آراء

أنظار العالم كله متجه نحو قطر

د.فتحي حسين

العالم كله موجود في قطر والأحداث جميعها تدور حول قطر والاخبار والأنباء المختلفة والمتنوعة لا يمكن أن تخلو من كلام عن قطر ،والسبب هو بداية بطولة كأس العالم لكرة القدم ،بعد أن وقع الاختيار عليها في ٢٠١٠ الماضية ،عندما تم اختيار دولة قطر لكي تنظم كأس البطولة الشعبية الاولي علي مستوي العالم ومعشوقة الجماهير العالمية ومدارس الفن والهندسة المختلفة تراها فقط في هذا الحدث الكبير الذي فازت بتنظيمها الشقيقة قطر .بالرغم من الرهان الخاسر من قبل علي مقدرة قطر علي تنظيم هذا الحدث ربما نتيجة حداثة كرة القدم لها وأن منتخبها ليس له بطولات دولية ولم يكتب له من قبل اللعب بكأس العالم من قبل ،فضلا عن عدم توافر استادات دولية ومطارات وفنادق مميزة ،الا أن ما نشاهدة الان فعليا علي أرض الواقع بعد اسبوع من بداية البطولة فعليا ،فهي حاجة لا تصدق علي الاطلاق ،بداية من دقة التنظيم والنظام وروعة الاستادات التي تضاهي ،بل تتفوق احيانا علي استادات اوربا ، فضلا عن الأمن والضبط والجماهير الغفيرة من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق لتشجيع فرقها العالمية ،بشمل متحضر وراقي ،وهذا يحسب بالطبع للقيادة والشعب القطر الشقيق ،الذي تحدي الصعاب منذ اكتر من ١٢ عاما وأنفق ما يقارب ٢٢٠ مليار دولار حتي يخرج التنظيم بهذا الشكل الرائع والنجاح المنقطع النظير ،حتي الان ،فضلا عن العائدات المتوقعة من هذا المونديال من السياحة والاستثمارات الأجنبية فيها والرواج الاقتصادية وتوجيه الأنظار لدولة قطر التي كانت البعض ينظر إليها علي انها دويلة صغيرة ،الا أنها أثبتت للعالم كله قدرتها علي التنظيم الرائع والمشرف للعرب والمسلمين جميعا أمام دول العالم المتقدم !
وقد حضر حفل افتتاح الكأس الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من الرؤساء منهم الرئيس التركي اردوغان والأمير تميم ،والبحرين والتكوين وعدد كبير من الشخصيات العامة والمشاهير العرب في الفن والثقافة والرياضة ،ومان افتتاح رائع بكل ما تحمله الكلمة من مقاييس .فضلا عن نقل هذا الاحتفال علي قنوات العالم الأرضية. فضلا عن مكاسب الكأس الدولية والعالمية في كافة مجالات الاقتصاد القطري الوطني والدولي فإن هناك توقعات بأن تقوم الدوحة بتوظيف المرافق الكروية لاستضافة نهائيات كأس اوربا ومختلف النهائيات البطولات المختلفة كالسوبر الدولي والمحلي للعديد من الفرق !

و كشفت اللجنة المنظمة إنه من المتوقع أن يدر المونديال نحو 9 مليارات دولار من الأرباح تأتي في معظمها من الإنفاق السياحي والأنشطة الاقتصادية المصاحبة لهذا المونديال، وهو ما يمثل نحو 1% من الناتج المحلي لقطر وبالطبع هناك تكاليف ضخمة  تتحملها الدول المستضيفة لمباريات كأس العالم ، لكن إنفاق قطر كان الأعلى على الإطلاق منذ انطلاق البطولة عام ١٩٣٠ . ووسط تقديرات بأن التكلفة قد تتساوى مع ما جرى إنفاقه على 21 بطولة سابقة مجتمعة، بحسب “فرونت أوفيس سبورتس” الأميركية المتخصصة في مجال الاستشارات المالية الرياضية،الا أن المكسب المعنوي والمادي المتوقع بعد ذلك لا يقدر بمبلغ أو بأي كلام يقال ،ويكفي أنها أول دولة عربية وإسلامية تنظم البطولة الاولي في العالم والأشهر علي الاطلاق. ويعود التباين في تقدير إجمالي التكلفة إلى أن غالبية الأموال التي تم إنفاقها منذ عام 2010 كانت لإنشاء بنية تحتية مثل شبكة جديدة للمترو في الدوحة ومطار دولي وطرق جديدة فضلا عن بناء نحو مئة فندق جديد ومرافق ترفيهية. فيما يأتي الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات في إطار تنفيذ مشروع “رؤية قطر الوطنية 2030”.، هذا شيء يحسب للقيادة الدولة الشقيقة وشعبها الطيب والمضياف الجميل . كما جرى إنشاء 7 ملاعب جديدة إضافة إلى الملعب القديم لاستضافة مباريات كأس العالم، بتكلفة بلغت 6.5 مليار دولار.

ويذكر أن مونديال البرازيل عام 2014 كان يُعد الأغلى عند 15.5 مليار دولار فيما احتل مونديال روسيا عام 2018 المرتبة الثانية بتكلفة 11.4 مليار دولار.  ومثلت الاستثمارات الكروية غير المربحة إشكالية للدول التي استضافت بطولات كأس العالم، وستعمل قطر على إبقاء ثلاثة من الملاعب فيما سيُجرى تفكيك الملاعب الخمسة المتبقة أو إعادة تحويلها لأغراض بديلة. ! حيث أن  قطر ستستخدم هذه المرافق والملاعب الكروية ،وفقا لخبراء الكرة العالمية ،للحصول على حق استضافة نهائيات بطولات أوروبية مثل نهائي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. فتحية للدولة الشقيقة قطر شعبا وحكومة وقيادة ،والتي شرفت العرب بتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير ،مثلما نظمت مصر مؤتمر المناخ العالمي كوب ٢٧ ,،والذي ابهر العالم من حولنا . نحتاج لمزيد من الأحداث الدولية التي تجعلنا كبار وقوة فعالة في عيون الغرب والآخر المتقدم والذي لا يزال ينظر إلينا من منطلق أنه هو الطرف القوي ونحن الطرف الأضعف ،ولمن الحقيقة أن الأحداث الأخيرة ،مثل احداث شرم الشيخ والدوحة ،يظهر للعالم أننا دول عربية قوية وكبيرة وعظيمة ،نستطيع تجاوز كل الأزمات من حولنا!

زر الذهاب إلى الأعلى