آراء

الثانوية العامة ومعالي الوزير

 

د.فتحي حسين

 

تعتبر وزارة التربية والتعليم من أكثر الوزارات التي يحدث بها أزمات ومشكلات مستمرة تصل في غالب الاحيان الي أروقة المحاكم ، ربما بسبب ارتباطها الوثيق بكل بيت فيه أبناء يدرسون في مرحلة التعليم الأساسي او ما قبل الجامعي ،وهو ما يجعل هناك حالة من القلق والتوتر لدي الأسرة المصرية علي مستقبل أبنائها التعليمي ،لاسيما بعد التغيرات التي اتخذها ويتخذها الوزير كل وقت وحين ،فيما يتعلق بنظام التعليم وتطبيق التابلت وتغير نظام الثانوية العامة وتطوير المناهج الدراسية وأزمة صعوبة امتحانات سنة رابعة ابتدائى وعجز المدرسين وغيرها من الازمات التي جعلت الوزير يتجاهل حضور مجلس النواب للرد علي طلبات واستجوابات النواب وكذلك القضايا المرفوعة ضده في المحاكم المصرية!

ففيما يتعلق بأزمة الثانوية العامة المتكررة كل عام ،فحدث ولا حرج ،فقد اصاب قرار الوزير الطلاب وأولياء أمورهم قبيل موعد إجراء انتخابات الثانوية العامة بأسابيع قليلة بحالة من الهلع والفزع بعد التغييرات التي أدخلها على نظام امتحانات الثانوية العامة على غير المتفق عليه منذ بداية العام وإعلان الوزير في المؤتمر أن الامتحانات سوف تتم يوم 26 يونيو المقبل وتنتهى يوم 21 يوليو المقبل وأن نظام امتحانات الثانوية العامة الجديد 2022، ستعقد ورقيًا وليس إلكترونيًا، وستكون الإجابة في «البابل شيت» وعدم إلغاء الـ«أوبن بوك»، في الامتحانات، حيث أنه مصطلح أجنبي يكمن فلسفته في وجود مصادر مع الطلاب تغنيهم عن الحفظ!!

وان هذا يتحقق بوسائل متنوعة من ضمنها ما يسمى «كراسة المفاهيم»، وهي مصدر ثري للمعلومات أيضًا بديلًا عن الوسائل الأخرى وأن نظام امتحانات الثانوية العامة الجديد 2022، مناسب لجموع الطلاب العلمي والأدبي، وأنه سيتم توزيع ورقة المفاهيم على الطلاب داخل لجان الامتحانات وأن ورقة المفاهيم سيضعها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي وتحتوى على أبرز المفاهيم والقوانين والمعادلات بالكتاب المدرسى التي كان يقتضى على الطالب فهمها!!

وتتضمن المعلومات التي يحتاجها الطالب أثناء أداء الامتحانات، ولن يحتاج الطالب لحفظ القوانين أو المعادلات أو البحث عنها في الكتاب المدرسي!!

 

 

والسؤال هنا كما طرحه أحد نواب للوزير ، وهو كيف لطلاب الثانوية العامة أن يستوعبوا وأثناء الامتحانات ما يسمى بكراسة المفاهيم دون تدريبهم عليها ولماذا لم يعلن الوزير عن هذا النظام مع بداية العام الدراسى الجديد؟!

اعتقد أن الوزير أخطأ حينما أعلن ان امتحانات الثانوية العامة ستكون عن طريق التابلت وفجأة أعلن أن الامتحانات ستكون ورقية ومن المنهج!!

وهذا فيه إهدار لملايين الجنيهات التى تم صرفها على شراء أجهزة التابلت لجميع الطلاب إضافة إلى المبالغ الكبيرة التي تم إنفاقها على الدورات التدريبية للمعلمين والطلاب للتعامل مع نظام التابلت.!!

بالرغم من عدم جاهزية البنية الاساسية المعلوماتية داخل مختلف المدارس بالتعليم قبل الثانوى بإجراء الامتحانات عبر التابلت، لكن كان هناك إصرار كبير وغير مبرر من الوزير على إجراء الامتحانات عبر التابلت، وهو ما أثار استياء اهالى طلاب ثانوي الذين حدث لهم نوع من التشويه في خضم هذا التغيير المفاجيء وغير المبرر أو غير مقنع للناس!

منظومة التعليم تحتاج إلي تغيير وضبط واتزان لما تمثله من خطورة وأهمية في بناء جيل جديد من الشباب قادر علي حمل المسؤلية في المستقبل القريب والبعيد !

 

زر الذهاب إلى الأعلى