منوعات

لا تعتبن


وتفيضُ أشواقُ المحبِ، ونارُها

تكوي الضلوعَ، وتصهرُ الوجدانَا

 

وطيوفُ أنيابِ الحنينِ خناجرٌ

رصَدتْ قلوبًا تستفيضُ حنانَا

 

صوتُ المحبِ، بكاؤهُ وأنينهُ

نزفُ المدامعِ تشّتكي الهِجرَانَا

 

لا تَعْتِبنَّ العاشقينَ ولا تلمْ

هم يحملونُ من الهوى الأحزانَا

 

فقلوبَهم غيرَ الأحبةِ لا ترى

عمَّن سواهُم أغلقوا الآذانَا

 

نظرُ العيونِ إلى الأحبةِ مطمعٌ

يُضحيِ الفؤادُ بقربهم نشوَانَا

 

لا يقنعُ القلبُ المحبُ بنظرةٍ

حتى يذوبَ بخدنهِ ذوبانَا

 

لا يستفيقُ العاشقون، فخمرُهم

تهوى الكئوسَ كثيرةً ودِنَانَا

 

بحرُ الهويَ اللُجِيٌّ لم يدرَكْ له

قاعٌ ، وفي بُعدِ المدى شطآنَا

 

حلوُ المذاقِ وفي مرارةِ علقمٍ

مهما تنلْ رِيَّا تعُد ظمآنَا

 

هى حالةُ العشاقِ فاعلم عُسرَها

وبأنَّ في تركِ الغرامِ أمانا

بقلم… هاله العكرمى

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى