آراء

شعبان شحاته رئيس القلم الشرعي بمحكمة العدوة يكتب : الأسرة والإدمان

زوجة المدمن إما شاكية باكية تحاول استدرار عطف زوجها وتثنيه من عزمه وأما مذبذبة تشعر بالحب والكراهية نحو زوجها أو ضعيفة وقلقة ومتخوفة أو عدوانية متسلطة .

والزوج المدمن لا يشارك في نشاطات ولا ينفذ دوره المطلوب إذ يغيب عن البيت عند ظهور الأزمات وهو مشاكس دائم الشجار مع زوجته ويكثر التهديد للزوجة والاولاد. وفي دراسة حديثة على رد فعل زوجات مدمني الخمر تبين أن الكثير من الزوجات يعتمدن على أنفسهن ويتجاهلن سلوك الزوج إلى رشده وهذا الأسلوب خاطىء ويبطيء العلاج لأن إنكار الزوجة والأبناء والسخرية من الزوج والشجار معه قد يترتب عنه نتائج إيجابية علاجية أفضل من التجاهل والخصام والسكوت . وزوجة المدمن في حيرة من أمرها وتحس بعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي ، وتحاول زوجة المدمن عندما تشعر بإدمان الزوج التستر عليه وعزله اجتماعيا وتدبر هي بنفسها شئون الأسرة وتستقل عن الزوج وعادة تحاول العلاج أو الطلاق أو يطلقها الزوج المدمن هروبا من المشاكل وكذلك آثار الإدمان .

ويشير الدكتور عمر الباقر في بحثه عن دراسة ظاهرة تعاطى الخمور : يقول أن نسبة الطلاق بسبب تناول الخمور كانت ۲۰٪ بينما هي ٪4 فقط لدى الأشخاص الذين لا يشربون وأشار كذلك أن 87٪ من تعاطوا الخمور كانوا متأثرين بأولياء أمورهم الذين يشربون الخمر .

وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن 50% من جرائم العنف والاغتصاب كانت من جراء الخمر .وهو أي شرب الخمر والمسكرات دمار لدخل الأسرة فنجد المدمن قد يحتاج إلى بيع الأثاث والأغراض المنزلية ويكون خائن وكاذب ومخادع وغير مسئول وكل همه الحصول على المخدرات حتى أن سمعت مرات أن الأشخاص قد يلجأون إلى القتل لأعز الناس سواء الزوجة أو الأولاد أو الأخوات عندما يحاولون منعه من شراء الخمر إذا أعترضه أو عدم توافر الأموال اللازمة لشراء الخمور. لذلك حسنا عندما ذهب قانون الأحوال الشخصية باتباع رأي جمهور الفقهاء فقرر في مادته الأولى (أن طلاق السكران والمكره لايقع) وكذلك أولاد مدمني الخمور يصابون بالأمراض وغالبا يكونون مدنين

وقد أثبت بحث حديث أن أولاد المدمنات مشاكسون ومضطربي الفكر وناقصي النمو . واذا أدمنت الزوجة فإنها تحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق فيطلقها زوجها.
وصدق الله العظيم إذ يقول : ( إنما يريد الشيطن أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويضلكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون ) (1). ويذكر علماء الاجتماع لكي يكون المجتمع الانساني في غاية من النظام والترتيب يلزم عدم تعكيره بأعمال تخل بهذا النظام وعندما تصبح الفوضى تخلق التفرقة. ومما لاشك فيه أن الخمر أم الخبائث أنها تسبب الخلاف والفرقة وأنها المسئولة عن أكثر من 50% من الجرائم على مستوى العالم .

وتجد كذلك علاقة المدمن بأولاده علاقة مهزوزة وتغيب القدوة الصالحة وتجد أولاد المدمنين منحرفين ويحاولوا تقليد آبائهم المدمنين.

زر الذهاب إلى الأعلى