكريمة وعلى توقيت الدعوة وعلى ضرورة الإستفادة من هذه الفرصة العظيمة وعلى ضرورة إعلاء قيم الإنتماء والوفاء ومصلحة الوطن على الأيديولوچيات.

وعاشت مصر آمنة.. حرة.. مستقرة.

بقلم : عادل عبد الصبور

زر الذهاب إلى الأعلى