آراء

شعبان محمد شحاتة رئيس القلم الشرعي بمحكمة العدوة يكتب: بنت العم..والعادات القاتلة

تجاوزت بنت العم وهي حبيبة مخافة أن يضوي على سليلها

وقال الأصمعي: بنات العم أصبر والغرائب أنجب وقد أثبت علم النفس والاجتماع أن الدافع النفسي للزواج من الأقارب كثيراً ما يكون مصحوباً بالرغبة في عدم خروج الثروة من نطاق الأسرة ولو كان الأبعد هو الأكفأ، وأن من عيوب زواج القرابة أن النفوس قد تصبر على أذي البعيد أما أذي القريب مر المذاق، كما أثبتت الدراسات أن في زواج الغربية اكتساب ثقافات وخصائص وراثية أخرى. وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: يا بني السائب إنكم قد أضويتم (نحـفتم وضعـفـتـم) فانكحوا في النزائع، وكذلك رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوماً من قريش قد ضعفت بنيتهم وضـويت أجسامهم فقال: ما لكم صفرتم؟ قالوا: قرب آبائنا من أمهاتنا. قال: صدقتم. وفي الحديث اغتربوا لا تضووا». ومن الغريب أننا نجد إجبار البنات على الزواج من ابن العم أو العكس،

وقد حكي لي أحد الأصدقاء في صعيد مصر أن فتاة أرغمت على الزواج من ابن عمها وكانت خريجة جامعة وابن عمها مزارع وأبله لأنها وحيدة أبويها وخوفاً من خروج الميراث من الأسرة، وعارضت الفتاة بشدة وفي ليلة الدخلة أشعلت النار في جسدها وماتت وتحول الفرح إلى مأتم، والقصص كثيرة، وكثيراً ما شاهدت في أثناء عملي في المحاماة تصدعاً وخلافات في العائلة الواحدة بسبب زواج الأقارب، فالأخ يقاطع أخاه والأخت تقاطع أختها عندما ينشأ خلاف بين أولادهما ويصل إلى الطلاق بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأمراض الوراثية. فيجب على الأقل أن يتم الفحص الطبي قبل الزواج خاصة إذا كـانا من عائلة أو قبيلة واحدة. بل قد لاحظت أن العقم يكثر في زواج الأقارب، وهناك بحث أجراه الأستاذ الدكتور يحيى الـجـمـل أسـتـاذ طب الأطفال بكلية طب عين شمس يوضح أن هناك جسيمات معينة موجودة في دم الأطفال وهي السبب في إصابتهم بنوع من الحساسية الشديدة بالجلد والأرتيكاريا والأكزيما لأنها تؤثر في المراكز العصبية بالدماغ وترتفع نسب هذه الجسيمات في حالات زواج الأقارب.

والإحصاءات السكانية توضح أن زواج الأقارب قد ازداد للأسف في بعض الدول العربية ودول الخليج فكان له أثر مباشر في انتشار مجموعة من الأمراض الوراثية بين أفراد الجيل الناتج من هذه الزواجات. وقد ذكرت إحـصـائيـة أن في الأردن (130) ألف مـعـاق بسبب زواج الأقارب، ولذلك أصدر المسؤولون قانوناً يلزم المقبلين على الزواج بضرورة إجراء فحص طبي شامل.

وفي المملكة العربية السعودية صدر عدد من الإجراءات التي تحد من مخاطر زواج الأقارب والشريعة لا تشجع على الزواج ممن يعلم ضعف سلالتهم أو لديهم بعض الأمراض الوراثية. وينصح علماء الوراثة بعـدم الزواج من الأقارب إن كانوا يحملون صفات وراثية غير مرغوب فيها.

وليس معنى ذلك أن في زواج الأباعد دائماً ضـمـاناً لإنجاب سلالات ممتازة، فقد يتم الزواج بين أفراد عائلات لا تربط بينهم صلة الدم ولكن كلتا العائلتين فيها عوامل متنحية غير مرغوب فيها فتكون النتيجة أن تتجمع وتظهر هذه الـصـفـات، والـتـاريـخ يثبت أن نتائج الحالات الواضـحـة والشائعة هي إضعاف النسل بتكرار زواج الأقارب فتصبح الأجـيـال ضعيفة هزيلة مريضة ومصابة بالعاهات الجسدية والعقلية والنفسية.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى