فوقيه ياسين تكتب : صلوا على معلمنا الحب والأدب

عجبت لقوم يدعون حب الآل والصحب، ويدعون الانتساب للتصوف وهم أبعد مايكونوا عنه، يتلاسنون ويتباغضون،
و يدخلون في مناقشات عقيمة لأمور تزيد الفتن في زمن الفتن.

سيدنا النبي علمنا “الأدب” لانسب، لا نكره، لانبغض ، علمنا “الصفاء” ، علمنا التغافل عن كل ما من شأنه إثارة الفتن وإثارة المشكلات وإثارة الجدل.

والعجيب أن من هؤلاء ممن يدعي الانتماء لسيدنا النبي وآله،او يدعي الانتماء إلى التصوف تجده تسلح بالهجوم على من يعارضه، فإذا وجه له معارضه كلمة،اعتبرها هو” لكمة” ، فيأخذ الاستعداد للملاكمة وليس للمناقشة، وهذا أسوأ ما أظهره لنا “الفيس بوك” نجد أناسا ارتدوا عباءة العالم والولي، وهم غير ذلك تماما ، نجد مجاهدين وخبراء ومفتيين من وراء شاشات الموبايل وإذا واجهت واحدا منهم وجها لوجه وناقشته اصفر وجهه و سقط خاويا على عروشه!

وهناك من يطلق الناس عليهم لقب “علماء” لانشكك بهم ولا نهاجمهم، لأننا لن نقابلهم حتى نسمع منهم، فقط سمعنا عنهم، فمالي أحكم على هؤلاء خاصة إذا كان لهم جماهير نحسبهم على علم ، لكن عندما يتردد أن بعض هؤلاء “العلماء”  تقوم معظم دورسهم بالهجوم واستجلاب أحداث من الماضي تدعو إلى الفتن، اسمحوا لي أن أقول لكل واحد منهم : ياسيدي أرجوك استغل جماهيريتك في استحضار سيرة سيدنا وحبيبنا رسول الله صل الله عليه وسلم بمايعود بالنفع العام على كل من يسمعك، او يسمع عنك، ولتغلق أبواب الفتن من مناقشة أمور ذكرها الآن لن يؤدي إلى هدفك  بأنك تضع يدك على حقيقة في التاريخ كي يعلمها الناس، ياسيدي إن الناس يعلمون الكثير ولكنهم في أشد  الحاجة إلى من يعلمهم لين القلب، الإيثار، العفو، التسامح.. وسلوكيات كثيرة علمنا إياها سيدنا النبي صل الله عليه وسلم، نحن الآن أحوج مانكون إليها.

يأيها المحبون لسيدنا النبي وآله عودوا إليه ولتكن كلماتكم حسنات تكتسبوها، لافرصة للجدال تغتنموها لفرض ارائكم بالمبارزة والملاكمة واللفظية ، ولتكن كلماتكم ونقاشاتكم في مجالسكم مع الناس، او بصفحاتكم بالفيس بوك منابر من نور، انقلوا للناس الأحاديث النبوية الصحيحة، والسيرة العطرة لسيدنا النبي وأصحابه، لترتاحوا وتريحوا.

قال ذو النون المصري: من علامات المحب لله عز وجل متابعة حبيب الله ﷺ في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه،
وهنا يكون الاقتداء بالهادي البشير السراج المنير معلمنا الأدب والحب.

فكان رسول الله صل الله عليه أحسن الناس عشرة، وأوسع الناس صدراً وأصدقهم لهجة.

وقد وصفه بعض أصحابه قائلا: كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب.

قال الله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} وكان يجيب من دعاه، ويقبل الهدية، قال أنس رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي “أف” قط وما قال لشيء صنعته لم صنعته ولا لشيء تركته لم تركته.

وقالت عائشة رضي الله عنها في وصف خلقه أيضاً:”لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً ولا يجزي السيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح وقالت: ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى”

زر الذهاب إلى الأعلى