تحقيقات و ملفات

مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ».. ما الذي يجب أن نعرفه؟

تقرير – باسم جويلى

في إطار الجهود التى يقوم بها المكتب العربي للشباب والبيئة، بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، لإطلاق مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» لحشد جهود منظمات المجتمع المدني للمشاركة في التحضيرات الجارية لاستضافة قمة المناخ في شرم الشيخ، أصدرت المبادرة ورقة تعريفية تتضمن أبرز المعلومات عن قضية التغيرات المناخية، والأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، والتداعيات الناجمة عنها، وتأثير التقلبات المناخية على مقومات استمرار الحياة على كوكب الأرض، وعلى حياة البشر بشكل عام.

تتضمن الورقة التعريفية، التي أعلنتها المبادرة، عن بعض الإجراءات والممارسات الإيجابية التي يجب على البشر الالتزام بها، للتخفيف من حدة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى التعريف بميثاق الشرف لمواجهة التغيرات المناخية، الذي تم إطلاقه مواكباً للمبادرة الأولى من نوعها.

ماذا يعني تغير المناخ؟
يقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية، ولكن منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساساً إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز.
ينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة، التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.

ما المقصود بمصطلح «الانبعاثات»؟
مصـطلح «الانبعاثات» يعني إطلاق غازات الدفيئة و/أو سلائفها في الغلاف الجوي، على امتداد رقعة محددة وفترة زمنية محددة، وتشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان.
تنتج هذه الغازات، على سبيل المثال، عن استخدام البنزين لقيادة السيارات، أو الفحم لتدفئة المباني، ويمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وتعتبر مدافن القمامة مصدراً رئيسياً لانبعاثات غاز الميثان، كما يُعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية.

كيف يعاني البشر من تغير المناخ؟
يمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحتنا وقدرتنا على زراعة الأغذية والسكن والسلامة والعمل، البعض منا أكثر عرضة لتأثيرات المناخ، مثل الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية الأخرى.
ساءت الأمور مؤخراً بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وتسلل المياه المالحة إلى درجة اضطرت فيها مجتمعات بأكملها إلى الانتقال، كما أن فترات الجفاف الطويلة تعرض الناس لخطر المجاعة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين بسبب المناخ.

ماذا يعني مصطلح الآثار الضارة لتغير المناخ؟
مصطلح «الآثار الضارة لتغير المناخ» يعني التغيرات التي تطرأ على البيئة الطبيعية أو الحيوية، جراء تغير المناخ، والتي لها آثار ضارة كبيرة على تكوين أو مرونة أو إنتاجية النظم الإيكولوجية الطبيعية والمسيرة، أو على عمل النظم الاجتماعية والاقتصادية، أو على صحة الإنسان ورفاهه.
يمكننا دفع الفاتورة الآن أو دفع ثمن باهظ في المستقبل
يتطلب العمل المناخي استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والشركات، لكن التقاعس عن العمل المناخي يكلف ثمناً باهضاً، تتمثل إحدى الخطوات الحاسمة في وفاء البلدان الصناعية بالتزامها بتقديم 100 مليار دولار سنوياً إلى البلدان النامية، حتى تتمكن من التكيف والتحرك نحو اقتصادات أكثر اخضراراً.
تغير المناخ والتنوع البيولوجي:
هناك أدلة متزايدة على أن تغير المناخ يؤثر بالفعل على التنوع البيولوجي، وسيستمر حدوث هذا التأثير مع تزايد حدة التغيرات المناخية، وتشمل عواقب تغير المناخ على عنصر الأنواع في التنوع البيولوجي من خلال:
• تغيير توزيع الأنواع
• تزايد معدلات الانقراض
• تغيرات في توقيت التكاثر
• تغيرات في طول فصل النمو

تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي:
ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يمكن أن يؤدي إلى زيادة نفوق الحيوانات، خاصةً خلال عملية نقلها من مكان إلى آخر، وبالتالي تراجع عوائد تجارة الماشية، وتدهور منتجاتها.
ارتفاع معدل هطول الأمطار والفيضانات يمكن أن تتسبب في غرق وتآكل التربة وتلف المحاصيل، وبالتالي انخفاض العوائد منها، كما تؤدي موجات الجفاف إلى إلحاق ضرر بالغ بالغطاء النباتي.
وبسبب التداعيات الناجمة عن تغير المناخ، فإن ثلث الغذاء المنتج على مستوى العالم إما يتعرض للفقد أو الهدر، وتُعد معالجة الفاقد والمهدر من الأغذية أمراً بالغ الأهمية لتحسين الأمن الغذائي، فضلاً عن المساعدة في تحقيق الأهداف المناخية، والحد من الضغوط على البيئة.

تأثير تغير المناخ على الصحة:
يشكل تغير المناخ أكبر تهديد للصحة يواجه البشرية، حيث يؤثر على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة: الهواء النقي، ومياه الشرب المأمونة، والغذاء الكافي والمأوى الآمن.
يتوقع أن يتسبب تغير المناخ، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، في نحو 250 ألف حالة وفاة كل عام، بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
من المتوقع أن تتراوح التكاليف المباشرة للضرر على الصحة، دون احتساب التكاليف في القطاعات المحددة للصحة، مثل الزراعة والمياه وخدمات الصرف الصحي، بين 2 و4 مليارات دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2030.

تغير المناخ وأهداف التنمية المستدامة:
يعد تغير المناخ أحد الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة، حيث يختص به (الهدف 13)، ولكن أصبح من الواضح بشكل متزايد أن تغير المناخ يلعب دوراً في العديد من أهداف التنمية المستدامة، إن لم يكن كلها، وأن تحقيق خطة عام 2030 سيكون مستحيلاً دون إحراز تقدم جاد في معالجة مشكلة تغير المناخ.

إجراءات يلزم اتخاذها للحد من تداعيات تغير المناخ
هناك فئات ثلاث عامة من الإجراءات اللازم اتخاذها، وهي:
• خفض الانبعاثات
• التكيف مع تأثيرات المناخ
• تمويل التعديلات اللازمة
يؤدي تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، إلى تقليل الانبعاثات المسببة لتغير المناخ، لكن علينا أن نبدأ الآن، يلتزم تحالف متنام من البلدان بالوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ومع ذلك يجب أن يتم خفض الانبعاثات بحوالي النصف بحلول عام 2030 للحفاظ على الاحترار بأقل من 1.5 درجة مئوية، ويجب أن ينخفض إنتاج الوقود الأحفوري بنسبة 6 في المائة تقريباً سنوياً خلال العقد 2020 – 2030.
التكيف مع العواقب المناخية يحمي الناس والمنازل والشركات وسبل العيش والبنية التحتية والنظم البيئية الطبيعية، بحيث يشمل التأثيرات الحالية والتي يحتمل أن تحدث في المستقبل، يجب أن يتم التكيف في كل مكان، ويجب إعطاء الأولوية الآن للأشخاص الأكثر ضعفاً، الذين لديهم أقل الموارد لمواجهة مخاطر المناخ.

ما الذي اتفقت الدول على القيام به؟
منذ عام 2011، قامت عدة بلدان بإعداد خطط تكيف وطنية بموجب الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، وبموجب اتفاق باريس في 2015، التزمت جميع الأطراف بتعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ، من خلال زيادة قدرة الجميع على التكيف وبناء القدرة على الصمود والحد من التأثر.
في مؤتمر الأطراف (COP26)، اعتمدت الدول ميثاق غلاسكو للمناخ، الذي يدعو إلى مضاعفة التمويل لدعم الدول النامية في التكيف مع آثار تغير المناخ وبناء المرونة، كما أنشأت غلاسكو كذلك برنامج عمل لتحديد هدف عالمي بشأن التكيف، والذي سيحدد الاحتياجات الجماعية والحلول لأزمة المناخ التي تؤثر بالفعل على العديد من الدول.

اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
اتفاقية دولية تم التوقيع عليها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992
الهدف الأساسي للاتفاقية هو تثبيت تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون تدخل خطير من جانب الإنسان في النظام المناخي
ينبغي بلوغ هذا المستوى في إطار فترة زمنية كافية، تتيح للنظم الإيكولوجية أن تتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ، وتضمن عدم تعرّض إنتاج الأغذية للخطر، وتسمح بالمضي قدماً في التنمية الاقتصادية على نحو مستدام
متى انضمت مصر لاتفاقية تغير المناخ؟
وقعت مصر على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ يوم 9 يونيو 1992، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في 21 مارس 1994.
نتيجة لوقوع أغلب أراضيها في مساحات صحراوية وشبه جافة؛ تُعتبر مصر من بين أكثر الدول تضرراً من التأثيرات السلبية للتقلبات المناخية.

الاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050:
أطلقت مصر الاستراتيجية الوطنيّة لتغيُّر المناخ 2050، وتعمل على تحقيق خمسة أهداف رئيسية:
• تحقيق نمو اقتصادي مستدام من تنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات.
• بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ
• تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ
• تحسين البنية التحتية لتمويل الأنشطة المناخية
• تعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة والوعي لمكافحة تغير المناخ
ما الذي تستطيع فعله؟
هناك طرق عدّة للتكيف مع ما يحدث الآن وما سيحدث في المستقبل، يمكن للأفراد اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة، مثلاً يمكنك زراعة الأشجار أو الحفاظ عليها حول منزلك للحفاظ على برودة درجات الحرارة بالداخل، وقد تقلل إزالة الأحراش من مخاطر نشوب الحرائق، وإذا كنت تمتلك أعمالاً تجارية، فابدأ في التفكير والتخطيط في مخاطر المناخ المحتملة، مثل الأيام الحارة التي تمنع العمال من القيام بمهام خارجية.
يجب أن يكون الجميع على دراية بزيادة احتمال وقوع كوارث طبيعية في الأماكن التي يعيشون فيها والموارد التي لديهم في حالة حدوث ذلك، وقد يعني ذلك اتخاد التأمينات مسبقاً، أو معرفة أين يمكنك الحصول على معلومات عن الكوارث والإغاثة أثناء الأزمة.
ميثاق شرف مواجهة التغيرات المناخية:
أتعهد أنا المصري بأنني:
• لن أقطع شجرة وسأحافظ على كل نبات
• أبذل جهدي لزيادة عدد الأشجار
• لن ألوث ماء النهر
• لن أسرف في استخدام المياه
• لن ألقي ولن أحرق نفاياتي
• لن أستهلك أكثر من حاجتي
• لن أسرف في استخدام الطاقة
• لن أتوانى عن استخدام مصادر الطاقة المتجددة
• سأساهم في تشجيع وإقناع المحيطين بفكرة الانتاج والاستهلاك المستدام
• سأساهم في تشجيع واقناع المحيطين بالتعهد والالتزام بكل ما سبق

زر الذهاب إلى الأعلى