آراء

شعبان شحاته يكتب: عدل ساعة خير من عبادة ستون سنة

سرعة الحكم ووجوب تنفيذ الاحكام بالقوة الجبرية:قال عمر في رسالة: “فانه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له”. فقد روي حديــث أبى شـريح وفيه انه قال: “يا رسول الله: إن قومي اذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فـرض كـلا الفريقين قال: ما أحسن هذا – رواه النسائي والبخاري والبهيقي. وقال على رضـي الله عنـه”لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيا حتى تكمل فيه خمس خصال: عفيف – حليم – عــالم بمـا يكون قبله. يستشير ذوي الالباب لا يخاف في الله لومه لائم” اخرجه البهيقي وقد مدح الله سبحانه أولى القوة في أمره والبصائر في دينه فقال” أولى الايدي والابصار”فالايدي: القوى على تنفيذ أمر الله والابصار: البصائر في دينه

وقال عمر بن الخطاب في رسالة لمعاوية بن ابي سفيان “تعاهد الغريب فانه إن طال حبه ترك حقه وانطلق إلـى أهله وإنما ابطل حقه من لم يرفع به رأسا.وكتب إلى ابي موسى الاشعري: “أن لا يقضى إلا امير، فانه اهيب للظـــــالم ولشـاهد الزور ويقول ابن القيم رحمه الله: [ومراد عمر بذلك: التحريض على تنفيذ الحـق إذا فهمـه الحاكم، ولا ينفع تكلمه به إن لم يكن له قوة تنفيذه فهو تحريض منه على العلم بالحق والقـوة على تنفيذه

ونحن نقول العدل البطئ ظلم. لان كثير من الناس يترك الدعوى بسبب طول الوقـت والاجراءات فقد تطول الاجراءات في بعض القضايا لاكثر من عشر سنوات مثلا. وقد رأينـا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رسالته لمعاوية أن الاعراب قد يترك حقه والسبـب فـي ذلك مماطلة القاضي وعدم فهمه لمشاعر الناس والتجاوب معهم.ويجب سرعة الفصل في المنازعات لكي لا تتعطل مصالح الناس ويشغلوا بـالدعوى امام المحكمة وخاصة في هذا العصر قد كثرت القضايا وزاد تلاعب الناس بالقـانون والحكـم ليس له أي قيمة إلا بالتنفيذ وقال عليه الصلاة والسلام ” إنما أهلك الذين من قبلكـــم أنـهم إذا
سرق الشريف تركوه وإذا سرق منهم الضيف أقاموا عليه الحد…… وأيم الله لـو أن فاطمـة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” رواه الشيخان.والعدل رأس الفضائل كلها وقام عليه نظام المجتمعات ” وديننا الإسلامي يحث علـى العدل ويحارب الظلم”

ويقول صلى الله عليه وسلم ” عدل ساعة خير من عبادة ستين سنةحكم أشد وأعظم عند الله من معاصى ستين سنة” وأن الدولة الإســلامية وضعـت الأحكـام موضع التنفيذ بكل قوة ودقة وقد أخذت معظم القوانين احترام القاضي وأن احكامه لـها هيبـة وأنه يجب الانحياد للأحكام وسرعة تنفيذها

وقال عمر بن عبد العزيز لا يصلـح للقضـاء إلا القوى على أمر الناس”وقد خطب عمر بن الخطاب بعد تولية الخلافة فقال ” أيها الناس إنه والله ما فيكم أحـد أقوى عندى من الضعيف حتى أخذ الحق له ولا أضعف عندى من القوى حتى أخذ الحق منـه،

وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعلم أن الحكم إذا لم ينفذ فلا قيمه له فكتب ابي موسـى الأشعري رضي الله عنه ( لا يقضى إلا أمير، فإنه اهيب للظالم ولشاهد الـزور وإذا جلـس
عندك الخصمان فرأيت احدهما يتعمد الظلم فأوجع رأسه.وكتب رضى الله عنه إلى المغيرة بن شعبة أن يقضى بين النـاس وقـال : أم أمـير العامة أجدر أن يهاب وقال : إذا رأيت من الخصم تكدبا (شده) فأوجع رأسه.

وعن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” مـن ولا الله شيئا من أمور المسلمين احتجب عن حاجتهم وفقيرهم احتجب الله دون حاجتــه رواه أبـوداود والترمذي والحاكم وذكر شرح الاقناع ( ولا يتخذ القاضي في مجلس الحكــم حاجبـا ولا بوابا الا لعذر لأن الحاجب ربما قدم المؤخر وأخر المتقدم لغرض له) ولايجوز للقاضي قفـل بابه أو يجعل له حجابا قساة يمنعون اصحاب الحاجات والقضايا من الوصول اليه

زر الذهاب إلى الأعلى