اغراض سياسية.. التفاصيل الكاملة للجلسة الأولى بمؤتمر الشباب بحضور السيسى

كتب – عاطف عبد الستار

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم انطلاق الجلسة الأولى لفعاليات المؤتمر الوطني الثامن للشباب تحت عنوان “تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا”، في مركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة.

شارك في الجلسة الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتورة دلال محمود مديرة برنامج الأمن والدفاع، وشباب الباحثين بالمركز: حسين عبدالراضي، تقى النجار، محمود قاسم.

وحضر الجلسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، فضلا عن مشاركة 1600 شاب من مختلف القطاعات في الدولة.

السيسي: بعض الدول تستخدم الإرهاب لتحقيق أهدافها

بدأ المؤتمر بتوجيه الإعلامي عمرو عبدالحميد مقدم جلسة المؤتمر الوطني الثامن للشباب، التحية لأبطال مصر في دورة الألعاب الأفريقية، وفريق المنتخب الوطني للناشئين لكرة اليد، الحائز على بطولة العالم.

كما شهد الرئيس فيلمًا تسجيليًا عن الإرهاب، في مستهل الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني الثامن للشباب، وأوضح الفيلم أنّ الإرهاب كلّف العالم 60 مليار دولار من الناحية الاقتصادية، فضلا عن حصاده أرواح لا تقدر بثمن. 

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته في المؤتمر، إنّ الإرهاب ظاهرة عالمية، وأنّ لمصر موقفًا واضحًا وثابتًا منها، مشددًا على أنّها لن تمكن من التقدم لحظة، لأن آمال الشعوب ومستقبلها قبل حاضرها بتدمر بالإرهاب.

ووجّه السيسي الشكر والتقدير للمشاركين في الجلسة الأولى من المؤتمر الوطني الثامن للشباب، قائلا: “أشكر الثراء الكبير الذي تم من خلاله مناقشه هذا الملف”.

وقال رئيس الجمهورية خلال كلمته إنّ السنوات بين 1980 حتى 1989، استخدمت بعض الدول الإرهاب لتحقيق مصالح سياسية وأهداف سياسية، بعيدًا عن الشرعية الدولية وعن الصدام مع الدول الكبيرة، مضيفا: “لما النهارده عاوز أخش في مواجهة، ممكن يترتب عليها صدام كبير جدًا، يبقى الإرهاب هو الوسيلة الناجحة اللي ممكن تستخدم لتحقيق الأهداف، ده تفكير بعض الدول”.

وأشار الرئيس إلى أنّ هذه الفترة انتهت بسقوط الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، موضحًا أنّ الإرهاب لا يمكن أن يكبر ويتم ترويج أفكاره إلا إذا كانت تتبناه دول.

ووجّه الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خلال كلمته في جلسة “تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا”، تحية إعزاز وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي والحاضرين في هذه الجلسة، مؤكدا أنّ الهجمات الإرهابية التي حدثت في 11 سبتمبر 2001 في نيويورك نقطة فاصلة في تطور الظاهرة الإرهابية، واصفا هذا الحادث بـ”الكبير”.

وقال عكاشة إنّ الفترة بين عامي 1980 و1990 نقطة بداية لانطلاق التنظيمات الإرهابية داخل معدلات الصراع والنفوذ الدولي بين القوى بعضها، بداية من أفغانستان وإقامة ما يسمى بـ”الجهاد العالمي”، موضحا أنّ هذه التنظيمات الإرهابية كانت تستخدم في صراعات النفوذ والقدرة والسيطرة بين القوى الدولية الكبرى.

وأضاف مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنّ التحليلات الأمريكية وصفت هذه الفترة بأنّها أكبر عمل استخباراتي لإسقاط الاتحاد السوفيتي، مؤكدا أنّ نصف العالم تأثر بسقوط دولة الاتحاد السوفيتي.

خالد عكاشة: التنظيمات الإرهابية انتشرت في 2011 بدول ثورات الربيع العربي

وأوضح عكاشة أنّ حادث 2001 دفع إلى تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يضم نحو 20 دولة يهدف إلى مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنّ الفترة بين عامي 2001 إلى 2011 شهدت غزو أفغانستان والعراق.

وأكد مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية انتصار الحملة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة في القضاء على حركة طالبان في العاصمة الأفغانية كابول، مضيفا أنّ التنظيمات الإرهابية انتشرت بشكل أكبر في عام 2011 في الدول التي شهدت ما سمي بـ”ثورات الربيع العربي”.

السيسي: مناعة الدولة المصرية دائما تحت عنينا

ووجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة للمصريين، قائلا: “مناعة الدولة المصرية ديمًا تبقى تحت عنينا، محدش أبدًا ينسينا ده، إننا نبقى حريصين على مناعتنا”. 

وأضاف رئيس الجمهورية متحدثًا عن الإرهاب: “هو راح سوريا إمتى؟ في 2011 و2012 و2013، وبقى في مصر بعد 2011، لأن مناعة الدولة المصرية في 2011 تأثرت، هتقولوا إنّه كان حراك شعبي، صحيح، لكن الحراك الشعبي ده محصلته إضعاف قدرة الدولة الوطنية، وساعتها هيزيد الوزن النسبي للجماعات الصغيرة”.

في ذات السياق، قال السيسي إنّ الدول التي تنشئ الجماعات الإرهابية تعتمد في الأساس على الشباب البريء، وتصور لهم بأنّ القتال ومحاربة الجيوش شيء مقدس وشريف وجهاد حقيقي في سبيل الله، وفي النهاية يفاجأ الشاب بأنّه أصبح أداة لتدمير الدول، كما أنّ بعض المجالات العالمية كانت تضع صورا للإرهابيين على غلافهم الرئيسي كفخر لهم.

وتابع السيسي أنّ الجماعات الإرهابية تحرف النصوص والمعاني القرآنية لإقناع الشباب بضرورة الالتحاق بتلك الميليشيات، لكن الدول التي صنعت الإرهاب لم تخطط كيف تتصرف في العناصر الإرهابية بعد أن تحقق أهدافها.

وعن الخصائص التي تميز التنظيمات الإرهابية في الوقت الحالي، قالت الدكتورة دلال محمود مديرة برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للدراسات إنّ المرحلة من عام 2011 من بدايتها كانت تعلن أنّ الإرهاب يتخذ طابعا جديدا، وهو الارتباط بالأوضاع السياسية والحراك السياسي، ومن 2011 كانت هناك تغييرات سياسية كبرى في المنطقة امتدت تداعياتها للعالم.

وتابع محمود أنّ الإرهاب أصبح لاعبا سياسيا من 2011 إلى 2019، حيث لم يعد هدفه كما كان سابقا التأثير السياسي على الدولة، لكن تطور هدفه ليصبح إسقاط الدولة نفسها، وتطور أكثر حين أعلن أحد التنظيمات الإرهابية أنّه الدولة ومارس مظاهر لسيادة الدولة، وكانت هناك حالات أخرى لمحاولات القفز على السلطة لكن هذه المحاولات أحبطت.

وأشارت مديرة برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للدراسات إلى أنّ الترابط بين الحركات الإرهابية والمصالح السياسية خاصة لبعض القوى وبعض الدول في العديد من المناطق التي شهدت توترات سياسية وصراعات، كان يجعل الإرهاب لاعبا أساسيا فيها، لافته إلى أنّه أصبح لدينا في المنطقة الصراعات الإقليمية التي تؤكد أنّ التنظيمات الإرهابية أصبحت جزءا من المشهد وتتحرك بدرجة كبيرة من الحرية التي تدل على أن هناك من يدعمها ويمولها من أصحاب المصالح.

وتابعت محمود: “الدور السياسي الذي تلعبه التنظيمات الإرهابية التي ترتبط مصالحها مع مصالح بعض الدول الراعية لها التي تدفع التنظيمات لعمل فعل معين في وقت معين، أعاق تسوية العديد من الصراعات وزاد تعقيد المشهد، وبالتالي أصبحت التنظيمات مستمرة في دورها السياسي، ويصعب جدا القناعة بأنّ هذه التنظيمات تعمل فقط وفقا لمبادئ فكرية أو عقائد تكفيرية”.

وأكدت مديرة برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للدراسات أنّ هناك طفرة نوعية في العمل الإرهابي حيث كان هناك زيادة في عدد الجماعات الإرهابية، ويتراوح عدد التنظيمات بين 67 جماعة إلى 100 جماعة إرهابية تعمل في أكثر من 44 دولة، والمعدلات تتزايد والعمليات الإرهابية تتزايد، وعدد التكفيريين المنضمين لهذه الجماعات الإرهابية وفقا للتقديرات العالمية نحو 230 ألف إرهابي، 26% بينها في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضحت محمود أنّه خلال الفترة من عام 2002 إلى عام 2017 شهدت منطقة الشرق الأوسط 33 ألف عملية إرهابية والخسائر البشرية تجاوزت 90 ألف ضحية لهذه العمليات الإرهابية، مشيرة إلى أنّ التنظيمات الإرهابية اتخذت في منتصف 2011 شكل الخلايا العنقودية بمعنى الشكل اللامركزي، إذ إنّ هناك إطارا عاما يحكم عمل التنظيم ولكن هناك خلايا تعمل وفقا لأدواتها وأساليبها، أما الشكل الحالي للتنظيمات هو الشكل الشبكي له فروع منتشرة في كل الأماكن وله قدرات على التواصل والاتصال بكافة الأعضاء في مختلف الأوقات.

وأشارت مديرة برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للدراسات إلى أنّ خطورة الطبيعة الشبكية أنّه يصعب القضاء على التنظيم بضربات مركزة، لأنّه لا توجد مفاصل واضحة، وبالتالي أصبحت التنظيمات الإرهابية تتمتع بالمرونة في التعامل مع الضربات، فإذا تلقى ضربة في أحد الأجزاء يمكنه أن يعيد ترتيب أوضاعه ويحدد أهدافه في أماكن أخرى من الشبكة.

وأكدت أنّ التطور لم يكن فقط فى هيكل التنظيم ولكن في قدراته، إذ استغلت التنظيمات الطفرة التكنولوجية خاصة في مجال المعلومات والاتصالات وكانت لها قدرة كبيرة في تضخيم نشاط التنظيمات.

الدكتورة دلال محمود: 88% من ميزانية داعش  من تهريب النفط والغاز

وتابعت محمود أنّ “تقديرات الأمم المتحدة لميزانية “داعش” الإرهابي بعد هزيمته وخروجه من معاقله في سوريا والعراق تصل لـ300 مليون دولار، وفي الفترة التي كان يسيطر على أجزاء من الأرض في الفترة من عام 2015 إلى عام 2017 كانت إيراداته تصل لـ40 مليون دولار شهريا و88%، من إيرادات داعش تأتي من تهريب النفط والغاز وهذا يؤكد الترابط بين المصالح السياسية لبعض الدول وبعض التنظمات الإرهابية.

وأشارت مديرة برنامج الأمن والدفاع بالمركز المصري للدراسات إلى أنّ التنظيمات أجادت توظيف الفضاء السيبراني ومجال الاتصالات وابتكروا تطبيقات جدية لاستخدامها في العمليات الإرهابية.

السيسي: الجماعات الإرهابية أصبحت قوية وراسخة

وتابع الرئيس أنّ هناك دولا حاولت بأقصى قدر الاستفادة من العناصر الإرهابية، ليكون لها تأثير في العالم أو في منطقتها، وتدفع أموال كثيفة لهذه الجماعات الإرهابية، مضيفًا: “للأسف الجماعات الإرهابية أصبحت قوية وراسخة وتستطيع أن تتقوى وتتغذي بقدرتها الذاتية، ومنعرفش الدماغ بتاعتها فين، هي بيجيلها تكليفات فقط، بس مين الدول اللي وراها، مين الدماغ الحقيقة مش معروف بشكل واضح”.

وأكد الرئيس أنّ بعض الدول أرادت تحطيم الدولة السورية في العام 2011، وإحداث فراغ كبير في الشرق، لاستكمال الفراغ الذي حدث في العراق.

وأضاف السيسي: “سوريا تتدمر إزاي؟! بالحرب التقليدية، مفيش حرب تقليدية تقدر تعمل فينا وتستخدم أسلحة تقليدية ضدنا دون مساءلة من المجتمع الدولي إلا بالإرهاب، لأن الإرهاب شعبك وناسك، بيقاتلوك أعمل إيه؟!”. 

وتابع: “أقدر أخش بطيارة على دولة مجاورة وأضربها بشكل مباشر، لأ طبعًا، فيه قانون دولي وشرعية منقدرش نتجاوزها”، مضيفا: “البعض يفكر بطريقة إمكانية استقدام الجماعات الإرهابية وعناصرها من كل دول العالم، لتدريبهم وتجهيزهم ودفعهم وإمدادهم بالسلاح، ممكن بعبوة ناسفة يقلب الحال في مصر، وبيحصل وحصل، وكلنا ساعة ما بيحصل ده بنخاف، لما بيهاجم كمين ويموت ولادنا كلنا بنخاف ولما يهاجم كنيسة أو مسجد بنتهز”.

وقال الرئيس إنّ العمليات الإرهابية تهدف إلى إضعاف قدرة الدول الوطنية، مشيرًا إلى أنّ تكلفة تغذيته واستخدامه كأداة ليست كبيرة، وأنّ الصاروخ الواحد بالطائرة قد يتكلف 3 ملايين دولار، متابعا: “الإرهابيين يستخدمون البندقيات والعبوات الناسفة لتخويف المصريين، ساعتها يبقى عندكم خيار من اتنين يا نسلملهم يحكموا مصر أو نقف”.

حسين عبدالراضي: ترابط الإخوان مع تنظيمات الإرهاب تجلى في التدريب بمعسكرات القاعدة 

من جانبه، أكد حسين عبدالراضي الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنّ مسرح عمليات الإرهاب حول العالم يشهد سيطرة 3 تنظيمات رئيسية: الإخوان، القاعدة، وداعش، معتبرا أنّ تنظيم الإخوان هو التنظيم الأم للتنظيمات الإرهابية كافة، انطلاقا من دراسات بحثية رصدت أنّ أفكار حسن البنا وسيد قطب وغيرهم من منظري ومؤسسي جماعة الإخوان مثلت الدستور الحاكم للنشاط الإرهابي.

وأضاف عبدالراضي أنّ أفكار وأدبيات تنظيم الإخوان مثل أستاذية العالم والحاكمية والجاهلية والخلافة، وكلها مبادئ استلهمت منها التنظيمات الإرهابية افكارها، مضيفا أنّ زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري صرح في لقاء تلفزيوني بأنّ أسامة بن لادن كان على علاقة وثيقة بالإخوان المسلمين.

وأشار الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى ما أقره الظواهري في كتابه “فرسان تحت راية النبي”، بأنّ أدبيات سيد قطب تمثل المنهج الذي تستلهم منه الجماعات الجهادية أو التكفيرية أفكارها.

ولفت عبدالراضي إلى تصريحات خطيب جماعة الإخوان يوسف القرضاوي، التي قال فيها إنّ البغدادي زعيم تنظيم داعش كان عضوا في جماعة الإخوان في فترة من فترات حياته، موضحا أنّ تنظيم الإخوان منتشر في 52 دولة، وهو أكبر انتشار لتنظيم إرهابي.

وأشار الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أنّ مؤسسات خيرية واجتماعية خاصة في أوروبا تسيطر عليها وعلى المساجد التابعة لها خلايا تنظيم الإخوان بهدف تجنيد أعضاء جدد، كما توجد مناطق أخرى ينتشر بها الإخوان بصورة غير معلنة كدول أمريكا اللاتينية.

وأوضح عبدالراضي أنّ انتشار تنظيم الإخوان يستهدف التمكين السياسي والاقتصادي داخل تلك المجتمعات للوصول إلى فرض السيطرة القوية على تلك الدول، وأضاف أنّ استراتيجية الإخوان المسلمين تنقسم إلى قسمين، وهما: التعايش المؤقت مع المجتمعات والعنف المتدرج، موضحا أنّ تنظيم الإخوان يؤسس في كل مناطق انتشاره جناح عسكري تابع للتنظيم السياسي.

وتابع أنّ قوة وجود تنظيم القاعدة على الأرض لم تكن إلا بدعم من تنظيم الإخوان، مضيفا أنّ المؤسسات المالية لتنظيم الإخوان وفرت دعما ماليا كبيرا لتنظيم القاعدة، وعناصر من الإخوان شاركت في التأسيس الفعلي لتنظيم القاعدة وعلى رأسهم القيادي الاخواني عبدالله عزام.

وأشار الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أنّ تنظيم داعش الإرهابي هو الإصدار الأكثر دموية التي صدرها لنا تنظيم الإخوان، مضيفا أنّ التحليلات لسياسات التنظيمات الإرهابية أظهرت أنّ تنظيم داعش الإرهابي كتبه سيد قطب ودرسه عبدالله عزام وعولمه أسامة بن لادن ونقله الزرقاوي ونفذه على أرض الواقع البغداديان “أبو بكرالبغدادي وأبوعمر البغدادي”.

ولفت عبدالراضي إلى أنّ هناك ترابطا بين التنظيمات الإرهابية وتنظيم الإخوان ظهر ذلك جليا من خلال تدريب مشترك يتلقاه عناصر الإخوان في معسكرات تنظيم القاعدة، واتجهوا إلى سوريا للقتال مع جبهة النصرة، فضلا عن معسكرات أخرى تدرب فيها عدد من الكوادر مثل كادر اللجان النوعية “محمود شفيق” منفذ حادث استهداف الكنيسة البطرسية في مصر.

وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أنّ الصراع بين الدولة المصرية والإرهاب سيستمر، مشيرًا إلى أنّ السبب في ذلك يرجع إلى طريقة التعامل مع الإرهاب.

السيسي: مصر تكبّدت تكاليف كبيرة لمواجهة الإرهاب

وأضاف السيسي: “إحنا لغاية دلوقتي لم نتصدَ فكريًا للإرهاب كما ينبغي، الناس فاكرة إننا هنضيع ديننا، وأنا بقولكم إن فكرة الإرهاب شيطانية أساسها ضرب مركز ثقل الدين للشعوب”.

في سياق متصل، قال الرئيس إنَّ مصر تكّبدت تكاليف كبيرة خلال مواجهتها للجماعات الإهاربية، مضيفًا: “انتوا عارفين اليوم في سيناء بيتكلف كام؟ انتوا متعرفوش بيتكلم كام عشان إحنا متكلمناش”.

ونبّه السيسي المصريين إلى محاولات تشويه الجيش المصري العظيم، قائلًا: “فيه حد بييجي عاوز يشوهكم ويخوفكم ويقلقكم ويضيع القيمة العظيمة اللي بيعملها الجيش في مصر، عرفوه إن ده جيش مصر”.

وأشاد الرئيس السيسي ببطولات وإنجازات القوات المسلحة الباسلة، مرددًا جملة “ده جيش مصر” 3 مرات، في تأكّيد أنّ الجيش المصري مركز الثقل الحقيقي ليس في مصر فقط بل في المنطقة بأكملها.

تقى النجار: 4700 سيدة انضمت لـ داعش.. ومخاوف علمية من عودة الإرهابيين لبلادهم

من جانبها، تحدثت تقى النجار الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن العائدين من تنظيم “داعش” الإرهابي، موضحة أنّ تنظيم داعش الإرهابي نجح في استقطاب أعداد كبيرة تركوا موطنهم الأصلي وانضموا إلى أماكن نفوذ التنظيم الإرهابية، مبيّنة أنّه لا يوجد أعداد محددة للمقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.

وفي هذا الصدد، أشارت النجار إلى أنّ هناك مخاطر حال عودة المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش الإرهابي إلى موطنهم الأصلي،، لافتة إلى أنّ الأمم المتحدة قدرت أعداد المقاتلين الأجانب بما يقرب من 41 ألفا و 490 مقاتلا من مختلف الجنسيات.

وأضافت الباحثة أنّ المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي شكلوا عائلات لهم، مشيرة إلى أنّ هناك أكثر من 4700 سيدة انضمت للتنظيم الإرهابي، وهناك مخاوف من الدول الغربية لعودة المقاتلين الأجانب إلى وطنهم نظرا لتكوينهم عائلات إرهابية تشبعت بشكل كبير من الفكر المتطرف، وهناك مخاوف غربية لنشر الفكر المتطرف داخل البلاد حال عودتهم، وتجنيدهم للأفراد المحيطين بهم ومحاولة توظيفها بين التنظيمات الداخلية والخارجية.

السيسي: الإرهاب زي السرطان

وعن اختيار الحديث حول الجيش المصري في كلمته خلال فعاليات منتدى الشباب الثامن، أكد الرئيس السيسي أنّ كلمته عن القوات المسلحة “جت بظروفها”، قائلًا: “جت بظروفها إني اتكلم في الموضوع ده”.

وشدد السيسي على شموخ الجيش المصري وأبطاله، مفندّا نظرية الإساءة للجيش المصري التي تتبناها الجماعات الإرهابية بقوله: “لما تيجي تسيء لجيش مصر، يبقى عاوز توقع مصر، طب توقعها ازاي والدولة ماشية بالطريقة دي، مش هتقع مصر إلا لما جيشها يقع، طول ما هو واقف مش هتقع”.

ولفت الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أنّ كل المؤامرات التي وقعت في مصر أعقاب 2011 كانت تستهدف القوات المسلحة وزارتي الدفاع والداخلية، لأنّها القوى الحقيقية داخل مصر.

وقال السيسي إنّ استخدام الجماعات الإرهابية عباءة الدين والتدين لم يّعد جذابًا، وأنّ التنظيمات الإرهابية كانت تسعى لتخويف المواطنين كي تعيش مصر في حالة من الفوضى.

وأضاف السيسي: “الإرهاب زي السرطان، وده أمر تعرفوه كويس، مفيش حد مشافش حد مريض بالسرطان، جسم مريض السرطان بيهاجم نفسه، فبتعالجه وربنا يوفقك، أو تعمل للورم ده إزالة، أو تديله كيماوي أو صبغات إشعاع، بس الجسم في نفس الوقت بيبقى ضعيف”.

محمود قاسم : بعض الدول تدعم الإرهابيين لخدمة أغراضها السياسية

بدوره، أكد محمود قاسم الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنّ الظاهرة الإرهابية مؤهلة بقوة للعودة مرة أخرى بسبب استمرار الصراعات المسلحة، قائلا: “نحن شاهدنا كيف ساهمت الفترة بعد عام 2011 في انتشار الجماعات والتنظيمات الإرهابية بشكل كبير في المناطق المحيطة سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا أو اليمن، خاصة في ظل غياب دور الدولة وهشاشة المؤسسات وحالة الفراغ الأمني الشديد بجانب تجدد الصراعات، وبالتالي ما لم يتم وقف هذه الصراعات واستعادة دور الدولة في هذه المناطق ستستمر الظاهرة الإرهابية في المستقبل.

ولفت قاسم إلى مواصلة بعض الدول الداعمة للعناصر الإرهابية، مضيفا: “نرى العديد من الدول التي تعلن دعمها بشكل واضح للجماعات والتنظيمات الإرهابية من أجل توظيفها في مجموعة من الأغراض والمكاسب السياسية، وبالتالي توفر سبل وأشكال الدعم المختلف لها سواء عن طريق نقل أو تدريب مقاتلين ودعم لوجيستي ومالي أو توفير مجموعة من المنصات الإعلامية لهذه الكيانات على خلاف محور آخر من الدول تقوده الدولة المصرية بشكل كبير، وفقا لرؤية ومقاربة استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب”.

وأوضح الباحث أنّ “هناك أيضا الحروب بالوكالة، نحن نرى في المنطقة عددا من الدول الإقليمية من أجل تحقيق مصالح معينة تدعم مجموعة من الوكلاء وتمدهم بأشكال وسبل الدعم كافة، حتى أصبح هؤلاء الوكلاء في الساحات العربية أشبه ما يمكن أن نسميه بالجيوش الصغيرة”.

وأشار إلى أنّ كل هذه الأسباب والظروف تؤدي إلى نمو الظاهرة الإرهابية وتزايدها في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل استغلال بعض الجماعات لتصدير الخطاب المتشدد، متابعا: “تشهد الفترات المقبلة تصاعدا كبيرا لاستخدام الطائرات دون طيار في ساحات المعارك، وستستخدم الجماعات الإرهابية في تمويلها العملات الإلكترونية أو الافتراضية في تمويل هذه الجماعات”.

السيسي: الإرهاب وحش وخرج عن سيطرة اللي أطلقوه

وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته أنّ الجماعات الإرهابية حين فشلت في إسقاط الجيش المصري ووزارة الداخلية قررت قيادة الدولة، لكنها فشلت فشلا ذريعا جدًا، لعدم امتلاكها خبرة ببناء الدول أو علوم بناء الدول.

وزاد السيسي: “قلتلهم وأنا مدير للمخابرات الحربية معندكمش مركز دراسات واحد، هتبقوا جاهزين ازاي لقيادة الدولة، علم الدول مش جاهزين ليه، طب عاوزين تقودوا مصر ازاي”.

واستطرد الرئيس: “زي ما قولت الإرهاب زي السرطان إما بتزيله خالص، وإما بتضعفه، وتكشف وتشوف إن الإصابة دي خفت ولا لسه، بس في أثناء العلاج من السرطان الجسم بيكون ضعيف، لو مخدناش بالنا هيروح مننا، بس لو تركنا الإصابة الجسم كله هيروح”.

وقال السيسي إنّ الإرهاب يستخدم لتدمير بعض البلدان العربية مثل ليبيا، فضلا عن دول في وسط أفريقيا، موضحا أنّ الإرهاب كان يسعى لإسقاط الدولة المصرية واستنزافها من خلال التنظيمات المتطرفة.

وأضاف السيسي: “بقالنا 6 سنين بنستنزف طاقات عسكرية ومعنوية ومالية، كل أسرة قدمت شهيد اتألمت، أبناءنا في الجيش والشرطة وفي الشارع وفي الكنيسة وفي المسجد متألمناش عليهم؟، اتألمنا طبعا”.

وتابع الرئيس أنّ الدولة تركت أسباب التقدم الحقيقية التي سبقتنا بها الدول الأخرى، بعشرات السنين ويمكن أكثر من ذلك من أجل التخلص من التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، مضيفًا: “الجماعات الإرهابية عاوزه مصر متتقدمش خالص وتفضل في ديل الأمم وفيها خراب ودمار”.

وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا: “يا ترى الناس بتوع الدين شايفة تأثير عدم المواجهة الفكرية وتصويب الخطاب الديني ازاي وإحنا بنواجه الإرهاب، انت مش مصدق انك متأخر 800 سنة في تفسيرك لبعض النصوص؟”.

وأكد السيسي: “أنا مش بتكلم في ثوابت، محدش يقدر يتكلم في ثوابت، أنا بقول تجديد الخطاب الديني بما يتلائم في العصر اللي احنا فيه، اللي بنقدمه بيصدم مع الحياة ومع الإنسانية وتطورها، ربنا عمره ما ينزل أديان تصدم مع التطور”.

وأوضح السيسي: “للأسف الإرهاب في زيادة وليس انحسار، الإرهاب وحش وخرج عن سيطرة اللي أطلقوه”.

خالد عكاشة: سيناء 2018 حطمت قدرات التنظيمات الإرهابية بالكامل

وفي نهاية الجلسة، قال الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية: “نحن أمام نظام شبكي للتنظيمات الإرهابية جديد”، مشيرا إلى أنّ تنظيم الإخوان يتعاون مع تنظيم القاعدة ويوفر له غطاءات وما شابه.

وأوضح عكاشة أنّ الأطراف الدولية ذات القدرات العالية تمنع استقبال هؤلاء العائدين من الإرهابيين، وتقرر أن يظلوا في الدول التي انخرطوا فيها، بل وتعلن أنّها لديها استعداد لتمويل محاكمات وإقامة وسجن لهذه العناصر.

وعن استفادة التنظيمات الإرهابية من المواقف المتباينة بين بعض الأطراف والعكس، قال عكاشة إنّ التنظيمات الإرهابية وجدت لكي تخلق مناطق للاحتقان والتوتر وتأجيج النزاعات وغيرها، لافتا إلى أنّ هذه النزاعات لا تتمدد وفق الصراعات الدولية والتنافس الدولي إلا باستخدام الإرهاب، وأنّ الصراعات الدولية والسياسية ستظل تطلب الإرهاب، لذلك سيحافظ عليه، وهناك طلب ودفع عليه لكي ينتصر طرف به على حساب طرف آخر.

وأكد عكاشة أنّ مصر نفذت أكبر عملية مكافحة إرهاب ربما على مستوى العالم أو تاريخها، وهي العملية الشاملة سيناء 2018، إذ حطّمت العملية قدرات التنظيمات الإرهابية بالكامل، قائلا “يجب ألا نرتكن لهذه النتائج الإيجابية المهمة، لأننا لا زلنا على تخوم دوائر التأثير ومن الممكن أن يتجدد”.

وأضاف مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أنّه سيبقى فيما بعد إلحاح حول تصدير الإرهاب داخل مصر أو التأثير على مناطق هي مهمة لمعادلة الأمن القومي المصري، داعيا إلى النظر لكل هذا الجهد الذي يبذل في صناعة الإرهاب بجهد مواز ضخم بحجم عمليات شاملة مثل سيناء 2018.

زر الذهاب إلى الأعلى