آراء

عوامل نجاح الحوار الوطني 

بقلم د.فتحي حسين

 

 

لاقت مبادرة الحوار الوطني التي أطلقتها القيادة السياسية مؤخرا ،قبول واستحسان جميع أطياف المجتمع المصري الذين استبشروا خيرا في توجه الدولة المصرية خلال الفترة المقبلة،وهو توجه محمود ومقبول من قبل جميع الأطياف المجتمعية التي ترنو الي الاستقرار والتقدم والشفافية المجتمعية .

ومن المؤكد أن انطلاق الحوار الوطنى حدث سياسى مهم يسبق غيره من الأحداث، خاصة مع اعتماد الحوار علي

ثوابت ربما لا تقبل الجدل ولا الاقتراب منها! كما حددت شروط المستبعدين من الحوار هم كل جماعة سبق أن لجأت للعنف ولم تحترم الدستور لأن العنف ضد الحوار على طول الخط. !!

ومن عوامل النجاح للحوار، التنوع الموجود على مائدة الحوار الوطني بين أطياف سياسية ومنظمات مجتمع مدني ونقابات وجمعيات أهلية وأطياف مختلفة، ومشاركة جميع أطياف الشعب المصري عن طريق الإرسال بالبريد الإلكتروني، سيضيف مزيد من الأهمية للحوار أولها مشاركة الشعب المصري في أجندة الحوار وبث جلسات الحوار المذاعة على الهواء مباشرة، ستكون أحد الأدوات المهمة في العرض الدائم والمستمر لآليات وأجندة الحوار.

ومن عوامل نجاح الحوار أيضا التفاعل مع الحوار الوطني من الأطراف السياسية المختلفة والأحزاب والمجتمع المدني، يؤكد أن الحوار يمضي على الطريق الصحيح وبخطوات إيجابية!

وبالرغم من التحديات الكثيرة التي توجه هذا الحوار منها من هي الجهة المحايدة التي ستقيم الحوار ،وكيف سيتم السيطرة علي حالة الجدال المتوقعة وما هي طبيعة القضايا المسموح إثارتها في الحوار ،وهل سيتم دعوة جميع الأطياف السياسية للحوار بما فيهم جماعة الإخوان وجماعات الاسلام السياسي والسلفيين ! والنقطة الأخيرة حسمتها الحكومة بالنفي ،فلن يتم إشراك جماعة الإخوان الارهابية في الحوار لان ايديهم لا تزال ملطخة بالدماء !

إلا أن هناك عوامل يمكن أن تساعد فى إنجاح الحوار وتحقيق المأمول منه، خاصة فى ظل التعاطى الإيجابى والتفاؤل فى مختلف الأوساط السياسية، والحزبية وبين النخب المؤيدة والمعارضة، خاصة مع دعم القيادة السياسية للحوار، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى دعمه الشخصى لإنجاز الحوار ووعد بحضور المراحل النهائية من جلساته، فى إشارة واضحة لرؤية القيادة السياسية وعزمها على إنجاح الحوار وتطبيق مخرجاته. كما أن الحوار الوطني يعد ضمن محاور حركة الرئيس السيسى خلال السنوات الماضية، ما تجلى بشكل واضح فى دورية انعقاد مؤتمرات الشباب أو عبر منتدى شباب العالم، واتضح هذا المبدأ كذلك فى ظل الأزمة السياسية وحالة الاستقطاب التى سيطرت على المشهد المصرى فترة حكم الإخوان حيث دعا وقتها حينما كان وزيرًا للدفاع إلى ضرورة عقد حوار يجمع كافة شركاء الوطن للخروج من المأزق القائم حينها. وعليه يمنح الدعم المباشر وإيمان القيادة السياسية بجدوى وأهمية الحوار فرصًا لإنجاح الحوار السياسي!

وجميع المؤشرات الأخيرة وخلال عدد من جلسات الحوار والتي أدارها ضياء رشوان نقيب الصحفيين توضح أن مضمون الدعوة وبنودها والترتيبات اللاحقة لها مدى جدية الطرح والرغبة فى دفع الحوار للأمام، موضحة أنه تجلت مظاهر جدية الطرح فى عدد من المؤشرات من بينها الإصرار على طرح مبادرة الحوار السياسي؛ إذ أن الإعلان عن دعوة الحوار خلال إفطار الأسرة المصرية، جاء بعد أيام من طرح الفكرة خلال أيام من زيارة الرئيس إلى توشكى ليشهد بدء موسم حصاد القمح، وعليه يدل الإعلان بهذا الشكل على دخول مبادرة الحوار الوطنى مرحلة الشروع فى تنفيذها بحيث بات ضمن أولويات القيادة السياسية، يضاف إلى ذلك الإفراج عن عدد من المحبوسين!!

يضاف إلي ذلك إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى وتوسيع نطاق عملها وإعادة تشكيلها بإضافة عضوين من المحسوبين على المعارضة وهما المحامى طارق العوضى والحقوقى كمال أبو عيطة، فضلًا عن التحركات التى أعلنت عنها الأكاديمية الوطنية للتدريب بوصفها الجهة المنوط بها ترتيب الحوار وهي جهة تابعة لرئاسة الجمهورية مباسرة.

كما يعد التمثيل الشامل المتنوع لكافة مواطنين الدولة هي اكبر ضمان لنجاح الحوار ، حيث أبرزت ردود الفعل من قبل الأحزاب السياسية والنقابات وتعاطيها مع دعوة الحوار لحدود المشاركة المأمولة ومستقبل الحوار بشكل عام!!

وطبيعي أن يضفى التنوع الحزبى والايديولوجى مزيدًا من الزخم على الدعوة للحوار ، ويدفع فى مسار إنجازه والخروج بنتائج توافقية يمكن البناء عليها فى هذا المسار للتعاطى مع التحديات التى تواجه الدولة.!

زر الذهاب إلى الأعلى